رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

تفاصيل الجلسة الحوارية في بيت الفن ضمن فعاليات مهرجان الفجيرة الدولي للفنون

شارك

الدعوة لغرس ثقافة الفن التشكيلي والاهتمام بالمشهد البصري
نظم “بيت الفن”جلسة حوارية عن تجربة التشكيليين المشاركين في فعاليات مهرجان ‏الفجيرة الدولي للفنون وواقع هذا الفن ومدى الاهتمام به، وذلك مقابل المسجد المجاور ‏لقلعة الفجيرة، بإدارة وإشرافالفنانة الإمارتية عزة القبيسي٬ المسؤولة عن البرنامج ‏الفني في هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام والقيّم الفني التشكيلي للفنان المقيم.‏
استهلت الورشة بعرض التشكيليين لتجاربهم الفنية كل حسب تخصصه وعددهم خمسة ‏عشر فناناً من دول الخليج العربي والوطن العربي وبعض دول العالم.‏
تحدث في بداية الجلسة الفنان الإماراتي عبد الرحيم سالم٬ مشيراً إلى أن مشاركة ‏الفنانين التشكيليين في مهرجان الفجيرة للفنون تعتبر تجربة حميمية.. وقال ‏إنهبالإضافة إلى شغلنا كفنانين معاً كانت فرصة للقاء الودي والتعارف واكتشاف ‏إمكانيات بعضنا البعض في مجال الفن التشكيلي وخاصة أنه يوجد بيننا من يتميزون ‏بتجاربهم الطويلة والعميقة في دولهم والتي تنعكس إيجابا على كل واحد منا وعلى ‏المهرجان كذلك.. ثم تناول بعد ذلك تجربته في هذا المجال والتي حاول أن يقدم من ‏خلالها مجموعة من الأعمال التشكيلية فهي تجربة تجريدية قدمها في المرحلة ‏الأولىاستناداً إلى فكرة تدور حول امرأة اسمها “مهيرة” فكان هناك تجسيد لهذه ‏الشخصية في كل لوحاته،ثم انتقل إلى مرحلة “الباستيل” وهي تعبير تماذجي بين اللون ‏والتكوين الشخصي ومن ثم إلى مرحلة الرمزيات.‏
الفنان الأردني بسام غالب السلاوي متخصص في مجال الخزف تشاركه زوجته ‏ميسون مفلح مصالحة نفس التخصص..يقول عن تجربته في الفن التشكيلي:”أنا ‏وزوجتي نعمل في نفس المجال منذ فترة ليست بالقصيرة وهذا العمل المشترك خلق ‏لنا روح المنافسة وجعل تجاربنا متشابهة واهتماماتنا مشتركة بالتالي أصبح هناك ‏تشابه واضح في الإنتاج والفكر”.. وأشاد بسام بالإمارات باعتبارها بلداً جميلاً ومنفتحاً ‏يوجد فيها تنافس قوي لأنها تستوعب جنسيات وثقافات مختلفة استطاعت أن تبدع في ‏كل المجالات وخاصة مجال الفنون والثقافة.وعن مشاركته وزوجته في هذا التجمع ‏الفني في بيت الفن أضاف: “نريد من خلال هذه المشاركة أن نرتقي بأدائنا وتقنياتنا ‏ونستفيد من تجارب بعضنا البعض، يساعدنا في ذلك اهتمام الفجيرة بالأنشطة الفنية ‏والثقافية وأكبر دليل على ذلك هذا المهرجان الذي يؤكد على الثقافة المجتمعية ‏الرائدة”.‏
من الفنانات الإماراتيات اللاتي قدمن تجربة رائدة في مجال الفن التشكيلي، الفنانة منى ‏الخاجة التي ظهرت موهبتها في المدرسة، حيث كانت ترسم اللوحات التي تزين ‏الجدران بالإضافة إلى اهتمامها ومشاركتها في المعارض الفنية المختلفة،هذا الاهتمام ‏جعلها تدرس الفنون التشكيلية فالتحقت بكلية الفنون التشكيلية بالقاهرة،تقول منى: ‏‏”بدأت تجربتي برسم واقعي وتطورت من الواقعية إلى السريالية لفترة معينة،ثم بدأت ‏أجرب مدارس مختلفة،كما كنت أهتم باللون ومعظم أعمالي مستوحاة من التراث ‏والبيئة الخليجية المحلية،وارتبطت بالنفس الإنسانية والارتقاء بها.‏
