نظرت محكمة أبوظبي، قضية كانت استثنائية بامتياز، لوجود اختلافات عديدة عن مثيلاتها من قضايا الشعوذة والسحر، ألا وهو أن المجني عليهما، قاما بمساعدة المتهمة وأبنائها، وأسكنوهم معهم في منزلهما، بدلاً من أن تشكرهم على هذا العرفان، قابلت ذلك المعروف بارتكاب جريمة، تمثلت في ممارستها للشعوذة والسحر، قاصدة من ذلك تعريض حياتهم للخطر.
بدأت الأحداث داخل إحدى حافلات النقل العام بأبوظبي، عندما تعرفت سيدة من جنسية عربية على المتهمة من نفس جنسيتها، وتبادلوا أرقام الهواتف، وبعد فترة، اتصلت المتهمة بالمجني عليها، وأبلغتها بأنه تم طردها مع أبنائها من منزلهم، لعدم قدرتهم على سداد القيمة الإيجارية.
أخذت المجني عليها الإذن من زوجها، بالترحيب بهم في منزلها، إلى حين أن تجد مسكناً لها، فأقامت المتهمة معهم بالمنزل، وخلال تلك الفترة، بدأ أفراد الأسرة المستضيفة في التعرض للعديد من المواقف الغريبة، والتي تمثلت في اعتداء الزوجة على زوجها بالضرب، وتعرض ابنهما لحالة مرضية خطرة.
وأثناء ما كانت الزوجة تقوم بتنظيف الغرف التي كانت تسكن فيها المتهمة، بعد مرور 20 يوما، تفاجأت وزوجها، بأوراق وأدوات خاصة بالسحر والشعوذة، لتقوم بإبلاغ الجهات المعنية، التي تولت مهام إلقاء القبض على المتهمة وإحالتها إلى النيابة العامة.
أفاد الزوج في أقواله خلال تحقيقات الشرطة، بأن زوجته تأذت كثيرا من أعمال السحر التي فعلتها المتهمة، حيث كان يلبسها الجن أكثر من مرة، ما جعلها تعتدي عليه بالضرب وهي لا تعلم.
وأوضحت الزوجة أن المتهمة مارست أعمال السحر في محاولة لقتل ابنها، حيث لاحظت أن ابنها يتقيأ دماً، ولا يطيق رؤيتها، مؤكدة أنها وجدت في غرفتها وغرفة ابنها صوراً عليها طلاسم. وعليه، أمرت الجهات الأمنية بإحالة الأحراز المضبوطة إلى الهيئة العامة للشؤون الإسلامية، والتي أوضحت في تقريرها، أن بعض الأحراز تحتوي على شعوذة.
وبيّن تقرير مختبر إدارة الأدلة الجنائية، المعني بالتعرف إلى صاحبة الخط الذي حرر الكلمات والطلاسم الموجودة على الصور والأحراز المضبوطة، بأن المتهمة هي الكاتبة بخط لجميع العبارات الثابتة.
وقضت محكمة أبوظبي بمعاقبتها بالحبس لمدة 3 أشهر، ومصادرة المضبوطات وإتلافها، مع الأمر بإبعاد المتهمة إلى خارج الدولة عقب تنفيذ مدة العقوبة.








