خاص – الإمارات نيوز:
حذرت وزارة الصحة ووقاية المجتمع من مخاطر بعض منتجات رياضة كمال الأجسام غير المرخصة، التي يتم شراؤها من خلال المواقع الإلكترونية.
ونبهت الوزارة إلى أن العديد منها قد يحتوي على سموم منشطة أو هرمونات صناعية مرتبطة بهرمونات الذكورة، تتسبب بحدوث مخاطر صحية جسيمة تشمل إصابات خطيرة في الكبد والكلى وتهدد حياة متعاطيها.
وقال سعادة الدكتور أمين حسين الأميري وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع، المساعد لسياسة الصحة العامة والتراخيص، إن الوزارة أصدرت تعميما في هذا الشأن إلى مدراء المناطق الطبية ومدراء المستشفيات الحكومية والخاصة والأطباء والصيادلة للتنبيه والتحذير من الاستخدام العشوائي لمنتجات كمال الأجسام بعد صدور التحذير من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بهذا الخصوص.
وأوضح أنه وجد العديد منها قد يحتوي على سموم منشطة أو مواد شبيهة للستيرويد أو هرمونات صناعية مرتبطة بهرمونات الذكورة، مشيرا إلى أن هذه المواد قد تكون خطرة وتتسبب في حدوث مخاطر صحية جسيمة تشمل إصابات خطيرة في الكبد مهددة حياة الأشخاص الذين يداومون على تعاطيها.
وأوضح أنه إلى جانب خطر إصابات الكبد فإن امتصاص الجسم للستيرويد “الهرمونات البنائية” قد يسبب آثارا جانبية إضافية خطرة مثل حب الشباب الشديد وفقدان الشعر وزيادة النزعة العدوانية والاكتئاب وتفاعلات مهددة للحياة، مثل تلف الكليتين والنوبات القلبية والسكتة الدماغية والانصمام الرئوي وهو انسداد في أحد الأوعية الدموية المركزية في الرئتين وتخثر في الأوردة العميقة، مؤكدا أنه يجب دائما استشارة الأطباء المختصين قبل استخدام مثل هذه المواد.
وقال الأميري “أوردت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في تحذيرها أنه يتم الترويج لكثير من هذه المنتجات بأنها لكمال الأجسام وزيادة القوة، وكتلة العضلات ولكنها في الواقع تحتوي على منشطات أو ستيرويدات أوهرمونات اصطناعية متعلقة بهرمون التستوستيرون“.
وأوضح أن إقبال البعض على تناول المنشطات والهرمونات دون استشارة الأطباء يعتبر ظاهرة عالمية بين أوساط الشباب لزيادة حجم العضلات وبناء جسم جذاب، حيث أن تنامي هذه الظاهرة يعد مفزعا في ظل غياب أرقام حقيقية عن عدد المتعاطين لاسيما أن نتائجها كارثية على صحة متعاطيها إلا إذا تمت تحت إشراف طبي متخصص.
وأكد أنه يجب على مستخدمي مثل هذه الهرمونات إجراء الفحوص الطبية خاصة للكبد والكلى بشكل دوري، لتجنب المضاعفات خاصة في ظل شيوع تناول المنشطات الهرمونية سرا بدون مراجعة طبية أو ذوي الاختصاص لتحقيق أوهام البناء العضلي بصورة سريعة وبأقل جهد.
وأشار إلى أن أغلب الهرمونات المغشوشة تدخل الدولة بطرق غير مشروعة وتكون فاسدة، ومصدرها شركات مجهولة الترخيص حيث لا تتطابق مع المعايير العالمية.
وأوضح الإجراءات الصارمة التي تطبقها وزارة الصحة ووقاية المجتمع في حصر الحصول على الهرمونات خاصة الإبر عبر وصفة طبية من طبيب متخصص ومرخص ..ونوه إلى أن البعض يحصل على مثل هذه الهرمونات من خارج الدولة عن طريق مسافرين قادمين من دول تسمح بشراء هذه العقاقير بدون وصفة طبية.
وأفاد الأميري أن الوزارة تنفذ زيارات تفتيش على الصيدليات بشكل دوري للتأكد من مدى التزامها بالتشريعات والقوانين المعتمدة حيث تتخذ في هذا الجانب إجراءات عقابية تبدأ بالتنبيه والتحذير، ثم تحرير مخالفات عند العثور على منتجات هرمونية أو منشطات محظورة أو غير مرخصة ذات ادعاءات طبية وتصل إلى حد إغلاق المنشأة ووقف الترخيص .
وأشار إلى قيام الوزارة بالتنسيق المتكامل مع الجهات الصحية والبلديات في الدولة للتأكد من عدم وجود منتجات هرمونية لبناء الأجسام غير مرخصة لأنها مستحضرات دوائية تخضع لاشتراطات ومراقبة الوزارة كونها الجهة المسؤولة عن تسجيلها والسماح باستيرادها وتداولها.
ولفت إلى أن غياب مراقبة الأهل والتوعية الأسرية عن مخاطر الهرمونات والمنشطات الرياضية يزيد من إقبال الشباب على نوادي كمال الأجسام علما أن أكثر الشباب لا يعلمون خطورة هذه الهرمونات وقد يتعاطوها سرا أو خشية أن تعتبر عضلاتهم غير حقيقية وأنهم لم يبذلوا جهدا بدنيا كافيا للحصول عليها ..مشددا على ضرورة إبلاغ الوزارة أو الجهات الصحية والبلديات عند معرفة الأهالي بتداول هذه الهرمونات المحظورة في النوادي التي يرتادها أبناؤهم بدون استشارة طبية ..منوها كذلك بدور الإعلام في توعية وإرشاد الشباب في الجامعات والمدارس خاصة أنه يصعب معالجة العواقب الصحية الناجمة عن استخدام هذه الهرمونات لاسيما مرض السرطان والفشل الكلوي.
ونصح الشباب بإستشارة طبيب مختص في التغذية عند تناول أي هرمونات أو منشطات والقيام بفحوصات طبية دورية لأن الإستخدام طويل المدى لمنتجات بناء العضلات يتسبب بآثار سلبية مثل اضطراب الهرمونات في الجسم التي يفرزها طبيعيا حيث يؤدي تعاطيها إلى تعطيل وضمور الغدد المسؤولة عن إنتاج هذا الهرمونات لاسيما هرمون الذكورة “التستوستيرون” وما ينتج عنه من ضعف جنسي وعقم.
وأوضح الأميري أن هذه المنتجات تباع عادة على شبكة الإنترنت وبعض المحلات التجارية غير الرسمية من خلال المواقع الإلكترونية على أنها مكملات غذائية ولكن أكثرها ليست بمكملات غذائية حيث يتم تسويقها بشكل غير قانوني فضلا عن أن بعضا منها يتم تسويقه على أنها أدوية جديدة غير معتمدة عالميا ..مشيرا إلى أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لم تقوم بمراجعة هذه المنتجات للتأكد من سلامتها أو فعاليتها أو جودتها قبل الشروع في تسويقها.
وأكد أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع توصي أفراد المجتمع بعدم استخدام هذه المنتجات أو أية منتجات أخرى قبل التأكد من سلامتها ومأمونيتها حرصا منها على تحقيق الحماية المجتمعية لجميع سكان الدولة.