رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

الشاعر عبيد محمد الجريشي: الإمارات فيها الكثير من الأدباء وقليل من الدعم يكفي

شارك

حوار : حسام لبش

 سافر إلى فرنسا لدراسة العلاقات الدولية في أبرز الجامعات، ثمّ عاد وأكمل دراسة الماجستير في جامعة باريس السوربون – أبوظبي تخصص إدارة  تسويق، فعاد بعد هذا الجهد والمسير المتواصل في طريق الدّراسة والقراءة والمطالعة المتنوعة المجالات مؤلّفا قل نظيره، متشعّب الثقافات من العربية إلى الأجنبية، لقد تنقّل بين ألوان الأدب ليترك بصمة فنيّة سريالية خاصة به لا تمحى من كل الألوان.
 
وأبدع خلال فترات متقطّعة في عالم الصّحافة والمجلات الإماراتية والعربية، وواصل إبداعه في مجال الكتابة والتّأليف والشّعر.. هموم الشّاعر والكاتب الإماراتي تأخذ حيّزاً كبيراً من تفكيره باستمرار.. حول ابرز محطّاته الأدبيّة ومسيرته الفنيّة.. وحول واقع التأليف و الكتابة و الشّعر في دولة الإمارات العربية المتحدة.. يحاورنا الكاتب و الشّاعر المميّز عبيد محمد الجريشي في الآتي:
 
– بداية.. كيف تعرّف القراء بنفسك؟
أنا الشّاعر والكاتب “عبيد محمد الجريشي” من الإمارات العربية المتحدة، درستُ “إدارة وتسويق” في جامعة السوربون – أبوظبي، و حاصل على الليسانس في العلاقات الدّولية من فرنسا.. ثمّ التفتُّ إلى الأدب والشّعر وطرحت العديد من الأعمال الأدبية الّتي كانت على نطاق ضيق لسوء الحس طبعا.
 
–  ستطلق في الأسبوع المقبل كتاب بعنوان برق المزون
هذا صحيح ، وضعت اللمسات الأخيرة على  كتابي الجديد “برق المزون”، طارحاً موعداً لتوقيع الكاتب في معرض الشارقة الدولي للكتاب يوم الجمعة المقبل، متمنياً أن يلقى النجاح  لدى القارئ الإماراتي والعربي، وسيكون له جزء ثان في وقت لاحق، وأتوقع تقديم إضافة على مستوى الفكرة المطروحة، إذ ركّزت في جانب من الكتاب على واقع الكاتب وسلطت الضوء على بعض ما يعانيه الكاتب من متاعب ومشاقّ كي ينتهي من إعداد الكتاب فيما الجمهور لا يعرف عنها شيئا”.
.
– كيف كانت بداياتك على الصعيد الأدبي؟
أنا كاتب سابق في دولة الإمارات، ولأسباب خاصة جدًّا لم أكمل الطريق وأبرز هذه الصحف الاتحاد والبيان والخليج حيث تمّ نشر العديد من المواد الشعرية والمقالات الاجتماعية والأدبية منها تحت أسماء مستعارة!.. وبعد توقف عن المشاركة في الصحف و المجلات الإماراتية توجهت إلى الانترنت و وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نشرت لي الكثير من الأعمال الشعرية والأدبية والاجتماعية..
 
– أبرز محطّاتك التالية؟
عام 2016 كان شاهدا على إصدار أول عمل شعري لي وهما كتابين تحت مسمّى “رياض المطر” و “خيول المشاعر”، و قبل أن أنجز في هذا العام 2017 عملا أدبيا ديوان “أشواق العاشقين، و الّذي من المقرر أن أطلقه خلال فترة قريبة، كما انتهيت من إنجاز رواية (برق المزون) الجزء الأول و التي سأطرحها خلال الأيام القادمة إن شاء الله.

