دبي – حسام لبش
جولة سريعة مع نجم بألف نجم، يطوف اليوم مبحرا في التاريخ ليقدم شخصية جدلية استثنائية مدفوعا إليها بنجاح سبق وحققه في الدراما التاريخية العائدة هذا العام بعد سنوات توقف.
ما الذي شده لأداء “هارون الرشيد” وكيف يتعامل مع جدلية الشخصية؟ وماذا قال عن الراحل نور الشريف الذي سبق وقدم الشخصية قبل ربع قرن؟.
الفنان قصي خولي ضيفنا في الأسئلة السريعة التالية..
- ما الذي شدّك لمسلسل “هارون الرشيد”؟
أولا استثنائية الشخصية وحضورها التاريخي القوي والمؤثر جعلتني أبدو سعيدا في قبول تجسيدها، ومن الجهة الفنية وجود مجموعة عمل احترافية بدءا من الجهة المنتجة، إلى المخرج عبد الباري أبو الخير، إلى الكاتب عثمان جحا، والفنيين، إلى نجوم العمل. كل هذا يبشر بعمل مختلف تماما.
- الشخصية مؤثرة لكنها إشكالية.. كيف يتم التعامل مع هذا الجانب؟
هذا الجانب حساس جدا وغير عادي، وأول ما أخذنا به هو ضرورة الحافظ على أهمية وهيبة الشخصية لحضورها التاريخي في الوجدان العربي والإسلامي، فهي استثنائية كما يتفق المؤرخون كلهم، لذا لا بد من تقديمها بصورة مغايرة تماما تحفظ القيمة التاريخية للشخصية ولا تمس بالمسلمات الواجب الأخذ بها احتراما للتاريخ.
- ما المراحل التي يمر بها العمل في حياة هارون الرشيد؟
مرحلتان: الأولى ما قبل وصول هارون الرشيد إلى السلطة، والثانية مرحلة وصوله للسلطة إلى وفاته، ونمر في هذه المرحلة بالكثير من الأحداث كالصراعات التي قامت في القصر والمؤامرات التي حيكت للرشيد، وغيرها من فصول لا أفضل ذكرها كي لا نحرقها مسبقا.
- أليس من خشية تنتاب الممثل أو المخرج أو المنتج عندما نتناول شخصية تاريخية بهذه الجدلية؟
هذا صحيح وواجبنا احترام ذلك، فأشياء في التاريخ تعتبر من المسلمات لا يجوز بالمطلق تغييرها، لكن بالإمكان اللعب عليها وفق مساحة لا نمس فيها بالشخصية والمسلمات حولها.
- والرأي العام كيف تتعامل معه؟
الرأي العام مهم جدا ولا يمكن أن نتغاضى عن عامته أو خاصته. ولا بد من إيجاد توازن بين النخبة والعامة. فأنا مثلا لا أقدم عملا لـ 100 ألف شخص هم النخبة في العالم العربي، بل أقدمه أيضا لـ 20 مليون يهتمون بالمسلسل. والكل يعلم أن إرضاء النخبة وترك العامة خطأ، ولكن أيضا العكس خطأ. لذا يجب المواءمة بين النخبة والعوام حين نتحدث عن موقفنا أو توجهنا من الرأي العام.
- سؤال حول تجسيدك شخصية هارون الرشيد وكان قد أداها من قبلك نجم بحجم العملاق المصري نور الشريف.. ما رأيك؟
الرحمة للنجم الكبير نور الشريف الذي لا يمكن أن أقارن به وتاريخه وحضوره وإمكاناته التي أبدعها فيها لعقود، ولكن الزمن اختلف كثيرا والأدوات باتت مختلفة حتى أني أجزم بأن الشخصية لو أتيحت للمرحوم نور الشريف اليوم لأداها بصورة مختلفة. وأنا كفنان أجرب طرح حالة التمثيل مثلما درستها وتعلمتها لأخرج مع مجموعة العمل بقراءة جديدة تناسب التطور الحاصل في العملية الفنية اليوم.