قال معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم إن انضمام مدينة دبي إلى شبكة المدن العالمية المبدعة لتعزيز الابتكار والإبداع جاء نتيجة حتمية لما تقدمه دبي من إبداعات وتطورات متلاحقة تواكب مستجدات العصر بأبعادها المختلفة تحقيقاً لتنمية حضرية مستدامة، وفقا لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” التي تجسدت في تحقيق بيئة تنافسية اثمرت الكثير من الانجازات التي تستحق ابرازها على الصعيد الدولي.
ورفع معاليه أسمى آيات التهنئة والتبريكات إلى مقام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مؤكداً أن هذا الاستحقاق الذي نالته دبي لم يأت من فراغ بل بتوجيهات حثيثة من سموه وحرصه الدائم على جعل دبي والإمارات في الطليعة في شتى المجالات لتصدر المشهد تكريساً لموقع الريادة العالمية التي تطمح إليه الدولة.
وأوضح أن الخطوات التي تنتهجها دبي من حيث الاهتمام في مجال التصميم والعمل على تشجيع الشباب للانخراط في هذا المجال وتوفير الأدوات والإمكانات اللازمة جميعها أمور هيأت لإحداث نقلة نوعية في معايير الريادة التي تتبعها دبي في مختلف أوجه عملها ونهجها سعياً نحو هذا الإنجاز.
وأكد أن اللجنة الوطنية الإماراتية للتربية والثقافة والعلوم تعمل جاهدة على إبراز إنجازات دولة الامارات في مجال التربية والثقافة والعلوم والاتصال ودعم المبادرات المحلية وإبرازها على الصعيد الدولي، مؤكداً مواصلة هذا النهج مستقبلاً وبفاعلية أكبر تعريفاً بدور الإمارات الكبير على الساحة العالمية.
وأكد معاليه الدعم المطلق لجميع ملفات الدولة من خلال انتهاج اللجنة الوطنية وفقاً لمهام عملها وتخصصاتها لآلية فاعلة تكرس لمنجزات الدولة وتعرف بها على نطاق واسع من خلال توثيق صلة اللجنة بالمؤسسات والمنظمات العالمية في مختلف النطاقات والمجالات.
وأضاف معاليه أن الخطوة المقبلة تتمثل في تشكيل فريق عمل في الإمارة من قبل الجهة المعنية مهمته وضع خطة ومتابعة تنفيذها وتتضمن ما تقترحه المؤسسات المحلية من مبادرات وأنشطة محلية وإقليمية وعالمية تمكن دبي من رفع مستوى الوعي عن مبادراتها العالمية والاستفادة من شبكة المدن الإبداعية عالميا، وتبادل الخبرات مع الدول الأخرى الأعضاء في الشبكة.
وأشار إلى أبرز وأهم ما تركز عليه الخطط الخاصة بالمدن الإبداعية العالمية، حيث الربط في خططهم بأهداف التنمية المستدامة 2030 ونشر قيم التسامح والسلام والمحبة من خلال البرامج التي تعبر عن حضارات وثقافة الشعوب من خلال التصميم والفن.
بدورها، أشادت سعادة أمل الكوس الأمين العام للجنة الوطنية الإماراتية للتربية والثقافة والعلوم بهذا الإنجاز الذي تحقق والذي يشكل مفخرة لنا جميعاً، ويثبت مجدداً على قدرة دبي خاصة والإمارات عامة في السير قدماً في ركب الحضارة والإبداع الإنساني وتعزيز القيم العالمية عبر ما تقدمه الدولة من مسوغات فكرية وحضارية وتنموية ذات أثر كبير في النهضة الكبيرة التي تشهدها بجانب جهودها الأخرى التي تنعكس إيجاباً على المجتمعات العالمية.
كما اشادت بجهود فريق العمل في بلدية دبي، مؤكدة دعم اللجنة الوطنية للمبادرة وتوفير مختلف الاحتياجات لها التي حددتها اليونسكو.
وذكرت أن التنوع الثقافي الذي تشهده دولة الامارات ودبي على وجه الخصوص اتاح فرصة كبيرة لتبادل الثقافات ونشر التسامح واحترام الآخر وتفهم الحضارات الانسانية وامتدادها، وأن انضمام مدينة دبي لشبكة المدن الابداعية العالمية لليونسكو إنما هو تعزيز لحضور دولة الامارات عالميا، وابراز انجازات مدينة دبي وافضل الممارسات في قطاع الثقافة والتصميم والابداع، كما يفتح افق التعاون الدولي مع المدن الابداعية العالمية من خلال منظمة اليونسكو والاستفادة من التجارب العالمية في هذا المجال.
ولفتت سعادتها إلى أن اللجنة الوطنية الإماراتية للتربية والثقافة والعلوم، تمثل محطة مهمة وبارزة في التعريف بالمنجزات الثقافية والفكرية والعلمية خارجياً، مشيرة إلى أنه سيتم تشكيل لجنة محلية تضع خطة عمل مدتها 4 سنوات تتضمن برامج في مختلف النواحي من قبل الجهة المختصة في هذا الشأن والتي سيعلن عنها من قبل امارة دبي قريبا خلال مؤتمر صحفي، بما يعزز من رصيدها ودورها العالمي المؤثر، بجانب رفع الخطة على المعنيين بمنظمة اليونسكو لتقديم الدعم سواء من ناحية النشر أو التنفيذ.
وأكدت أن دور اللجنة الوطنية لليونسكو في دولة الامارات يتمثل في التنسيق والتعريف بجميع الملفات في قطاع التربية والثقافة والعلوم والاتصال، والاشراف عليها ودعمها فنيا.
يذكر أن “شبكة اليونسكو للمدن المبدعة” – التي تأسست عام 2004 – تهدف إلى تسليط الضوء على إبداع أعضائها في سبعة مجالات هي الحرف والفنون الشعبية والتصميم والفيلم وفن الطبخ والأدب والفنون الإعلامية والموسيقى، وتلتزم جميع المدن المبدعة – رغم تفاوتها الجغرافي والديموغرافي والاقتصادي – بتطوير أفضل الممارسات الإبداعية ومشاركتها مع الآخرين من أجل الترويج للصناعات المبدعة وتعزيز المشاركة في الحياة الثقافية وإدماج الثقافة في سياسات التنمية الحضرية المستدامة.
وتوفر الشبكة منبرا للمدن من أجل إبراز دور الثقافة بوصفها عاملاً من العوامل الهامة لبناء مدن مستدامة، والتي تضم اليوم / 180/ مدينة موزعة في / 72 / بلدا – و ستعقد اجتماعا في مدينتي كراكوف وكاتوفيتسه البولنديتين خلال شهر يونيو القادم لمناقشة الخطط والبرامج المستقبلية وآليات تطوير العمل.