رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

دبي تطلق مشروع تتبع الحياة الفطرية بالأقمار الصناعية

شارك

أطلقت بلدية دبي، مشروع تتبع الحياة الفطرية بالأقمار الصناعية في الإمارة ، و يهدف إلى تتبع حركة الحيوانات والطيور محلياً وعالمياً ومعرفة مسارات هجرتها لحمايتها محلياً عبر التنسيق مع الجهات المحلية وعالمياً بالتنسيق مع الدول التي تمر بها خلال مسارات هجرتها من مناطق التوالد إلي مناطق الهجرة. 

وتم تنظيم حفل الإطلاق بمحمية المرموم الصحراوية عبر إطلاق طائر النسر الأصلع المهدد بالانقراض كأول نسر أصلع يتم تعقبه بالأقمار الصناعية في دولة الإمارات، لتحديد مسار هجرته بجانب إطلاق الغزال العربي وغزال الريم المزودة بأجهزة تتبع بالأقمار الصناعية بمشاركة ممثلي اتفاقية الأنواع المهاجرة (CMS) مكتب أبوظبي المناط به التنسيق بين الجهات المختلفة لضمان حماية الأنواع المهاجرة من ضمنها النسور المهددة بالانقراض.

وتعتبر محمية المرموم أكبر محمية صحراوية غير مسورة بالدولة في صحراء سيح السلم والتي افتتح فيها نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حديثاً العديد من المشاريع التطويرية التي تهدف إلي تحسين البنية التحتية لجذب السياحة وتنظيم النشاطات المختلفة لضمان حماية الموروث الطبيعي والتنوع البيولوجي الكبير بالمحمية.

وأفادت المهندسة علياء الهرمودي، مدير إدارة البيئة في البلدية أن مشروع تتبع الحيوانات البرية يعتبر من مشاريع استشراف المستقبل التي تستخدم التكنولوجيا المتقدمة عبر الأقمار الصناعية وهى عملية يقوم بها الباحثون وجهات الحماية المختلفة لمراقبة حركة الطيور والحيوانات من على بعد، وتوفر الوقت والجهد مع مراعاة الدقة عبر تصميم أجهزة نظام تحديد المواقع على شكل أجهزة صغيرة وأطواق وأسوار وحلقات تعمل على إرسال إشارات منتظمة للموقع للأقمار الصناعية.

وتم ربط أجهزة تتبع نظام تحديد المواقع (GPS) بمنفذ منصة إرسال أرغوس (PTT) تمكنها من نقل البيانات عبر نظام أرغوس (ARGOS )، وهو نظام أقمار صناعية عالمي يمكن للمستخدمين تنزيل بياناتهم مباشرة من أرغوس عبر معالجة البيانات لاستخراج المعلومات المرسلة وتصميم خرائط تحدد حركة الحيوانات التى تمت متابعتها. 

وتضم محمية المرموم الصحراوية مجموعة كبيرة من طيور النسر الأصلع وطيور الحباري، بالإضافة إلى الحيوانات الكبيرة والصغيرة منها المها العربي والغزال العربي (الدماني) وغزال الريم المهددة بالانقراض بالإضافة للثعالب والأرانب التي تتوزع علي نطاقات واسعة بالمحمية بناء على البيئات الطبيعية المختلفة بالمحمية والتي تدعم وجود الأنواع بالإضافة للجهود الكبيرة المبذولة لحماية الحيوانات وتأهيل البيئات المتدهورة بزراعة الآلاف من الأشجار وتمديد خطوط مياه لدعم النباتات والحشائش المحلية التي تعتمد عليها الحيوانات للرعي.

وتستوطن الغزلان بنوعيها الريم والجبلي معظم بيئات المحمية بأعداد تتراوح بين 2100 للغزال الجبلي وحوالي 500 للريم، تتجول بين الكثبان الرملية ومناطق التغذية المتوزعة على مساحة المحمية لتوفير الغذاء والماء خصوصاً خلال الفترة الصيفية.

ويعتبر غزال الريم من الحيوانات المهددة بالانقراض حسب التصنيف الدولي للأنواع المهددة بالانقراض نسبة لتناقص أعداده بعكس الغزال الجبلي الذي يشهد وفرة مقارنة بقرينه الريم . وتعتبر محمية المرموم ملجأ للغزلان التي يتم ترحيلها ونقلها من مناطق المشاريع التنموية لتتم متابعتها لاحقاً وحمايتها حتى تتأقلم مع البيئة الجديدة.

والنسر الأصلع من ضمن الخمسة عشر نسراً التي شملتها خطة العمل متعددة الأنواع لحماية النسور الإفريقية الآسيوية الأوربية برعاية اتفاقية الأنواع المهاجرة ومذكرة تفاهم الطيور الجارحة والتي تم التوقيع عليها خلال مؤتمر الأطراف الثاني عشر لاتفاقية الأنواع المهاجرة في مدينة مانيلا بالفلبين في عام 2017، والتي اعتمدت بناء على الاستشارات المكثفة مع الجهات ذات الصلة وخبراء الأنواع والحماية للحد من التدهور في أعداد النسور المدرجة في الخطة وإعادة التوازن لها وتوفير مبادئ توجيهية تنطبق على كل الدول، ودولة الإمارات العضو رقم 123 المصادق على الاتفاقية.

وتساعد الأجهزة على رسم وإصدار خرائط تبين المسارات المختلفة عبر ربط الإحداثيات المنبعثة من الأجهزة مع بعضها لتشكل مساراً منتظماً يسهل من خلاله التنبؤ بحركتها ومشاركة النتائج مع الجهات ذات الصلة؛ للمساهمة في تعزيز الجهود الدولية لحماية الأنواع المهددة بالانقراض.

مقالات ذات صلة