نجح فريق بحثي من قسم علوم الحياة بكلية العلوم في جامعة الإمارات وبالتعاون مع مركز خليفة للتقانات الحيوية والهندسة الوراثية في تحقيق إنجاز علمي مهم في اكتشاف مبيدين (كيميائي وحيوي) الأول من نوعهما لمكافحة مرض “اللفحة السوداء” الذي يصيب أشجار النخيل، ويتسبب في انحناء ما يعرف “بالبرعم القمي”، وهو أحد الأمراض التي تصيب أشجار النخيل في منطقة الخليج بما يؤثر سلباً على محصول نخيل التمر.
وقال عميد كلية العلوم الأستاذ الدكتور أحمد مراد إن هذا الإنجاز العلمي هو احدى نتائج تطوير قدرات البحث العلمي والابتكار في المجالات ذات الأهمية الوطنية التي توليها إدارة الجامعة عناية فائقة في تعزيز مفهوم نشر العلم والمعرفة لدعم التنمية الوطنية وتلبية لتوجهات الحكومة الرشيدة في بناء منصة علمية بحثية مستدامة تحقق الأمن الاقتصادي، إذ يوجد في الإمارات أكثر من 41 مليون نخلة، دخلت بها موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية.
ويذكر أن مرض “اللفحة السوداء” يسببه فطر أطلق عليه الاسم العلمي “ثلافيوبسيس بنكتيولاتا”، والذي تم اكتشافه سابقا بواسطة نفس الفريق البحثي. وتم نشر نتائج هذه الدراسة في مجلة علمية عالمية متخصصة تُعنى بأمراض النبات.
يشار إلى أن فريق البحث الذي يرأسه الدكتور سنان ابو قمر من قسم علوم الحياة وبمشاركة كل من الدكتور عصام الدين سعيد، والدكتور خالد طرابيل، والدكتور رابح إيراثني، وعدد من طلبة الدراسات العليا توصلوا إلى أن المبيد الكيميائي “سيدلي توب” قام بتثبيط نمو “الميسيليوم” للفطر المسبب للمرض، عندما تم اختباره في المختبر على فسائل النخيل التي تم اجراء العدوى لها صناعيا داخل البيت المحمي، مع اختفاء أعراض المرض تماما بعد حوالي 4 أسابيع من المعاملة بالمبيد وباستخدام التركيز 250 جزءً في المليون.
وأوضح الدكتور سنان ابو قمر أن الفريق استطاع إجراء مسح ميداني ومختبري لجمع العينات من 361 شجرة ميته وأظهرت النتائج أن نسبة الموت بين أشجار النخيل المصابة قد ارتفعت من 15% عام 2016 لتصل إلى 40% عام 2017، ومن خلال وضع إطار علمي للاستراتيجية المتكاملة في مكافحة “اللفحة السوداء”.
واستطاع الفريق الحصول على “مبيد حيوي” يعد الأول من نوعه في الدولة، ذو فعالية ممتازة، وأعطى نتائج مذهلة في تثبيط الأعراض ومكافحة مرض اللفحة السوداء على فسائل أشجار النخيل، كما يقوم بتحفيز الجهاز المناعي للنبات وبالتالي تقلل من الأضرار الناتجة عن الإصابة بالفطريات الممرضة للنبات سواء عن طريق الجذور أو المجموع الخضري وفق ما أظهرته نتائج البحث، وفعالية “المبيد الحيوي” الفائقة في تثبيط نمو الفطر بإحداث تشوهات للجدران الفاصلة لخلايا “الميسيليوم” مع حدوث تجميع للسيتوبلازم بداخل الخلية.