نال عملك “برق المزون” استحسان واهتمام كبير، فما هو السبب؟
هذه الرواية “برق المزون” هي تجسيد لمعاناة شخص إماراتي يمتهن مهنة كاتب، والفكرة الرئيسية التي ركزت عليها هي أن الكل يقرأ الكتابات وبعد أن ينتهي الكاتب من الكتابة، وبعد أن يصبح النّص جاهزاً، لكن لا أحد يعرف كم عانى هذا الكاتب كي يكتب ويزرع البسمة والسعادة والفائدة للقراء!.. ورغم كل المشاكل والتحديّات التي يتعرّض لها، والمتاعب التي تعترضه أثناء الكتابة التي اعتبرها شخصيّاً من الأعمال الصعبة للغاية بل من الأعمال البطولية، حيث يتمكن الكاتب من أن ينهي كتابه في فترة زمنية قد تكون قصيرة أو قد تتعدى سنوات من العمر وفي الختام يضعه بين أيادي وتحت عيون القراء.. إن الكتابة ليست بسيطة أبداً – على حدّ علمي – حيث يستسهلها الكثيرون، و لكنّها صعبة جدّاً برأي الشّخصي، و برأيي ما أثار الاهتمام برواية “برق المزون” هو فكرته الجديدة على الساحة، والّتي تجسّد معاناة الكتاب والمؤلفين حتى يصدرون الكتب والروايات أو أي عمل أدبي من صميم أعمالهم طبعاً.
 
– هل تقصد أن معاناة الكاتب كانت الفكرة الوحيدة التي ارتكز عليها الكتاب أو الرواية؟
هي الفكرة الرئيسية و ليست الوحيدة بالطبع، حيث كانت هناك جوانب اجتماعية أيضا وضعت في الحسبان، حيث يستمد من العادات والتقاليد التي تحيط بالكاتب، فالكاتب ابن “بيئته” لا يقدر على تأليف ما يريد و ما يخطر في باله كيفما يريد ويرغب و السبب أنّه مقيد بعادات معيّنة تقف حاجزا منيعا ضد شطحات تياراته الفكرية ان رغب بذلك!.
 
-ما أبرز الأعمال التي تركت مكانة كبيرة لديك؟
بعد أن طرحت أول أعمالي الأدبية في عام 2016، رغبت في انجاز عمل فنّي اسمه “نسنس علمنا” حيث طرحته خلال العام الماضي، و هذا العمل “نسنس علمنا” يحمل معنى رفرف علمنا، وعملت أيضاً في 2016 “سبعة شهب” وهما علمان تتعلق بالأعياد والمناسبات الوطنية الغالية على نفوسنا، وهناك أعمال أخرى على سبيل المثال “ضاع قلبي في بوظبي”، ولن أنسى أبداً عملي العزيز على قلبي الابتهال الديني تحت مسمى “ابتهال ربّي” الّذي أنتجته في شهر رمضان الكريم الماضي، كم انتهيت عملاً جميلاً بعنوان “هذا وطنّا” بمناسبة الأعياد الوطنية الحالية، وكل هذه الأعمال عزيزة و غالية على قلبي و لها مكانة خاصة جدّاً.
 
– عملت في العديد من الجوانب الأدبية والثقافية، ما هذا الخلط بين الكتابة والرواية والمقالات و الشّعر؟
صحيح وكلام في محلّه بكل تأكيد، عملت في العديد من المجالات، ولكن كلّها أعمال تندرج تحت مسمى الأدب و الفنون، فانا لا أؤمن بالتّخصص و الاكتفاء بجانب دون المرور على غيره و لو بنظرة خاطفة، طالما أن الشخص لديه القدرة والموهبة والإمكانيات للإبداع والتجديد في الوسائل، عليه المحاولة و بذل الجهد، و لن يخسر شيئاً، فالتنويع لمن لديه القدرة أمر ضروري و مفيد جدّاً، فقد أكون في جانب معين جيد و في جانب آخر جيد جدّا و يمكن ضعيف، وفي جانب آخر ممتاز، كما القراءة الكثيرة في مختلف العلوم تعطي الشّخص موسوعة من المفردات اللغوية و التراكيب الجملية في معالجة النّصوص بتسخير هذا النّمط التعبير  في جانب آخر، كما يجب أن احترم الكتابة وأمارسها في جميع مجالاتها.
 
