رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

بعد القضاء عليه محليا .. الإمارات تحارب الملاريا عالميا

شارك

متابعة: شذى بدّور

تحت شعار ” مستعدون لدحر الملاريا ” .. تشارك الإمارات بعد غد ” الأربعاء ” العالم في الاحتفال باليوم العالمي للملاريا وسط إشادة أممية بمساهمتها في مكافحة هذا الوباء على الصعيد العالمي .

 

وكانت الإمارات قد أعلنت رسميا خلوها من المرض في العام 2007 فيما بدأت منذ ذلك الوقت دورها الريادي في المساهمة في الجهود الدولية لمكافحة الملاريا في العديد من الدول حول العالم، وفق ما نقلت “وام”.

 

حيث كشفت هيئة الأمم المتحدة في تقرير صادر حديثا أن عدد الاصابات بمرض الملاريا في العالم بلغ عام 2016 قرابة 216 مليون شخص فيما بلغ عدد الوفيات قرابة 445 ألف شخص غالبيتهم من دول افريقيا الوسطى.

 

وتمثل دولة الإمارات – التي لم تسجل فعليا أي حالة مصابة من داخل الدولة منذ العام 1997- أحد أبرز الداعمين للجهود الدولية الرامية للحد من حالات حدوث الملاريا بنسبة 90% على الأقل بحلول عام 2030، وذلك وفقا لمخرجات الاستراتيجية التقنية العالمية بشأن الملاريا التي أعدتها منظمة الصحة العالمية.

 

وفي هذا السياق قدم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في سبتمبر الماضي خمسة ملايين دولار دعما جديدا لبرنامج “شراكة دحر الملاريا” على مدى ثلاث سنوات في إطار دعم سموه المستمر للقضايا الإنسانية العالمية ومساعي البرنامج للحد من خطر الملاريا وإنقاذ العديد الأرواح في مختلف أنحاء العالم.

 

ويسهم دعم الإمارات المالي المستمر للبرنامج في تأمين الموارد اللازمة لتوسيع نطاق جهود مكافحة الملاريا والقضاء عليها وتوفير الاستثمارات الكفيلة بتطوير أدوات جديدة من شأنها تسريع وتيرة التقدم الذي أحرز في القضاء على المرض الخطر.

 

وكرست الإمارات خبراتها وعطائها للحد من انتشار هذا الوباء ومساعدة العديد من البلدان وفي مقدمتها اليمن الشقيق الذي شهد خلال فترة الاستبداد والتوحش الحوثي عودة لانتشار هذا المرض على نطاق واسع.

 

وأشاد وزير الصحة في الحكومة اليمنية الشرعية الدكتور ناصر باعوم بالجهود التي تبذلها دولة الإمارات لمساعدة الحكومة الشرعية ومؤسساتها الطبية على مواجهة مرض الملاريا والحد من انتشاره وتوفير العلاجات المناسبة لجميع المصابين.

 

وأشار باعوم إلى الدعم الذي قدمته هيئة الهلال الأحمر الإماراتي خلال عام 2017 للبرنامج الوطني لمكافحة الملاريا في اليمن عبر تسليم الأدوية الخاصة بمكافحة المرض للجهات المختصة باليمن كما قامت بتوزيع 100 ألف ” ناموسية ” مشبعة بالمبيدات لتخفيف العبء عن المواطنين ومساعدة الأهالي في الوقاية من الإصابات.

 

داخليا تواصل الإمارات بعد مرور 11 على إنجازها في دحر مرض الملاريا جهودها في وقاية مجتمع الدولة من الأمراض السارية، والسيطرة عليها من خلال كفاءة النظام الصحي الوقائي.

 

ويشكل برنامج الترصد الوبائي في وزارة الصحة صمام أمان لاكتشاف الحالات الوافدة للدولة ومعالجتها، كما قامت الوزارة بتطوير عيادات المسافرين لتشمل لقاحات الأمراض المعدية المختلفة والتي يتم صرفها للمواطنين والمقيمين مجانا في مراكز الطب الوقائي التابعة لمراكز الرعاية الصحية الأولية، وتوفير التثقيف الصحي والأدوية الوقائية للملاريا إلى المسافرين للدول التي ينتشر بها مرض الملاريا.

 

ويعتبر الملاريا أحد أشد الأمراض الطفيلية المعدية التي تنتقل عن طريق البعوض ويتسلل داخل كريات الدم الحمراء في جسم الإنسان فيدمرها، ويترافق ذلك مع مجموعة من الأعراض أهمها الحمى وفقر الدم وتضخم الطحال.

 

وإلى اليوم لا توجد أية لقاحات مرخصة لمكافحة الملاريا، إلا أن منظمة الصحة العالمية أعلنت أنها بصدد تقديم أول لقاح لمكافحة الملاريا خلال العام الجاري حيث سيتم اختباره في كل من كينيا، وغانا، وملاوي.

 

ويعرف اللقاح الجديد باسم “موسكيريكس” وقد طور بدعم من “مؤسسة بيل وميليندا غايتس” ومنظمات محلية من سبعة بلدان أفريقية، ومن المتوقع أن يحمي اللقاح في حال إجتيازه مرحلة التجارب بنجاح، الأطفال من أشد أشكال الملاريا فتكا والمعروفة باسم “بلاسموديوم فالسيباروم”.

 

من جهتها أكدت الدكتورة فريدة الحوسني، مديرة إدارة الأمراض السارية في دائرة الصحة بأبوظبي أن جهود الإمارات لمكافحة الملاريا حول العالم تجسد حرصها على صحة الإنسان بالدرجة الأولى، مشيرة إلى أن الإمارات وبعد الإعلان عن خلوها التام من المرض نجحت في تحصين مجتمعها منه عبر النظام الإلكتروني للتبليغ عن الأمراض المعدية والمعني برصد الحالات الوافدة إلى الدولة.

 

ولفتت الحوسني إلى أن الإمارات نجحت تماما في محاربة المرض بعد أن كان منتشرا في أغلب إمارات الدولة في ستينيات القرن الماضي، وقد بذلت الدولة جهودا كبيرة في مكافحته إلى أن تم استئصاله وإعلان الدولة بواسطة منظمة الصحة العالمية في عام 2007 بأنها خالية من الانتقال المحلي للمرض.

 

ويتم إبلاغ دائرة الصحة عن حالات الملاريا الوافدة من خارج الدولة عبر مزودي الخدمات الصحية وعن طريق نظام التبليغ الإلكتروني .

 

وتعمل دائرة الصحة في أبوظبي على التقصي الوبائي لجميع الحالات والتأكد من أنها مكتسبة من خارج الدولة كما تقوم بالتنسيق والتعاون مع مركز إدارة النفايات بالتأكد من أعمال مكافحة البعوض الناقل لمرض الملاريا في جميع مناطق إمارة أبوظبي والعمل على التأكد من عدم وجود البعوض الناقل للمرض في المناطق التي يوجد فيها حالات مرضية.

 

كما تعمل دائرة الصحة في أبوظبي على الحد من انتشار الأمراض المعدية في الإمارة ووقاية المجتمع منها وتلزم الدائرة الراغبين في العمل أو الإقامة في إمارة أبوظبي لفحوصات طبية إلزامية، حيث تتركز هذه الفحوصات على ضمان الخلو من العديد من الأمراض ومنها مرض الملاريا.

 

مقالات ذات صلة