حقق برنامج التوعية العلمية المدرسية “لم؟” الذي تنظمه دائرة التعليم والمعرفة بدعم من الراعي البلاتيني شركة “مبادلة للاستثمار” (مبادلة) اهتماما متزايدا من قبل المعلمين والمعلمات في الإمارة، إذ أعربت الهيئات التدريسية عن مدى ارتفاع اهتمام المدارس في الإمارة بالبرنامج التعليمي، ولاسيما مع ازدياد اقبال مدارس أبوظبي لاستضافة ورش عمل البرنامج والعروض التفاعلية الملهمة التي تعزز اهتمام الطلبة بمواضيع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وقد أشادت مجموعة من المدارس بأهمية توفير مثل هذه التجارب التعليمية والتفاعلية للطلبة في المراحل المبكرة من العمر لتمهد الطريق أمامهم لاستكشاف مكامن شغفهم واتخاذ القرارات المناسبة حول مسيرة تعليمهم العالي وفرص التوظيف المستقبلية.
ويقوم برنامج “لِمَ؟” بتنظيم ثلاث جولات مدرسية خلال العام الدراسي ويسعى من خلالها للوصول إلى الطلاب من الصف الثالث حتى الصف السابع بهدف إلهام رواد الغد في المجالات العلمية من خلال ورشه وعروضه المدرسية باللغتين العربية والإنجليزية، مع التركيز على مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وقد استفاد من جولة الفصل الدراسي الثالث لبرنامج “لِمَ؟” التي اختتمت الأسبوع الماضي 19623 طالباً وطالبة في 62 مدرسة في مختلف أنحاء الإمارة، وأشار فريق عمل البرنامج إلى اهتمام معلمي المدارس بالأسلوب التعليمي المبتكر الذي تعتمده الجولة التعليمية على صعيد المدارس في الإمارة، وقد طالب عدد من معلمي المدارس في أبوظبي بإضافة حلقات وورش عمل خاصة للأطفال الأصغر سناً لتشمل المواضيع الرئيسية التي تساعدهم على تعزيز آفاق الفهم في المراحل المبكرة من العمر.
وتقدمت سمر السماك، منسقة علوم عامة من مدرسة الظبيانية في أبوظبي بالشكر إلى فريق برنامج “لِمَ؟” وقالت: “أشكر جميع القائمين على برنامج “لِمَ؟”، فنحن نرى ما يبذلونه من جهود لتصل المعلومة إلى الطلبة بهذا الأسلوب المشوق والممتع.” وأضافت: “يعتمد فريق المرشدين العلميين على أسلوب طرح مشوق ومسلي للمعلومات لجعل المادة العلمية أكثر سهولة وترابطاً بالواقع، وعلى الرغم من الطبيعة المعقدة لهذا المجال، إلا أن العرض تميّز بقدر كبير من التسلية نظراً لأسلوبه المرح في تقديم المعلومات، وساهم بجذب اهتمام الطلاب والتجاوب مع كل ما تم تقديمه من معلومات مفيدة وشيقة، بل أصبح الطلبة أكثر تعلقاً بالمواد التي يقدمها فريق برنامج “لِمَ؟”، ويظهرون سعادة بالغة عند معرفتهم بزيارة المرشدين العلميين.”
وأردفت سمر: “نرجو أن يضاف إلى البرنامج بعض الحلقات العلمية الحديثة كموضوع الاستدامة ليكون ضمن ورش العمل والعروض العلمية، فقد باتت الاستدامة من المحاور الرئيسية في جهود التنمية للمستقبل في أبوظبي والعالم. ومن المفيد جداً أن نُطلع الطلبة على أهميتها.”
وأشادت سمر السماك بأهمية مثل هذه البرامج التعليمية بالنسبة للطلبة واقترحت على إضافة حلقات علمية للفئة العمرية الأقل سناً وقالت: “أعتقد أن برنامج “لِمَ؟” سيكون مفيداً جداً للأطفال الأصغر سناً ممن يدرسون في الصف الأول والثاني ، وأنا على ثقة بأن المرشدين العلميين سيجدون أفضل الطرق المسلية للتواصل مع الصغار في هذه المراحل العمرية، لمساعدتهم على تحفيز اهتمامهم بالمواد العلمية في وقت مبكر.”
ويعتمد برنامج “لِمَ؟” على أربع ورشات عمل وعروض تفاعلية صممت بأسلوب مبتكر يتماشى مع المنهج التعليمي ويحفز اهتمام الطلبة، إذ تقدم الحلقة العلمية الأولى عرض استعد للإقلاع، وتستعرض المحطة الثانية مستقبل الطاقة، وتعقد الثالثة ورشة عمل حول استوديو الإذاعة، فيما تتضمن المحطة الأخيرة عرضاً لأسرار الفضاء. ويشرف على تدريب الطلبة في كافة عروض “لِمَ؟” التفاعلية فريق مؤهل من المرشدين العلميين، ويتضمن البرنامج حلقات علمية خاصة صممت لتتناسب مع الأطفال من أصحاب الهمم.
