برعاية وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري، وقعت الكاتبة والمؤلفة الروائية نورا شفيق الحريري روايتيها “قلوب مضطربة والماسة المفقودة”، وذلك في حفل أقيم في خان الإفرنج في صيدا.
وحضر حفل التوقيع رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية النائب بهية الحريري ممثلة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وطارق بعاصيري ممثلا الرئيس فؤاد السنيورة، السيد شفيق الحريري، ورئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي، ورئيس بلدية عبرا ادغار مشنتف، ومدير عام السياحة ندى السردوك، ومدير عام الآثار سركيس خوري، ومنسق عام تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود، وممثل العميد سمير شحادة الرائد هاني القادري، وجمع من الشخصيات الأهلية والثقافية والفنية والإعلامية وعائلة الكاتبة الحريري .
وسام حنا
استهل الحفل بالنشيد الوطني وتقديم من الإعلامي والممثل وسام حنا الذي قال: “إننا مدعوون اليوم لأن نكون الأشخاص الذين يزرعون المحبة والفرح وسط عالم يعيش البغض، ولأن نكون أبناء الانفتاح والتعايش في هذا المجتمع الذي تخلق فيه ذور التعصب، بأن نكون بذور الكلمة والسلام في منطقة وعالم لا يعرف إلا الحرب والفقر والجوع، مدعوون لأن نكون ونبقى على مثال الرئيس الشهيد رفيق الحريري”.
وأضاف: “بين كتاب الماسة المفقودة وكتاب قلوب مضطربة مرت سنوات نسافر إلى خيال راق، وعالم جميل كله أمل وسلام، استطاعت نورا الحريري أن تزرع الماسة المفقودة في قلوب مضطربة بالحب وبالأمل”.
وتابع: “نجتمع اليوم لنقول لنورا الحريري: تابعي وان شاء الله روايتك الجديدة تكون ربما عقول متحررة لأن هذا ربما الذي نحن بحاجة إليه”.
نورا الحريري
وتحدثت الكاتبة نورا الحريري فقالت: “إلى كل روح حضرت اليوم كي تباركني، شكرا إلى عائلتي، زوجي، إليك يا رفيق الراحل، أعلم أن هذا الطريق طويل جدا وأعلم أن قصصكم وحكاياتكم مسؤولية تعهدتها منذ أن قررت الكتابة”.
وأضافت: “كل شخص هنا يمثل كلمة وحرف في كتابي، كل نفس بعث من تعبكم وفرحكم سرقته كي يبعث الروح بين سطوري وأوراقي.. في رواياتي محطات كثيرة، محطات توقفت فيها كي أريكم وجعها قبل فرحها كي تعلموا أن الحياة لو كانت قاسية فهناك دائما أمل، فالله سبحانه وتعالى عندما خلق السماوات والأرض وجميع مخلوقاته، خلقها بشكل متوازن، بطريقة معتدلة، وبنظري الحياة هي عبارة عن توازن ما بين الخير والشر وما بين القساوة والليونة وما بين الضغينة والمحبة.. فأنتم قادرون على تغيير العالم في لحظة محبة وعشق اعشقوا كما لم تعشقوا من قبل، أحبوا أنفسكم وقدروا كل لحظة تعيشون فيها بسلام وصدق واعلموا انه لا مثيل لكم ولا تشبهون أحدا”.
وتابعت: “إن قلمي سيرافق كل حياتكم كي يروي تفاصيلها حرفا حرفا، مررت بصيدا اليوم وفرحة الطفولة واقفة أمامكم، تخاطب ذكريات الماضي وحنين أشخاص وأماكن وشموا حبهم في قلبي دون استئذان، صيدا التي تمنيت أن تصبح قبلة السواح واللبنانيين منذ بداية لفظي اسمها، وها أنا اليوم أقدمها لكم مدينة الثقافة والوحي والجمال”.
واختتمت حديثها قائلة: “معك عمتي الراقية في كل حضور والغالية في كل موقف، شكرا لدعمك ومحبتك التي كبرت فيها والتي رافقت روحي في كل لحظة، أتمنى أن يصل كلامي إليك، أنت يا رفيق الدرب ورفيق الطفولة ورفيق الخيال في مخيلتي، أهديك كل نجاح وكل العالم وأهديك صلاتي في كل ركعة عل الشمس تواسيك في عالمك الجديد”.
الوزير خوري
وتحدث راعي الحفل الوزير خوري مباركا لنورا الحريري قائلا: “إبداع أديبة انطلقت لعالم الأدب والفن، أعرفها صغيرة واكتشفتها أديبة وأما قادرة ومقتدرة، لقد بدأتِ بطريق طويل، ومن حقك أن تحلمي ومن حقنا أن نحلم معك، إنك سوف تكونين كاتبة وأديبة مهمة تنعش الروح والحياة في قلوبنا” .
