رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

مسلسل قناديل العشاق لا قناديل رأينا ولا عشاق

شارك

علاء محمد- الإمارات نيوز:

لم يكتفِ مسلسل ” قناديل العشاق” لمخرجه سيف الدين سبيعي بالشطح فوق الخيال كبقية المسلسلات المحاكية للبيئة الشامية، بل تعدى ذلك إلى إجراء مواجهة مستعرّة بين العنوان الذي يحمله المسلسل وبين تفاصيله.

ومنذ الحلقة الأولى، بدا المخرج وكأنه أراد تنفير المشاهدين من المسلسل الذي يفترض به أن يلامس مواضع الحب في حارات الشام القديمة قبل عقود طويلة من هذا العصر فيطرحها على الشاشة مجافاةً منه لأعمال البيئة الشامية الأخرى التي أنكرت حدوث علاقة حب مفتوحة في كل دمشق طيلة حقب وأزمان الأمر الذي تجلى في أكثر من 50 مسلسلا شاميا ما بين عناوين وأجزاء.. بيد أننا رأينا سيف الدين سبيعي يقفز بعمله فوق القناديل وفوق العشاق في آن واحد، ويقدم لنا في التفاصيل خناجر لا تعرف العشق ولا العشاق.

منذ الحلقة الأولى، بل من المشاهِد البكر لهذا العمل، وبينما توقعنا ظهور شاب يحمل وردة حمراء لحبيبته في إحدى زواريب الشام العتيقة في لقاء تم ترتيبه خلسة عن أعين الأهل، فوجئنا بشابين يخوضان تحدياً بالعضلات في مقهى والزبائن منقسمون بينهما تشجيعا لكل منهما على الانتصار بوجوه ملؤها النشوة حتى تكاد تجزم بأن بيئة الشام ما كانت تعرف في ذلك الزمن إلا التحدي بالعضلات.

قلنا إنه مشهد أول ويمر، لنفاجأ بعد ذلك بشاب يضاجع فتاة في السرير وينال من شرفها وتبدي هي الكثير من الليونة، إلى أن تمكنت من الإمساك بسكين مطبخ متروك وراءها على طاولة مرتفعة فتسحبها بخفة ودون أي حس، وتزرعه في خاصرته مردية إياه قتيلا.

واقلبوا المشهد في الحلقة نفسها، وربما في المشهد التالي، لتروا في حارة ضيقة شابا محاصرا من سبعة شبان فيردونه قتيلا بعدة طلقات، ليسيل الدم في الزقاق بعد دماء السرير الذي اقترفته الفتاة في المشهد السابق.

أي قناديل هذه وأي عشاق؟ وأية دراما بيئة شامية تتلاعب بتاريخنا وتراثنا؟ بل أية عناوين تأخذنا في عالم نزار قباني الرومانسي ابن البيئة نفسها لتحبط ونحبط معها نحن في التفاصيل الدموية التي استحى صناع مسلسل باب الحارة أن يبدوا جزءا منها طيلة تسعة أجزاء وهم الذين أتوا لنا بحارة تريد نشر الثقافة وإيصالها إلى قلب باريس وليس من اسم لتلك الحارة إلا ” الضبع”!!.

سقوط ذريع لكاميرا المخرج سيف الدين سبيعي المفترض به أن يكون أكثر دراية بما وصلت إليه الدراما السورية من انحطاط، بل وهو الأكثر علما بأن دراما البيئة الشامية باتت أبرز وجه من وجوه هذا الانحطاط بشهادة سائر مثقفي سورية، بل وعشاق التراث أيضا.

الخلاصة.. في قناديل العشاق، لم نرَ قناديلَ، ولم نلحظ عشاقا.

مقالات ذات صلة