خاص – الإمارات نيوز:
قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك في مقاله بصحيفة الإندبندنت، محذرا من سياسة الغرب في الشرق الأوسط، وأوضح أنه طالما يعتقد الغرب في الإرهاب والخوف فسوف يفوز داعش في النهاية، لكن علينا أن نؤمن بتحقيق العدالة وعندها سوف يهزم تنظيم داعش.
وقال فيسك: “مبدأ المعاملة بالمثل مع الإرهاب ليس حلا، فالوحشية ليست رادعا، وكلما استمر الغرب في اللجوء للعمليات العسكرية في الشرق الأوسط بدلا من السعي لإحلال العدالة في المنطقة، فسوف نكون عرضة دائما للهجمات الإرهابية”.
وانتقد المراسل الخاص لمنطقة الشرق الأوسط لصحيفة الإندبندنت، سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تركز على الإرهاب والخوف، وعلق فيسك: “نحن نبحث عن الأمن بينما نروج للموت في العالم الإسلامي ونبيع لهم الأسلحة”.
وذكر الصحفي البريطاني أننا نتحدث عن هجوم مانشستر الانتحاري ومنفذه سلمان العبيدي، ولكنه قد حان الوقت الآن لنقرأ الماضي وندرك أن تنظيم داعش لا يمثل الإسلام، بل أن المسلم يستطيع أن يكسب احترام العالم كله مثلما فعل الأمير عبد القادر الجزائري.
ووصف فيسك الأمير عبد القادر الجزائري، بأنه مسلم، وشيخ متصوف ومحارب قوي وإنسان قام بحماية شعبه ضد البربرية الغربية، ولم يتوانى عن حماية المسيحيين من وحشية بعض المسلمين.
وواصل فيسك حديثه عن الأمير عبد القادر، الذي ولد في 6 سبتمبر 1808، ويعتبر رائدا سياسيا وعسكريا ورمزا للمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار والاضطهاد الفرنسي حيث قاوم الغزو الفرنسي لبلده حوالي خمسة عشر عاما ، ويعد مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، الأمير الذي دافع عن بلاده وحتى في منفاه الفرنسي، كان يدعو للسلام والأخوة ويتحدث عن حكمة أفلاطون وسقراط.
ويقول فيسك إن شجاعة الأمير عبد القادر تتجلى بشكل استثنائي في دمشق، حيث عاش في منفاه الاختياري، واندلعت في لبنان الحرب الأهلية بين الدروز والمسيحيين ثم وصلت إلى قلب دمشق، ووجد السكان المسيحيون أنفسهم محاصرين من قبل الدروز المسلمين.
فأرسل عبد القادر حراسه لمرافقة أكثر من عشرة الألف مسيحي مع ممتلكاتهم، ووصل الدروز إلى أعتاب بيت الأمير وهم يحملون السيوف والسكاكين، فاستقبلهم الأمير بخطاب ما زال محفورا في ذاكرة سكان الشرق الأوسط ، على الرغم من تجاهله تماما في الغرب في الوقت الحالي، وفقا لكلمات روبرت فيسك.
وصرخ عبد القادر في صفوف الدروز قائلا “أيها المساكين، بهذه الطريقة تُكرمون النبي؟ سوف تنالون عقابكم من الله ! العار عليكم ! سوف يأتي اليوم الذي تدفعون فيه الثمن جراء هذا.. وأنا لن أُسلم مسيحيا واحدا، هم إخواني، أخرجوا جميعا من هنا وإلا سوف أسلط عليكم جنودي”
وأشار فيسك إلى إن الأمير كان محط احترام كثير من القادة والسياسيين والأدباء الغربيين منهم الرئيس والزعيم الأمريكي أبراهام لينكون و فيكتور هوغو ونابليون الثالث.
وأخيرا أضاف فيسك أن هناك مدينة أمريكية تسمى القادر تيمنا باسم الأمير عبد القادر الجزائري، والتي مازالت موجودة في مقاطعة كلايتون بولاية آيوا ويعيش فيها 1273 نسمة، فقد كان الأمير عبد القادر في نظر الكثير من الأمريكيين والأوربيين رمزا للبطولة ومقاومة الاستعمار