قرر المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية في الولايات المتحدة، بعمل دراسة بشأن استخدام معدلات الخصوبة كمؤشر على احتمالات الركود في الاقتصاد، مشيرا إلى أن التراجع في حمل النساء بمواليد جدد يدل على احتمالات الركود، ربما أكثر من المؤشرات الاقتصادية التقليدية.
وأجرى أكاديميون من جامعات مختلفة، دراسة حديثة تفيد بتراجع أعداد الحوامل في أميركا في الربع الثالث من 2007 كان المؤشر الأدق على احتمال الركود، الذي صاحب الأزمة المالية العالمية في 2008، رغم أن المؤشرات التقليدية كثقة المستهلكين وغيرها فشلت في التنبؤ بالركود.
وكشفت الدراسة التي حللها أساتذة الاقتصاد العقد الأخير من القرن الماضي والعقد الأول من القرن الحالي، بشأن 109 ملايين مولود في الفترة ما بين 1989 و2016 ليخرجوا بذلك الاستنتاج.
وتعد الأسر التي تتردد في إنجاب أطفال، إذا لم تكن واثقة من استمرار تحسن الأوضاع الاقتصادية، لذلك كان معدل الخصوبة المؤشر الوحيد، الذي دل على احتمال الركود في 2008، بينما كانت بقية المؤشرات الاقتصادية جيدة وتتحسن، بحسب القائمون على الدراسة.
حللت الدراسة أزمات الركود الاقتصادي لتجد أن انخفاض عدد الحوامل قبلها بنحو 6 أشهر مثل نمطا ثابتا، على مدى فترة التسعينيات من القرن الماضي، والسنوات التي مرت من هذا القرن.
وفقاً لصحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، عن عضو فريق الدراسة، أستاذ الاقتصاد في جامعة نوتردام، دانيال هنغرمان، قوله إنه لو أحصى المسؤولين عدد الحوامل في 2007 لتوقعوا الركود في 2008.
ولا يمكن القول بأن ذلك مؤشر دقيق تماما، وحتى القائمين على الدراسة يعترفون بذلك، لكن هذا هو حال بقية المؤشرات من مناخ الاستثمار وثقة المستهلكين إلى مؤشر هشاشة الاقتصاد.
وتعود مثل تلك التوقعات العجيبة إلى عشرينيات القرن الماضي، حين ساد اعتقاد أن طول تنانير النساء مؤشر على ارتفاع وهبوط مؤشرات الأسهم في البورصات.
وكان قد اقترح رئيس شركة مستحضرات التجميل “آستيه لودر”، ليونارد، 2001، استخدام مؤشر “أحمر الشفاه” لقياس أداء الاقتصاد، مشيرا إلى أن مبيعات أحمر الشفاه تتناسب طرديا مع الأداء الاقتصادي.
أدى الركود الاقتصادي إلى ارتفاع مبيعات أحمر الشفاه، لكن الفكرة استبعدت في 2008، مع حرص النساء العاملات على التجمل خشية فقدان وظائفهن.
حتى رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأسبق الشهير، آلان غرينسبان، كان يقول إن مبيعات الملابس الداخلية للرجال تتناسب طرديا مع الركود الاقتصادي، مشيرا إلى أن الناس تؤجل شراء ملابس داخلية جديدة في أوقات الشدة.