ومن جهة أخرى، تحدث إيلبي باور، أحد معلمي مدرسة النجاح الخاصة في مدينة محمد بن زايد إن فريق المرشدين العلميين لدى برنامج “لِمَ؟” يعتمدون على مناهج علمية تفاعلية مبتكرة تتسم بروح التفاعل والمشاركة بأسلوب مشوق ومسلي. وهذه الأساليب التعليمية تمنح المواد العلمية مفهوماً جديداً ومختلفاً يجذب اهتمام الطالب ويحفزه على اكتشاف المزيد.
وقال إيلبي: “كانت ورش العمل التي قدمها المرشدين العلميين في مدرسة النجاح الخاصة رائعة، فقد رأينا حماس الأطفال خلالها وراقبنا اهتمامهم وفضولهم لمعرفة نتائج التجارب التفاعلية التي تقدمها الورشات، مثل تجربة الكرات التي تتطاير بفعل الضغط (والتي تهدف لإظهار مدى تأثر جاذبية كل منها باختلاف كثافتها) فهي طريقة تعليمية ممتعة ومفيدة.”
وأضاف: “تترك مثل هذه البرامج أثراً إيجابياً لدى المعلمين، فقد ألهمنا برنامج “لِمَ؟” لتطبيق هذه الطريقة التفاعلية في الفصول الدراسية، كما أن الكتب الخاصة بالبرنامج مفيدة جداً للاستخدام في الحصص التي تناقش المواد العلمية الرئيسية. سعدنا كطلاب ومعلمين باستضافة برنامج “لِمَ؟” ونتطلع إلى عودتها في حلقات علمية جديدة، فقد تركت أثراً ملموساً بيننا جميعاً.”
وقد حقق برنامج “لِمَ؟” منذ إطلاقه في عام 2012 نجاحا كبيراً واكتسب زخماً متزايداً على صعيد المدارس في الدولة، وارتفع اهتمام الطلبة والمعلمين لحلقات البرنامج التفاعلية. وزار البرنامج في الفصل الدراسي الثالث 28 مدرسة في أبوظبي، و20 مدرسة في العين و14 مدرسة في منطقة الظفرة. ومن المقرر أن تنطلق جولة الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي الجديد 2018/2019 في شهر سبتمبر المقبل مع إضافة محتوى أكاديمي.
ومن مدرسة الريم، تحدثت ريم حمدان، منسق أكاديمي لمسار النخبة: “دهشنا بالمستوى المتقدم الذي يتحلى به المرشدين العلميين، فهو يدل على أنهم خاضوا تدريبات جيدة ويعرفون كيفية مناقشة المواضيع الرئيسية بشكل جيد، كاختيار اللغة المناسبة ولغة الجسد لدعم النظرية بشكل إيجابي، والتي تعتبر أساسية عند المحاولة لتوصيل فكرة معينة للأطفال في هذه المرحلة من العمر.”
وأضافت: “لقد ساهمت المواضيع العلمية المطروحة في تشكيل حلقة وصل بين ما يقرأه الطلبة في الكتب وما يحدث على أرض الواقع، ويتم ذلك بأسلوب مشوق يجذب اهتمام الطلبة ويحفزهم على المشاركة. ورغب العديد من الطلبة بالحصول على المزيد من الورش المبتكرة، وطالبوا إدارة المدرسة بإضافة مثل هذه الحلقات العملية إلى المنهج التعليمي في المدرسة.”
“نأمل أن تعود جولة “لِمَ؟” لزيارتنا مجدداً مع مواضيع علمية جديدة ومهمة، ونتطلع إلى إضافة ورش عمل تتناول مادة الفيزياء، كقانون نيوتون للجاذبية، لأن تسليط الضوء على مثل هذه المواضيع من خلال التجارب العملية يعتبر من أفضل الطرق لتسهيل استيعاب هذه النظريات على الطلبة.”
والجدير بالذكر أن مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات تعد من العناصر التعليمية الأساسية التي تساعد في تأسيس قاعدة من الكفاءات في هذه القطاعات، والتي تتبناها حكومة دولة الإمارات لبناء مجتمع قائم على المعرفة والابتكار. وقد حقق البرنامج منذ إطلاقه نجاحاً ملموساً، وترك أثراً إيجابياً لدى آلاف الطلبة والمعلمين عبر ورش العمل المليئة بالمتعة والترفيه. ويهدف برنامج “لِمَ؟” إلى إلهام الجيل المقبل للمساهمة في دفع مسيرة التنمية ورسم معالم المستقبل في دولة الإمارات.