– تساءل البعض ما هو الرابط بين دراستك الأكاديمية والتي أنهيت خلالها “إدارة التسويق”، وبين الأدب؟

منذ أن كنت صغيرا كان لدي اهتمام بالشّعر والأدب، وكنت في أيّام المدرسة اهتم بالقراءة كثيرا، حيث قرأت روايات عن “عنترة العبسي” وغيره، وفي فرنسا درست خمس سنوات ونصف، وأثناء هذه الدراسة اتسعت ثقافتي وانفتحت شهيتي على القراءة أكثر عن ذي قبل، فقرأت من الأدب الفرنسي والشعر الفرنسي، على سبيل المثال أعمال الأديب الفرنسي “فيكتور هوجو” والشاعر الفذ “رامبو” وغيرهما من روّاد الحركة الثقافية الفرنسية من “عصر النهضة” و حتّى زمننا هذا.. و هؤلاء الأدباء و المثقّفين الكبار أعطوني الفرصة والطموح من خلال ما قرأته لهم لأن أصبح كاتباً. 
 
-برأيك هل المثقف والشاعر في الامارات ينال ما يستحق؟
أنا أجسّد معاناة الكتاب و الشّعراء في كتاباتي، هناك الكثير من المعاناة، و أنا أؤكّد لك أنّه يوجد في الإمارات من هم أفضل مني بكثير، و لكن هناك معاناة كبيرة وصعوبات عدّة في وجه الكاتب والشاعر.
 
-اهتمت الإمارات مؤخرا بالأدب، فاحتضنت عام اللغة العربية بمبادرات كثيرة، واهتمت كثيرا بالمثقفين و سعت لاستقطابهم، ما رأيك بتوجه الدولة تجاه الأدب حاليّاً؟
يجب الاهتمام، و من الضروري جدّا أن نواصل الاهتمام، و دولتنا اسمها الامارات العربية المتحدة، “العربية” و يجب أن ندعم اللغة العربية الوقوف في وجه العولمة وغيرها من مشكلات ومخاطر العصر الحالي، فأنا لا ألغي العولمة، و لكنّني لا أجعلها هي الأساس والعربية تحصيل حاصل لغة الماضي..
 
– ما الانطباع الذي تركته لديك البرامج الثقافية كأمير الشّعراء و شاعر المليون وغيرهما؟
برامج ممتازة وجيدة و تحمل فكرة رائعة، لا يوجد شي كامل كما نعلم!، إلا أن الأشخاص القائمين على هذه البرامج يعرفون تحمل هموم المثقّف الإماراتي؟
طبعا و بكل تأكيد، فالإمارات فيها الكثير من الناس المبدعين الذين يحتاجون القليل من الدعم المعنوي و المادي، هذا الأمر يشبه كثيرا كرة القدم، حيث هناك ناس مكتشفون، يبحثون في الحارات و الفرجان عن المواهب، و كذلك الأمر بالنسبة للكاتب و الشاعر، يجب اكتشافه وبشكل مستمر، فهناك كتاب و شعراء و مثقفون خارج منطقة التواصل (التغطية) لظروف محيطة هم أعلم بها، ومن الممكن أن يصلوا إلى أعلى المراتب إذا لقوا الدعم المناسب في الوقت المناسب طبعاً، و من يريد الوصول فهناك وسائل كثيرة أمامه لكنه بحاجة إلى الدخول في طريق التعب والاجتهاد و بذل النفس و النفيس أحياناً إذا لزم الأمر ذلك، كما لا بد من الاستمرار في العطاء غير المحدود للعمل والإنتاج.
وبرأيي عدم التوقف أبداً مهما كانت التحديّات و الصّعاب، و هذا هو ابرز علامات تحقيق النجاح و لو بعد حين!، كي يقول الناس هذا الشخص مبدع باستمراره في العمل والإنتاج رغم كافة الظروف التي يمر بها و هنا يستحق الظهور و يستحق منّا الإشادة و تقديره كما ينبغي، وقد أقول مثلا نتداوله أهل الإمارات وهو “ما يحك ظهرك غير ظفرك”، فابدأ بنفسك أوّلا ومن ثم اطلب الدّعم من الآخرين بأعمالك وإبداعاتك وطموحاتك التي يشهد عليها الجميع، و لنترك النجاح و الفشل لله، فهو ليس بيدنا بكل تأكيد.
 

 

مقالات ذات صلة