خاص – الإمارات نيوز:
أعلنت مواصلات الإمارات -المؤسسة الرائدة في قطاع النقل والتأجير والخدمات الفنية واللوجستية- صباح اليوم الاثنين، عن إطلاق مرحلة التشغيل التجريبي لأول حافلة مدرسية تعمل بالطاقة الكهربائية على المستوى الإقليمي.
وتضيف المؤسسة بذلك إنجازاً جديداً لدولة الإمارات يتصدر دول المنطقة في مجال الطاقة المستدامة والخضراء.
وشهد الإطلاق كل من سعادة محمد عبدالله الجرمن مدير عام مواصلات الإمارات، وبطي جمعة النابوده، نائب المدير التنفيذي لمجموعة النابوده للعمليات التجارية، يرافقه من المجموعة كل من فاطمة النابوده مدير عام الاستدامة، وآجيت كومار مدير التشغيل للنقل والعمليات والكهرباء، وهارس كلادي مدير عام قسم السيارات التجارية والمعدات الثقيلة، ومن شركة شنغهاي صن وين للحافلات حضر أو جيانغ رئيس الاستثمارات الخارجية، وتشي شو آن رئيس ضمان الجودة، ولو جيانغ فونغ مدير الأبحاث والتطوير.
وشارك من طرف المؤسسة عامر الهرمودي المدير التنفيذي لدائرة الخدمات الفنية، وعبدالله الغفلي المدير التنفيذي لدائرة النقل المدرسي، وحنان صقر المدير التنفيذي لدائرة الخدمات المؤسسية، وفريـال توكل المدير التنفيذي لدائرة الخدمات المساندة وعيرهم من مسؤولي مواصلات الإمارات وموظفيها.
وصرح سعادة محمد عبدالله الجرمن في كلمة ألقاها في الحفل إن المبادرة تأتي في سياق حرص المؤسسة على تعزيز مساهماتها لترجمة توجهات دولة الإمارات وخططها المستدامة في مجال الطاقة الخضراء، وسعيها لتحقيق رؤى الحكومة في بلوغ الصدارة والسبق عبر طرح البرامج والمبادرات الرائدة والأولى من نوعها محلياً وإقليمياً وعالمياً.
وتفصيلاً؛ أوضح الجرمن أن الحافلة مطابقة لمواصفات وتشريعات النقل المدرسي المعمول بها في الدولة، وتتوافر بها كافة معايير السلامة المعتمدة محلياً وعالمياً باعتبار أن سلامة أبنائنا الطلبة هي أولوية رئيسية في كافة برامجنا ومشاريعنا، لافتاً إلى أن تطبيق تلك المواصفات وبشكل يتوافق تماماً مع الحافلات التقليدية كان من أكبر التحديات خلال مراحل التصنيع، حيث عمل فريق العمل الفني المتخصص بمواصلات الإمارات على عقد ثلاث زيارات مصنعية للوقوف على خط الإنتاج ومتابعة تطورات التصنيع، والتأكد من تطبيق جميع المواصفات والتشريعات المعتمدة، وفي المقابل تخلل مراحل التصنيع أيضاً زيارات من مهندسي المصنع إلى الدولة لتقييم المناخ وطبيعة التشغيل وبعض محاور البنية التحتية خاصة في ورش ومحطات الإيواء الموجودة في مواصلات الإمارات.
وأشار مدير عام مواصلات الإمارات إلى أن الحافلة، وإلى جانب اختبارات السلامة الاعتيادية الخاصة بالهياكل للحافلات؛ خضعت للاختبارات التشغيلية المصنعية لمدة ثلاثة أشهر، وتلا ذلك عدة اختبارات تشغيلية مبدئية في الدولة، وستستكمل خلال الفترة القادمة سلسلة الاختبارات المقررة في ظروف مناخية وتشغيلية مدروسة، وسيتم تشغيل الحافلة تجريبياً في خط سير يحاكي بدقة خطوط سير النقل المدرسي وكذلك ظروف التشغيل اليومية، لافتاً إلى أنه وبعد إتمام عمليات الاختبار سيتم نقل الطلبة فعلياً على متنها، حيث تستوعب الحافلة 45 طالباً وطالبة.
وقال سعادته: من المتوقع خلال الأعوام القليلة القادمة حدوث تطور هائل في صناعة المركبات الكهربائية، حيث حققت هذه التقنية نتائج بيئية واقتصادية مجدية وفعالة، لما لها من آثار إيجابية في هذين الجانبين تحديداً، لاسيما أن المركبات الكهربائية لا تطلق انبعاثات غازية ولا تسبب أي تلوث، لخلوها من محرك يعمل بالوقود البترولي، بينما تستهلك مثيلاتها من الحافلات التقليدية ما يعادل 0.347 لتراً من الوقود للكيلومتر الواحد.
