كثيراً ما حفلت المباراة الافتتاحية لكأس العالم بنتائج عكس التوقعات المكتوبة على ورق، حتى بات المرشح للظفر بالنقاط الثلاث فيها مهيّأً أكثر من خصمه للخسارة، سواء عندما كان يفتتح بطل العالم المونديال، أو حتى عندما أصبحت الدولة المستضيفة هي من تطلق ضربة البداية.
وتعتبر المباراة الافتتاحية لمونديال روسيا 2018 من أضعف الافتتاحيات في تاريخ كأس العالم، ذلك أنها تجمع بين منتخبين لا يمكن منحهما معاً نسبة التتويج بكأس العالم أكثر من واحدٍ بالعشرة آلاف، لا بل وحتى الانتقال إلى الدور الثاني للمنتخبين لا يحظى بنسبة مئوية تزيد بشيء عن المنتخبين الآخرين في المجموعة “مصر والأوروجواي” وربما يقلّ.
ويتساءل مراقبون أنه عندما كانت البرازيل والأرجنتين وألمانيا وإيطاليا، يفتتحون كأس العالم، كانت النتائج سلبية، والعروض باهتة، فكيف والحال بمنتخبين من الصف الثالث في العالم؟.
وبينما سيشكل فوز أحد الطرفين فكرةً للوصول إلى الدور الثاني بحيث يصبح بحاجة لفوز واحد في مباراتيه المتبقيتين، يطغى شبح التعادل بينهما على المشهد الذي سينبئ –إذا وقع- بخروج مبكر لهما، بالنظر إلى قوة الأوروجواي ومصر من جهة، وإلى عدم توفر إرادة التأهل لأي منهما في ظل عدم تحقيق أي منهما الفوز على الآخر عندما يكونان معاً مصنفين بعيدا عن الوهج.
وإذ يحدثنا التاريخ عن محاباة الفيفا، عبر الحكام، للمنتخب المضيف، فإن هذه الجزئية ستصب في مصلحة المنتخب الروسي، الذي يفضّل تأهله للدور الثاني للحفاظ على الحضور الجماهيري في البطولة، على حين فإن خسارة السعودية، كيفما تمت، ستعني أن مشاركته لن تتعدى الدور الأول وبالتالي على الأخضر الضرب بقوة وحصد النقاط الثلاث ولو عن طريق الخطف.
افتتاحيات مدهشة من التاريخ القريب:
مونديال إسبانيا 1982: سقوط بطل العالم “الأرجنتين” أمام بلجيكا 1-0.
مونديال إيطاليا 1990/ سقوط بطل العالم الأرجنتين أمام الكاميرون 1-0.
مونديال أميركا 1994: من أكثر النهائيات التي لعبها بطل عالم ضعفاً: فازت ألمانيا بشق الأنفس على بوليفيا 1-0.
مونديال اليابان وكوريا 2002: سقوط بطل العالم فرنسا أمام السنغال 1-0.
مونديال جنوب أفريقيا 2010: أضعف افتتاح في تاريخ كأس العالم بين المضيف جنوب وأفريقيا والمكسيك والتعادل 1-1 دون حضور كرة قدم حقيقية.