وأضافت الخاجة:”كانت فرصة جيدة بالنسبة لي أن أكون في مهرجان الفجيرة الدولي ‏للفنون حيث أتاح لي لقاء مجموعة فنية طيبة وبكل تأكيد مثل هذه المهرجانات ‏والملتقيات تضيف كثيرا للفنان وتثري المخزون والمعلومات الفنية لديه”.‏
الفنانة البريطانية هوما فارلي تمثلت تجربتها في فن السيراميك والزجاج،تعتبر ‏المشاركة في مهرجان الفجيرة الدولي للفنون من التجارب المفيدة التي استطاعت من ‏خلالها إنجاز عملها بصورة جيدة٬ وذلك من خلال اهتمام القائمين على أمر المهرجان ‏وتوفيرهم لكل المواد المطلوبة والمستخدمة في تشكيلاتها.‏
من المشاركين أيضاً الفنان العماني جهاد عبد الله المعمري الذي أوضح أن بداياته ‏كرسام أدخلته إلى عالم النحت فهو يعمل على ثلاثة مداخل، الأول فلسفي خاص ‏بالعمل والثاني شكلي خاص به والثالث الجانب المادي وهو المكان الخاص بما هو ‏منحوت،فكان هذا هو التحدي الذي خاضهفي تجربة بيت الفن..وأعرب عن إعجابه ‏بوجود التنوع الصخري الموجود في دولة الإمارات مما يتيح للفنان فرصة الإبداع في ‏مجال النحت بشتى صوره،مشيراًإلى أن مثل هذه اللقاءات التي تجمع الفنانين تفتح ‏مداخل جديدة من خلالها تستطيع أن تواصل مسيرتك الفنية. وأكد المعمري أن الفجيرة ‏من خلال هذا العمل الفني الكبير أثبتت أنها تمتلك إمكانيات واسعة في مجال الفن ‏والثقافة.‏
وتحدث خلال الجلسة الفنان السعودي عبد الله الشعري٬ مشيرا إلى أن موهبته في ‏مجال الفن التشكيلي بدأت في المرحلة الابتدائية بالرسم فكان عاشقا له بدعم من أحد ‏الأساتذة،ثم اشتغلت بعد تخرجي من الجامعة معلما للرياضيات ومن ثم تحولت إلى ‏قسم التربية الفنية. يقول الشعري: “بدأت تجربتي في الفن التشكيلي بالواقعية ثم دخلت ‏إلى مدرسة السريالية إلى أن وصلت لمرحلة التجريد بدرجاته المختلفة، وأصبحت ‏تجربتي تعتمد على الألوان في أغلب اللوحات.. وفي تعليقه على مشاركته في ‏المهرجان أكد سعادته بهذه المشاركة التي أتاحت له فرصة اللقاء بمختلف الثقافات ‏والاطلاع عليها،مشيدا بوجود موقع كبيت الفن الذي يجمع بين الحداثة والتراث القديم.‏
واختلفت تجربة الفنان المصري أسامة جورج الذي كان في بداياته يعمل في المجال ‏الصحي ثم اشتغل في مجالات مختلفة حتى وصل إلى الفن التشكيلي ودخله من باب ‏النحت على بعض المأكولات ثم درس بعد ذلك الفنون الجميلة ومن ثم تطورت ‏تجربته وأصبح يشتغل بمجالي الخذف والنحت على الثلج والخشب والجلد وإعادة ‏التدوير لبعض المواد.‏
ومن الفنانين الذين خاضوا تجربة الفن التشكيلي وأثبت نجاحا فيها الفنان الإماراتي ‏عبد الله سالم الحمادي٬ حيث بدأ منذ صغره بعمل تشكيلات من الفخار وبعض المواد ‏الطينية الاخرى،ثم أصبح اهتمامه بالخزف ما اتاح له فرصة الدخول في مسابقات ‏مختلفة.وأكد الحمادي في حديثه خلال الجلسة الحوارية أن وجودهم كفنانين مهم في ‏تقوية العلاقات وتبادل التجارب والأفكار.‏
الفنان الإماراتي عبيد سالم أعرب عن بالغ شكره وامتنانه لهيئة الفجيرة للثقافة ‏والإعلام التي أتاحت له فرصة المشاركة في مهرجان الفنون والاحتكاك والتفاعل مع ‏مع ذوي الخبرة في مجال الفن التشكيلي من أجل تطوير نفسه..وعن تجربته يقول إنه ‏حاول تجريب مدارس عدة منها الواقعي والسريالي والمدرسة الرومانسية ‏والتجريديةوبالتالي بات يركز على المدرسة الواقعية.‏
