رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

الأديبة ريتا بدر الدين تشعل نيران الوطنية بصالونها الادبي وتكرم المستشارة تهاني ‏الجبالي

شارك

أنوار خافتة تضيئها الروح الوطنية المسيطرة، وأصوات يملأها حب الوطن، ‏ونغمات شاعرية تحمل كلمات وطنية جميلة وبراقة، هكذا افتتحت المحامية الاديبة ‏اللبنانية ريتا بدر الدين صالونها الثقافي الشهري الذي تقيمه كل شهر في نادي ‏ساويرس بمصر في منطقة غاردن سيتي، وتمت  مناقشة الأوضاع الأخيرة في ‏مصر، والتحديات التي تواجهها في ظل العلاقات التي تربطه بالوطن العربي ‏والعالم. ‏
بحماس وابتهاج شديدين تحدثت  المحامية اللبنانية ريتا بدر الدين  عن مصر ‏الوطن والتاريخ، وعن ضرورة العمل المشترك لإعلاء  مصلحة الوطن، معلنة ‏عن تكريم المستشارة تهاني الجبالي التي حضرت الندوة، وأهدتها درع الصالون، ‏لما لها من أدوار رائدة في الفترات الماضية في حماية الوطن ضد مخاطر الانهيار ‏والسقوط. ‏
ريتا بدر الدين، أشعلت نيران الوطنية في الحاضرين، بأغاني وطنية حماسية، ‏للفنانة داليا عبد الوهاب، والملحن الدكتور ناجي نجيب، ليبدأ الصالون من جديد ‏بأغنية “برضالك ربي”، مع ألحان بديعة من الملحن والمؤلف ناجي نجيب، وتبعتها ‏أغاني أخرى لسيد درويش. ‏
انتهى الابتهاج الفني، وبدأ إبداع الحوار، بدأت المستشارة تهاني الجبالي حديثها في ‏الصالون الذي حضره العديد من المسئولين السابقين والحاليين، مؤكدة أننا نحتاج ‏إلى مزيد من تبادل الرأي والفكر  وإيجاد رؤية مشتركة وفهم عميق لما يحدث، ‏وبدون وجود هذه الرؤية وهذا المشروع الثقافي كل شيء سيكون مضطرب. ‏
وأوضحت بمزيد من الحماس والوطنية، أن العالم في حالة سيولة ومراكز القوى ‏الدولية ما زالت تكتمل وتتعدد، مشيرة إلى أنه بعد حرب أكتوبر 73 وضع مخطط ‏للمنطقة العربية بالتفكيك، وبدأت جميع الاطراف تطمع في الوطن العربي بعد ‏تحوله للرجل المريض، وهو المفهوم الذي أُطلق على الدولة العثمانية قبل سقوط ‏خلافتها وتقسيمها. ‏
واستكملت حديثها بأن هناك تهديدات خارجية، منها المشروع الفارسي والعثماني، ‏لكن الأخطر من ذلك هو المشروع الصهيوني، موضحة ان مصر عُرفت قديما ‏بالتعددية الدينية حيث كان هناك 99 إله في مصر، حتى جاء إخناتون ودعا ‏للتوحيد. ‏
سفير المغرب في مصر أحمد التازي، وهو أحد ضيوف الصالون، قال إن الهزيمة ‏الثقافية دائما ما تكون مرتبطة بضعف الكيان الذي تنتمي إليه، موضحا أنه عندما ‏يكون الكيان قوي يذوب فيه المواطن، فالوطن العربي لم يحسم في أمر نظام الحكم ‏والمرجعية التي يعود إليها حتى الىن، هل هي فترة الرسول أم الخلفاء أم الفصل ‏بين الدين والدولة كما فعلت العديد من الدول الأخرى. ‏
وأشار إلى أن المغرب بطبيعته متعدد، وهذه التعددية بارزة في كافة المظاهر، ‏جعلته منذ البداية إلى اليوم له طبيعته الخاصة، وأكسبه نوع من الغنى، وأن ‏الراعي الأساسي لهذا التنوع هو الملكية، لأنها لم تنحاز إلى جانب واحد على ‏حساب الطرف الآخر. ‏
الخبير السياحي إلهامي الزياتي، قال إن مصر محاصرة بالفعل، لكن هناك تقصير ‏جم مما يحدث في قطاع السياحة كمثال، فكل من تولوا وزارة السياحة غير مؤهلين ‏بالمرة لتولي الوزارة، عدا وزيرين تولوا الوزارة، مشيرا إلى أن مصر محاصرة ‏بإعلام خارجي يشوه الصورة المصرية، وأن مصر فشلت في تغيير الصورة ‏المصرية في الخارج، إضافة إلى ذلك فهناك انهيار كبير للتعليم. ‏
تدخلت في الحديث المستشارة تهاني الجبالي، لتؤكد أن هناك أزمة في الإدارة ‏السياسية في كثير من الجوانب، خاصة في مجال الثقافة، موضحة أنه على سبيل لم ‏يجتمع المجلي الا‘لى للثقافة منذ سنوات إلا مرة واحدة في العام قبل الماضي. ‏
السيناريست فيصل ندا، تدخل في الحديث بقوله إنه لا يوجد علاقة بين الأجيال ‏السابقة والشباب، وهناك انفصال تام بينهما، موضحا أن الجيل الحالي لا يحب ‏الثقافة، بينما اكد تهاني الجبالي من جديد أن الثقافة ليست الفن والثقافة والمسرح ‏فقط، لكن الثقافة هي كيف يفكر الفرد؟ وكيف يرى دوره في الحياة؟. ‏
