هل تستمتع بالشتاء ذي البرد القارس عن طريق ارتداء الملابس الثقيلة وتناول كوب دافئ من المشروب المفضل؟ هذا ليس سؤالا هذا ما يفعله الكثير، مع قراءة لمادة ممتعة وخلفية موسيقية كلاسيكية، أمام مدفأة حجرية تنبعث منها طقطقة الخشب وسط النيران الدافئة، حيث تكاد تكون صورة سينمائية مثالية، لكن كيف يؤثر الموقد الخشبي في الأماكن المغلقة على المدن والأشخاص.
وقامت الحكومة البريطانية بشر فكرة الخشب والوقود المتجدد الذي يوفر المال ويحافظ على البيئة على حد سواء، الأمر الذي جعل المصنعين يستغلون هذه الصورة للقيام بحملات التسويق لترويج فكرة شراء الموقد الخشبي.
وفقاً لموقع “الجارديان” البريطاني، أن هذا مجرد أوهام، فدخان الخشب السميك المنبعث من الموقد الخشبي، والمعروف باسم 2.5 PM – ينجم عادة عن عمليات الاحتراق المختلفة بما فيها الاحتراقات في محركات المركبات، فإنه مسبب من مسببات الأزمات القلبية، والسكتات الدماغية، والسرطان، والخرف وغيرها من الامراض المختلفة.
تتجه الأنظار إلى محاربة التلوث عن طريق الغازات المنبعثة من السيارات والشاحنات، لكن على مستوى محلي في بريطانيا، فإن حرق الخشب هو أكبر مصدر لجسيمات التلوث PM 2.5، فإنه ينتج أكثر من ضعف كل الحركات المرورية علي الطرق، وفقًا لتحليل البيانات الحكومية البريطانية.
وأثبتت الدراسات عام 2014 أن دخان الخشب يزيد من التلوث القاتل بالهواء في لندن، وفي لندن وبرمنغهام ذكر باحثو كلية “كينغ” إن الخشب يمثل ما يصل إلى 31 في المئة من الجسيمات الضارة الملوثة للبيئة المنتجة محليا، وعبر أوروبا، فإن حرق الخشب هو مسبب رئيسي لتفااقم التلوث في عواصم مثل باريس وبرلين ولشبونة.