الفنان الإماراتي مبارك محبوب متخصص في التصوير الفوتوغرافي بدأت تجربته في ‏بيت الفن من خلال مشاركته في تصوير الفنانين التشكيليين أثناء عملهم بدافع التقاط ‏صور في شكل لوحات فنية تبين الحالة الإبداعية التي يكون فيها الفنان التشكيلي.يقول ‏سعيد:”أنا لست ببعيد عن الفن التشكيلي كانت بداياتي في مجال الرسم،ثم أصبحت ‏أهوى التصوير تركيزا على المواقع الأثرية والمعالم العمرانية والمناظر ‏الطبيعية،والمهرجان أعطاني فرصة أن التقي مع فنانين أعجبت بأفكارهم وتنافسهم في ‏طرح المواضيع”.‏
من العراق تشارك الفنانة وجدان الماجد التي استعانت بالألوان المائية في رسم ‏لوحاتها الفنية فهي تبحث عن الفن أينما وجد لتجد نفسها في التصوير الفوتوغرافي ‏حيث استعانت به في رسوماتها من خلال ترتيب الصورة في خيالها،حاولت من خلال ‏مشاركتها في تجربة بيت الفن دمج عملها بين مفردة من التراث العراقي مع الرموز ‏الموجودة في الفجيرة.‏
وفي جزئية من الجلسة الحوارية تحدث عدد من التشكيليين عن أهمية الفن التشكيلي ‏وكيفية تنمية الرؤية البصرية لدى الأفراد٬وأكد الفنان الإماراتي عبد الرحيم سالم أن ‏الحركة التشكيلية أصبحت الآن بشكل أفضل من فترة الثمانينات حيث استيعاب ‏الجمهور للفنون التشكيلية في تلك الفترة لم يكن بالمستوى المطلوب لكن الآن توجد ‏منصات مختلفة في الإمارات تسهم في الحركة التشكيلية مثل آرت أبوظبي وآرت دبي ‏وبينالي الشارقة ومهرجان الفجيرة للفنون٬ وهذا كله يصب في تطوير الحركة ‏التشكيلية.. وقال:”أعتقد أن هذا اللقاء أكبر دليل على أننا نسير في الاتجاه الصحيح من ‏أجل تنمية وترقية الفنون التشكيلية٬ فنسبة الحضور والمشاركة في مجال الفنون ‏التشكيلية قليلة إذا ما قورنت بالفنون الأخرى.وفي ذلك دعا سالم المدارس والأسر إلى ‏تشجيع الأبناء على الفنون التشكيلية والاستمتاع بها وتذوقها٬ كما دعا الشباب الذين ‏يخوضون تجربة هذا الفن الصبر على المنتج وكذلك الاطلاع والقراء عن التجارب ‏الفنية المختلفة باعتبار أن هذا الفن انعكاس للثقافة وواقع كل مجتمع.‏
وفي ذات الاتجاه دعا الفنان السعودي عبد الله الشهري إلى غرس ثقافة الفن التشكيلي ‏في النشءوالاهتمام بالثقافة البصرية٬مشيدا بالزيارات التي تنظمها المدارس لبيت الفن ‏لمشاهدة الأعمال الفنية التي ينفذها الفنانون المشاركون في المهرجان والتي تنمي ‏الرؤية البصرية لدى الطلاب. كما أشار إلى التطور الذي حدث على منهج التربية ‏الفنية في معظم دول المنطقة والذي أصبح مبنيا على النظرية المعرفية ويعتمد على ‏اربعة ركائز وهي تاريخ الفن والنقد والتذوق الفني والمنتج الفني.‏
من جانبه أكد الفنان الأردني بسام غالب السلاوي٬ أن الفن لغة عالمية ولغة تواصل ‏وتذوق٬ فالمجتمع الذي لديه ثقافة فنية كافية يكون تقبله للفنان وللمنتج الفني أسهل٬ لأن ‏الثقافة البصرية تجعل النشئ أكثر تذوقاً وإحساساً بالفن٬ وهذا بالتأكيد ينعكس عل ‏بيئتهم داخل البيت والمجتمع.‏

 

مقالات ذات صلة