في أجواء مفعمة بالفن، وبحضور شخصيات اجتماعية ومهتمين بالشأن الثقافي، قدم مركز الجليلة لثقافة الطفل عرضا موسيقيا استعراضيا في إطار مسرحي تحت عنوان “موسيقى الطين” شارك فيه 16 طفلا إلى جانب أساتذة المسرح: نصرة المعمري وعبد الله المقبالي، الممثل وضابط الإيقاع خليفة الجاسم، فنان التشكيل بالطين كمال الزعبي، عازف الناي أمجد الجرماني، وعازف العود أيهم أبو عمار.
تناولت المسرحية حوارا بين الطبيعة والإنسان، وعلاقة الطين بالماء الذي يعتبر من ركائز الحياة والتشكيل والتكوين عموما، ومنحت الأطفال فرصة العودة إلى جذورهم الأولى، والتماهي مع عنصرين من أقدم عناصر الطبيعة هما الماء والطين.
استعرض العمل ما يقارب خمسين قطعة موسيقية استخدمت لإصدار الايقاعات وموسيقى العرض، كان قد تم إنتاجها في المركز بمشاركة الأطفال، ضمن مشروع يعد الأول من نوعه لإنتاج آلات موسيقية طينية قابلة للاستخدام.
وشملت الآلات المنتجة من الطين: ناي، آلة وترية (تحاكي العود)، طبلة، خشخاشة، زايلفون، تشايم، عددا من الحلقات الطينية المتصلة التي تصدر صوتا يشبه صوت الأجراس، وغيرها من الآلات.
وقد أظهر العرض الذي اعتمد على ثلاثية الصوت والضوء والحركة، قدرة الاتحاد على صناعة البنيان القوي، حيث استمد الطين بعد جفافه وشققه حياته وقوته من الماء.
ومن خلال هذا العرض الاستثنائي الذي أبهر الحضور، كشف المركز عن موهبة فذة لطفلة شاركت في العرض رغم اعتماده الكليّ على الموسيقى، وهي فاقدة لحاسة السمع منذ الولادة! ما دفع الحضور لاختتام العرض بالتصفيق بلغة الإشارة لترد الطفلة الإشارة بمثلها تعبيرا عن السعادة بنجاحها وتفاعلهم.