أحمد أيوب رئيس تحرير مجلة المصور، تناول أطراف الحديث، وقال إننا سلمنا ‏الشباب لوسائل التواصل الاجتماعي الفيس بوك وسلمنا الشباب للسبكي، وسلمنا ‏الشباب لجماعات التفكير المتطرف، فالشباب ضحية. ‏
الدكتور عادل عبد الحميد وزير العدل الأسبق، قال أيضا إن التعليم هو أساس ‏الثقافة، وأن النهوض بالتعليم مرهون بالكفاءة والخبرة وخلق جيل جديد لديه القدرة ‏على الإبداع والابتكار، ونتيجة للتدهور الثقافي فهناك شعور لدى المواطن بالتراجع ‏في معرفته ما بتقدمه الدولة من خدمات كمثال. ‏
اللواء محمد عبد الوحد ضابط مخابرات، تسائل “لماذا نوجه المؤامرة للشعب؟، فهناك ‏جهات مسئولة في مصر  على مواجهة تلك المؤامرات الخارجية، وأن المؤامرة ‏الحالية هو إفساد الذوق العام، وهي ليست مسئولية الشعوب، فالإفساد الثقافي ‏للشعوب هو مسئولية الحكومات.‏
طرح الخبير الاقتصادي فخري الفقي، 4 نماذج اقتصادية لدول مختلفة لبيان السبب ‏وراء الأزمة، أول هذه التجارب هي أمريكا، حيث اكد أنها نجحت في 500 عام ‏في التفوق عسكريا واقتصاديا بعد اتباعها سياسة الإحلال للسكان الأصليين، بينما ‏النموذج الثاني هو الصين، حيث أنها نجحت خلال 40 عام بقيادة الجزب الشيوعي ‏في احتلال المركز الثاني اقتصاديا على مستوى العالم، وأن تقرير لأحد المنظمات ‏الاقتصادية العالمية، كشف أنه خلال العشرين عام المقبلة سوف تتصدر الصين ‏المركز الاول عالميا تليها الهند ثم أمريكا. ‏
التجربة الثالثة هي الدول الأوروبية بعد خروجها من العهود المظلمة وسيطرة ‏الكنيسة، ونجحت في التوحد والوصول إلى المكانة الحالية لها اقتصاديا، بينما ‏التجربة الأخيرة فهي لمصر ذات الحضارة والتاريخ، والتي لم تستطع أن تحقق ما ‏حققته الدول الاخرى. ‏
إبراهيم قويدر مدير عام منظمة العمل العربية السابق، قال إن ترسيخ المبادئ ‏الأخلاقية في سلوكيات التعامل والعمل لا يكون إلا من خلال المؤسسات التربوية، ‏موضحا أنه لا يمكن خلق جيلا جيدا بدون أخلاق، وهو ما نجح في تجربة سويسرا ‏التي نجحت في إعداد برامج تأهيل للطفل من خلال جميع المؤسسات التربوية ‏والإعلامية وكلها. ‏
الدكتور حسين نوح الفنان التشكيلى والروائي، قال إن الثقافة لا تعني الفن، ولكن ‏هي مفهوم عام يندرج تحته العديد من القيم والمبادئ التي تشكل المفهوم الثقافي في ‏النهاية، مشيرا إلى أن هناك سيطرة على سبيل في الإعلام من رجال الاعمال، ‏الذي يهمهم في البداية والنهاية الربح، موضحا أن مبنى كماسبيرو تعرض للدمار ‏وهو كان أساس ومنبع للثقافة لفترات طويلة. ‏
وحضر الصالون العديد من المسئولين والمستشارين والنخب، ومنهم المستشارة ‏تهاني الجبالي، وسفير مملكة المغرب في مصر أحمد التازي، ووزير العدل ‏الأسبق المستشار عادل عبد الحميد، والمستشار عدلي حسين محافظ القيلوبية ‏الأسبق، و المستشار عادل الشريف نائب رئيس محكمة الدستورية لعليا، ‏والمستشار محمد أبو زيد، والخبير السياحي إلهامي الزيات، والدكتور إبراهيم قويدر ‏رئيس منظمة العمل العربية سابقا.‏
كما حضر، الدكتور خالد القاضي، والمخرج مجدي أبو عميرة، والسيناريست ‏فيصل ندا وحرمه، والفنان التشكيلي حسين نوح، والدكتور محمد عبد الله رئيس ‏جامعة الإسكندرية الأسبق، وأحمد أيوب رئيس تحرير مجلة المصور،  والإعلامية ‏دينا عبد الله، المستشار محمد الشناوي، واللواء محمد عبد الواحد، والمستشار محمد ‏صبري يوسف، والكاتب الصحفي باسل يسري. ‏
وكان من بين الحضور أيضا، الملحن الدكتور ناجي نجيب، والفنانة داليا عبد ‏الوهاب، والمهندس أمين السيوفي رئيس الهيئة العليا للأبحاث والتطوير بالمركز ‏العربي للنانوتكنولوجي، والخبير الاقتصادي الدكتور فخري الفقي، وريهام ‏مصطفى الاستاذه الجامعية، والدكتور أمير السيوفي.‏

 

مقالات ذات صلة