وأضاف: “إن أهم ما ميز الرئيس الشهيد رفيق الحريري هو الحلم، كان يحلم ببلد عظيم وبمطار، يحلم بمدرسة، يحلم بمستشفى، يحلم بطرق مواصلات واتصالات.. حلم حلما كبيرا للبلد، أناس منا آمنوا بهذا الحلم وساروا معه وأناس حاولوا أن يعرقلوا طريقه لكنهم الآن يترحمون عليه ويقولوا ليتنا سرنا معه.. نحن بهذه المناسبة أقول إننا مكملون على هذه الطريق، طريق رفيق الحريري، إن شاء الله مع الرئيس سعد الحريري” .
وتطرق الوزير خوري إلى الوضع السياسي فقال: “الرئيس رفيق الحريري كان يقوم بتسويات لأنه كان يؤمن باليوم الآتي ، لذلك أسمى تياره “تيار المستقبل” .. واليوم إذا رأيتمونا نقوم بتسوية عليكم أن تؤمنوا باليوم الآتي فهو أفضل من اليوم الذي مضى، لذلك فإن أي تسوية نقوم بها هي لنحفظ بلدنا وشعبنا ومواطنينا وليس لأن نصنع أمجادا لنا”.
وتابع: “نحن مع الرئيس سعد الحريري كل التسويات التي قمنا بها هي لنحفظ بلدنا.. لقد أُنجزت تسوية في هذا البلد أتت برئيس جمهورية وبحكومة ورئيس حكومة، واليوم إذا لم ننجز قانونا للانتخابات ولم نذهب إلى انتخابات هذه التسوية معرضة للفشل ولذلك الهم الأساسي والكبير يجب أن يكون منكبا على إنجاز قانون انتخاب من الآن إلى 19 حزيران وبعدها إجراء الانتخابات النيابية ونكون بذلك أخذنا البلد إلى استقرار سياسي وهذه واجباتنا”.
جمال فياص
وكانت كلمة للصحافي والناقد الدكتور جمال فياض فقال: “بارك الله بكل مجلس تكون فيه روح رفيق الحريري موجودة، فكيف إذا كانت أسرة رفيق الحريري شهيد لبنان والعالم العربي كله.. سنة 1985 كنت في باريس أدرس والتقيت بالموسيقار محمد عبد الوهاب، وخلال حديث أجريته معه سألته لماذا لم نعد نرى عظماء كما الستينات والخمسينات من رؤساء وزعماء وقادة، فقال لي: إن الزمن يرتاح بين وقت وآخر عن إنجاب العظماء”.
وأضاف: “أنا أقول إن القرن العشرين لحق حاله وأنجب رفيق الحريري.. هذه قناعة راسخة لأن لبنان في أيام رفيق الحريري كان دولة بحجم أمة، وكل العالم عرف من هو لبنان.. لكن كما يقول الرحابنة النسر لازم يتقوس قواس، مش لازم يختير ويموت بوكرو على القش.. تقوس النسر بس الرسالة باقية إن شاء الله” .
وتابع: “هناك كاتبة وأديبة قدمت لنا كتابين تفاجأت بهما، الماسة المفقودة والقلوب المضطربة، يبدو أننا عندما فقدنا الماسة، قلوبنا تعيش اضطرابا دائما، كل الأمل إنه من عندك يعود الزمن ولا يرتاح عن إنجاب الكتاب والأدباء وتكوني واحدة من فلتات الزمان، وتكوني أملاً لنعود ونقرأ كتاباً لأننا في زمن حتى الأدب والشعر مرتاح ومكتر، لا نرى كتبا وأدباء ولا شعراء وإن شاء الله يكون باكورة أعمالك أملاً بأن يعود لبنان يستعيد حجمه ودوره كأدب وشعر كما كان لنا في الماضي روادا في الأدب والشعر في العالم العربي والعالم” .
وتابع: “سعيد بالمرور بصيدا، وفي نهاية كل أسبوع وأنا متجه إلى بلدتي أنصار أمر على شاطىء صيدا وأرسل لها قبلة ، وأرسل تحية لرئيس بلديتها المهندس محمد السعودي الذي خلصنا من الجبل البشع.. وأنا معجب بالأستاذ محمد، وطبعا السيد بهية سيدة الحضور الدائم، سعيد جدا أن نورا الحريري تتواجد اليوم بكتابين واحد للأطفال وواحد رواية للكبار وكأنها تريد أن تجمع كل الأعمار وأن تبني على المستقبل الذي بنى عليه رفيق الحريري.. ما أسعدني أن أكون بين أسرة رفيق الحريري وفي مدينة رفيق الحريري ووطن رفيق الحريري”.
واختتم الحفل بفيلمين دراميين قصيرين لروايتي “قلوب مضطربة والماسة المفقودة”، أخرجهما وليد ناصيف، ثم قامت الكاتبة الحريري بتوقيع كتابيها للوزير خوري والحضور.