خاص – الإمارات نيوز:
أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة، أن الجامعة تأخذ منهجا يقوم على تخريج العلماء من أبنائها الذين يستطيعون أن يحققوا متطلبات الحياة الأفضل لخدمة مجتمعاتهم والبشرية.
جاء ذلك خلال الكلمة الرئيسية التي ألقاها سموه في حفل الدفعة الثانية لخريجي الدراسات العليا في جامعة الشارقة بحضور سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة، وسمو الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، مساء أمس في قاعة المدينة الجامعية في الشارقة.
وعبر صاحب السمو حاكم الشارقة عن فخره واعتزازه بتخريج كوكبة من طلبة الدراسات العليا بقوله: “بكل فخر واعتزاز نهنئكم وذويكم ونهنئ الهيئات الحكومية والخاصة التي ينتمي كثير منكم إليها إلا أن التهنئة الكبرى هي لأنفسنا؛ وذلك لأن رتل نور العلم والمعرفة الذي تجسدونه اليوم هو بالنسبة إلينا شكل من أشكال الانتصار الذي عملنا له ولازلنا نعمل كي يبلغ الآمال التي نتطلع إليها في التنمية المعرفية والإنسانية والوطنية ونعمل لبلوغ آفاقها العالمية في إطار سعينا المدروس لاستعادة الماضي المجيد الذي كان عليه آباؤنا وأجدادنا في صناعة العلم والفكر والتراث الإنساني الأصيل”.
وأشار سموه إلى أن جامعة الشارقة وهي تحتفل اليوم بتخريج كوكبتها الثانية من حملة الشهادات العلمية العليا إنما تعبر بشكل أو بأخر عن منهج جديد وجهناها باتخاذه منهج يقوم على تخريج العلماء من أبنائها الذين يستطيعون أن يحققوا متطلبات ودواعي الحياة الأفضل ليس للمجتمع الذي يعيشون فيه بل ليبدعوا فيما تحتاجه البشرية أينما وجدت وخاصة في ظل الثورة التقنية التي تعيشها المجتمعات البشرية في مغارب الأرض ومشارقها فهم طلال عام ومعرفة الأمر الذي سيشكل لهم دأب حياة وآفاق عمل.
وأكد سموه أن جامعة الشارقة هيأت لأبنائها الطلبة البنية الأحدث عالميا ووفرت المعاهد ومراكز التميز للبحث العلمي لخدمة الطلبة قائلا: “إننا هيأنا لطلبة جامعة الشارقة البنى التحتية الأحدث والأكثر تطورا على المستويات العالمية كما هيأنا الهيكلية الإدارية اللازمة من معاهد ومراكز التميز للبحث العلمي ومجموعات بحثية تغطي مختلف ميادين البحث والمعرفة المتعددة في المجالات العلمية لتمكينهم وتمكين من سيلحقون بهم من طلبة هذه المستويات العلمية من فعل ذلك ولاسيما وإننا زودنا الجامعة بتوجيهات لوضع الخطط اللازمة لطرح برامج ودراسات عليا مشتركة مع العديد من الجامعات العالمية العريقة في كندا وألمانيا وإسبانيا وغيرها وستكون برامج هذه الدراسات في ميادين علمية وعالمية كتخصصات الهندسة المختلفة وتخصصات العلوم الطبية والصحية والأساسية والعلوم التقنية وغيرها”.
وكشف سموه عن المشاريع المستقبلية التي من شأنها خدمة طلبة الدارسات العليا في جامعة الشارقة قائلا: “وجهنا ببناء مقرات جديدة لطلبة الدراسات العليا والتي ستشمل على كل ما تحتاجه برامجها العلمية وطلبتها وأساتذتها والمهتمون بالبحث العلمي الرصين من معامل ومختبرات ومعاهد علمية متخصصة وقاعات دراسية مزودة بأحدث الوسائل التعليمية والتقنية”.
وأكد سموه أن المنهج العام للعمل العلمي القائم الآن في جامعة الشارقة يطالب طلبة الدراسات العليا وحتى طلبة الدراسات التخصصية الأخرى ولمختلف درجاتها العلمية بأن تكون الأبحاث العلمية التي يجرونها وفقا لمتطلبات دراساتهم قائمة على هذه المعايير معايير تلبية متطلبات التنمية البشرية محلية كانت أم عالمية.
ووجه سموه كلمته إلى أبنائه الخريجين قائلا: “لهذا نستطيع أن نشعر بالسعادة بتخرجكم أيها الأبناء والبنات الأعزاء لأن في تخرجكم ومن سبقوكم ومن سيلحقون بكم بمشيئة الباري عز وجل ترسيخا لمنهجنا في التنمية المعرفية الإنسانية وبالتالي ضمانا للتقدم والتطور لمجتمعنا العزيز من جانب ومن جانب آخر استعادة لمكانة إرثنا العلمي والفكري والحضاري العربي والإسلامي الذي أسس لكثير من حضارات الشعوب والأمم”.
واختتم سموه كلمته بالمباركة للخريجين وذويهم بما حققوه من إنجاز علمي بقوله: “نبارك لأنفسنا ونبارك لكم ولألكم ولذويكم وأساتذتكم وجامعتكم وقبل كل هذا وذاك ونبارك لوطننا الغالي والعزيز بكم لأننا نثق كل الثقة بأنكم ستقدمون الأسس والمناهج العلمية لتلبية متطلبات دوام التقدم بما يرضي الله تعالى ويلبي حاجة مجتمعنا وأمتنا العربية والإسلامية بمشيئته جل في علاه وفقنا لله سبحانه وإياكم لما يحب ويرضى”.
حضر وقائع حفل التخريج كل من الشيخ محمد بن سعود القاسمي رئيس دائرة المالية المركزية، والشيخ خالد بن عبدالله القاسمي رئيس دائرة الموانئ البحرية والجمارك، والشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، ومعالي الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي، وسعادة عبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة، والعميد سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة، وسعادة محمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وسعادة سالم يوسف القصير رئيس هيئة تطوير معايير العمل، وعدد من الشيوخ والمسؤولين في حكومة الشارقة وأمناء جامعة الشارقة أعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية بالجامعة.
وأوضحت إدارة الجامعة أن عدد برامج الدكتوراه التي تطرحها الجامعة اعتبارا من العام الأكاديمي القادم بعد الحصول على الاعتماد الأكاديمي النهائي من وزارة التعليم العالي سيرتفع إلى 17 برنامجا وكذلك برامج الماجستير التي سترتفع إلى 35 برنامجا ولمختلف التخصصات والتي يعقد بعضها بالاشتراك مع جامعات عالمية عريقة لتصدر عن هذه الجامعات شهادات مشتركة مع جامعة الشارقة.
وأضافت أن عدد هذه البرامج سيزداد كل عام إلى أن يتم تغطية جميع العلوم التي تقتضيها الحياة العصرية على المستوى المحلي والإقليمي وكذلك على المستوى العالمي.