من جهته؛ أفاد عامر الهرمودي المدير التنفيذي لدائرة الخدمات الفنية بمواصلات الإمارات، أن الفريق الفني بالمؤسسة تابع كافة مراحل تصنيع الحافلة، موضحاً بأن التركيز كان متمثلاً على مواصفات السلامة الخاصة بالحافلات المدرسية والتي تضمن راحة وأمان الطلبة المنقولين، وأضاف إنه تم تجهيز البنية الفنية للحافلة لتتحمل درجات الحرارة العالية خلال فصل الصيف بالدولة، بالإضافة إلى تعديل كفاءة منظومة التكييف لتتناسب مع الظروف المناخية بالدولة وطبيعة التشغيل في النقل المدرسي.
وحرصاً من المؤسسة على توفير بنية تحتية لتشغيل الحافلة وفق ظروف قياسية ومناسبة؛ أشار الهرمودي إلى إتمام تجهيز محطتي شحن متكاملتين للحافلة، إحداهما لدى الوكيل في شركة سويدان التجارية، والأخرى في محطة إيواء الحافلات التابعة لمواصلات الإمارات، موضحاً بأن المنظومة الحالية قادرة على شحن بطاريات الحافلة بشكل كامل في غضون 4 ساعات فقط.
وأكد الهرمودي وجود طاقم هندسي من طرف المصنع سيتواجد في الدولة بشكل دائم طوال فترة التشغيل الاختباري، فضلاً عن إعداد برنامج تدريبي فني متخصص لفنيي مواصلات الإمارات لتأهيلهم تماماً للتعامل مع الحافلة الكهربائية وصيانتها بشكل دوري، إضافة إلى القيام بتأهيل السائقين للتأقلم مع قيادتها واستخدامها، علماً بأنها لا تختلف كثيراً (في قيادتها) عن الحافلة الاعتيادية، علاوةً على قيام مواصلات الإمارات بتخصيص إحدى وحدات الدعم المتنقلة والمزودة بالمعدات اللازمة للتعامل مع الحافلة الكهربائية، وتدريب كادرها لاستقبال أية بلاغات على مدار الساعة للتعامل الأمثل مع الحافلة خاصة في حالات الطوارئ.
وبدوره، صرح فاضل عطالله مدير التطوير الفني بمواصلات الإمارات أن المسافة التي تقطعها الحافلة بعملية الشحن الواحدة تصل إلى 100 كم في ظروف تشغيلية قاسية تشمل تشغيل التكييف بالقوة القصوى وجميع الإلكترونيات الأخرى، فيما تبلغ المسافة المقطوعة في ظروف التشغيل العادية 150 كم، مشيراً إلى أن الحافلة حافظت في القراءات المرصودة على سعة تخزين في بطارياتها بلغت 25% كطاقة احتياطية لضمان استمرارية التشغيل في الحالات الطارئة.
ولفت إلى أنه تم عزل البطاريات ووحدات التحكم في صناديق مصنفة ضمن المعايير العالمية للمواد المقاومة للمياه والأتربة والحرارة، وتم تبريد هذه الصناديق بنظام تبريد مائي ومنظومة تبريد فعالة هي الأولى من نوعها، وكذلك تزويد منصة البطاريات بنظام إطفاء ذاتي، إضافة إلى ربط أنظمة الحافلة بوحدة تحكم رئيسية ترصد أداء الحافلة، وهي مبرمجة لفصل أو تغيير برنامج الشحن والتشغيل إذا ما تم رصد أي مؤشر خطورة.
من جانبه؛ قال آجيت كومار، مدير التشغيل للنقل والعمليات والكهرباء في مجموعة النابوده للمشاريع؛ إن “مجموعة شركات النابوده فخورة جداً بالاشتراك في هذا المشروع المرموق الذي أطلقته مواصلات الإمارات، ونحن على استعداد تام لتقديم الدعم اللازم مع شريكنا الرئيس، شركة شنغهاي صن وين للحافلات، وتعتبر مجموعة شركات النابوده رائدة في توفير حلول النقل الكهربائي لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بفضل شراكاتنا الاستراتيجية مع كبرى شركات تصنيع المركبات التجارية مثل صن وين”.
وعلق بطي النابوده، نائب المدير التنفيذي للمجموعة التجارية بمجموعة النابوده للمشاريع قائلا: “إن مجموعة شركات النابوده مؤيد قوي للممارسات المستدامة، وهذا ينعكس في رؤيتنا لعام 2020، فقد أيدنا منذ فترة طويلة استخدام السيارات الكهربائية ضمن مجموعة منتجاتنا، ومن خلال شراكاتنا مع مواصلات الإمارات وصن وين، أصبحت هذه الرؤية حقيقة واقعة اليوم، ولا شك أن هذا الحدث يشكل خطوة نوعية لكل من الدولة وأهداف الاستدامة الخاصة بالمجموعة”.