خاص – الإمارات نيوز:
تزخر دار المخطوطات بالجامعة القاسمية بالشارقة التي افتتحها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بـ”1500″ من المخطوطات النادرة والنفيسة وجميعها باللغة العربية.
ويتراوح عمرها ما بين 300 و400 عام، وكتبت بخطوط مؤلفيها حاملة رسوم وزخارف مذهبة وألوان نباتية وخطوط مختلفة إلى جانب تنوعها بين شتى العلوم والتصانيف منها ما في علوم القرآن الكريم والتفسير والحديث وشروحه والفقه واللغة العربية وفروعها والطب والصيدلة والفلك والحساب والزراعة والتاريخ والجغرافيا وغيرها وهي من مقتنيات صاحب السمو حاكم الشارقة ومن أنفس وأهم الوثائق التي جمعها سموه واقتناها من مختلف دول العالم.
وتم اختيار عدد من هذه المخطوطات النادرة لوضعها بالمعرض الدائم بالدار ومنها 11 مخطوطة تدون معاناة المسلمين في الأندلس وما عانوه من محاكم التفتيش ..وصورة ملونة طبق الأصل عن المصحف المنسوب لسيدنا عثمان رضي الله عنه وجزء من القرآن الكريم كتب على الرق بالخط الكوفي من القرن الخامس الهجري وتم تصويره ونسخ “1000” ألف نسخة منه مطابقة تماما للأصل في اللون والمقاس وذلك بتوجيه من صاحب السمو حاكم الشارقة وتوزيعها على المراكز العلمية والجامعات في جميع دول العالم.
إضافة إلى مصحف مخطوط كتب بيد الخطاط مصطفى الحميدي سنة 1289 هجرية بخط النسخ المتقن وعليه زخارف وتذهيب بشكل بديع جدا.
وتضم المخطوطات النادرة أيضا مخطوطة في علوم القرآن بعنوان “أسرار التنزيل” لفخر الدين الرازي ” ت 606 ه ” نسخت سنة ” 612 ه ” بعد وفاة المؤلف بقليل.. ومخطوطة في القراءات بعنوان “فتح الوصيد في شرح أبيات القصيد للسخاوي ت643 هـ”، ونسخت في حياة المؤلف سنة “622 ه” ..ومخطوطة في الحديث بعنوان “الجامع الصحيح ” للإمام مسلم ” ت 261 ه” عليها تملك الشيخ إبراهيم النحوي سنة 755 هـ .. إلى جانب مخطوطة في الحديث بعنوان الجامع الصحيح للإمام البخاري ” ت 256 ه ” نسخت سنة “1197 هـ” مصححة.. ومقابلة على أصل مصحح من النسخة اليونينية والمقروء على محدث مكة الشيخ عبد الله بن سالم البصري ” ت 1134ه ” .. ومخطوطة في شروح الحديث بعنوان “فتح الباري” شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني “ت 852 هـ” نسخت في حياة المؤلف سنة 852 هـ بخط احمد بن احمد الشاوي و مخطوطة في الفقه الحنفي بعنوان المستصفي للنسفي ت 710 هـ نسخت سنة 740 هـ بعد وفاة المؤلف بقليل.
كما تشمل أبرز المخطوطات مخطوطة في الفلك بعنوان /الهيئة الإسلامية المنتخبة من كتب الأحاديث الصحيحة للقرماني كان حيا 1067 ه نسخت في حياة المؤلف سنة “1075 هـ” ..ومخطوطة في البلاغة بعنوان “تلخيص المفتاح” للخطيب القزويني “ت 739 هـ” نسخت بيد الخطاط الشهير شاه محمود نيسابوري “ت 945 هـ” ..ومخطوطة في النحو بعنوان “المفصل في النحو” للزمخشري “ت 538 هـ” نسخت سنة 970 ه .. ومخطوطة في الأدب بعنوان “ثمرات الأوراق” لابن حجة “ت 837 هـ” نسخت سنة 868 هـ ..ومخطوطة في النحو بعنوان “الوافية مختصر الكافية” للاقصرائي – من علماء القرن العاشر الهجري – كتبت بخط المؤلف.
وحول مدى استفادة الباحثين والطلاب من دار المخطوطات أوضح سعادة الدكتور رشاد سالم انه يتم حاليا استكمال وإعداد فهرسة وصفية مطولة لجميع المخطوطات تمهيدا لعمل فهرس دار المخطوطات الإسلامية بالجامعة القاسمية – فهرس مطبوع وأخر رقمي – وسيتم إتاحته على الموقع الالكتروني للجامعة لتسهيل اطلاع الباحثين والطلاب والبحث فيه سواء من داخل الامارات او من خارجها.
كما يجري العمل على تصوير جميع المخطوطات رقميا من أجل استقبال الباحثين والطلاب للاطلاع والبحث على هذه المخطوطات والعمل على تنفيذ طلبات التصوير لهم وذلك لخدمة البحث العلمي ونشر وتحقيق هذا التراث الإسلامي العظيم.
ولفت إلى انه ستكون هناك خدمة تقدم للباحثين والطلاب من خارج الدولة في حال طلبهم وهي صورة رقمية للمخطوط حيث سيتم إرساله لهم عن طريق الشبكة العنكبوتية وفق ضوابط محددة.
وتعتزم الجامعة القاسمية تنظيم رحلات تعريفية للدار لزيارة المعرض الدائم لأندر أنفس المصاحف والمخطوطات من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الرابعة عصرا تمهيدا لاعتماد الزيارة حتى الساعة العاشرة مساء.
كما سيتم التواصل مع المدارس والجامعات والهيئات الحكومية لتنظيم زيارات خاصة بهم .
وأشار إلى إمكانية التواصل مع المراكز العلمية والجامعات ودور المخطوطات العربية والعالمية في المستقبل القريب لتبادل الخبرات الخاصة بأعمال المخطوطات وتبادل فهارس المخطوطات الرقمية معهم بهدف تزويد الدار بأكبر عدد ممكن من المخطوطات الرقمية لمعظم مكتبات العالم وذلك لخدمة وتسهيل مهمة الباحثين والطلاب والمهتمين بهذا التراث العظيم في البحث والحصول على صور لهذه المخطوطات والعمل على نشرها وتحقيقها بأسهل الطرق.
يذكر أن دار المخطوطات بالجامعة القاسمية تم تشييدها على مساحة 3000 متر مربع بتكلفة بلغت أكثر من 70 مليون درهم على الطراز الإسلامي وتضم غرفا لاستقبال وتسجيل المخطوطات وأخرى للتعقيم بأحدث جهاز تعقيم في العالم بغاز الأوزون ومختبرا لمعالجة وترميم المخطوطات مزودا بأحدث الأجهزة .. إلى جانب العديد من القاعات التي تم تخصيصها لحفظ الكتب النادرة والاطلاع والبحث الرقمي والدوريات التي تهتم بالمخطوطات والتراث والأدب والتحقيق والنشر.