شهدت دولة تركيا خلال الأيام الماضية عملية الاحتيال الأكبر في تاريخها، حيث نجح شاب عشريني يدعى محمد آيدن، في الاحتيال على ما يقارب 80 ألف شخص، بمئات ملايين الليرات التركية والفرار بها خارج البلاد.
أنشأ الشاب البالغ من العمر 27 عاما، موقع إلكتروني أطلق عليه اسم بنك المزرعة، وطلب من الناس الاستثمار فيه، ووعدهم بمنحهم أرباحا كثيرة من خلاله، ليقدم لهم بالفعل الكثير من الأرباح خلال الأشهر الأولى من تأسيسه للبنك.
كان محمد يقوم بجمع الاموال من المساهمين ويمنحهم نسبا وفوائد عالية، الأمر الذي أغرى عشرات الآلاف من الناس ودفعهم لإيداع مبالغ ضخمة لديه.
فتح محمد العديد من المكاتب وأسس مقرا لبنك المزرعة في إسطنبول، كما اشترى العديد من المزارع والتي قال إنها لعمله الذي يستثمر به في الأبقار والدواجن حيث ينتج البيض والحليب وكل ما له علاقة بالمواشي والزراعة.
أصيب المستثمرون بصدمة كبيرة عندما لاحظوا اختفاء محمد وانقطاع طرق التواصل معه، حيث حصد 500 مليون ليرة، وفر بهم إلى الجانب الآخر من العالم في قارة أمريكا اللاتينية وبالأخص لدولة الأوروغواي، وذلك بعدما أمن نفسه بها وحصل على الجنسية.
وبحسب موقع “سي إن إن تورك”، فإن محمد نشر تسجيلا صوتيا عقب اكتشاف احتياله، تحدث فيه عن قصة حياته، حيث قال إنه ولد في مدينة بورصا في 31مايو 1991، وأنه قضى طفولته إلى جانب أعمامه الذين يعملون في الماشية بمدينة غيرسون.
وأضاف محمد خلال التسجيل أنه ودرس الابتدائية والمتوسط في بورصة وبدأ الثانوية في أحد مدارس الإمام خطيب، ولكن نظرا لحالتهم المادية السيئة توقف عن الدراسة وسجل في التعليم المفتوح عن بعد، كما عمل في الكثير من المهن لكسب قوت يومه
أما عن بنك المزرعة فقال إنه أسسه في شهر أغسطس من عام 2016، برأي مال 10 آلاف ليرة تركية، وأنه خلال شهرين فقط قام بشراء 100 مزرعة في كاراكابي بورصة، ليذطر بعد ذلك للانتقال إلى تركيا بعدما هاجمت عصابة مافيا مكتبه وطلبت أموالا منه.
وأوضح أنه تعرض إلى الخداع والاحتيال من قبل شركائه فاضطر إلى مغادرة تركيا إلى الأوروغواي حتى يستعيد حقوق الناس بدلا من الجلوس في تركيا بالسجن.
ونجحت السلطات التركية عقب تلقيها الكثير من البلاغات من قبل الضحايا في إلقاء القبض على 3 موظفين سابقين في شركة محمد آيدن، بينما سلمت زوجته البالغة من العمر 20 عاما نفسها إلى الشرطة عقب فراره خارج البلاد.
وقال وزير العدل التركي، عبدالحميد غول، إن الحكومة التركية ستقدم طلبا إلى حكومة الأوروغواي لتسليم آيدن.