بدأت السلطات التايلاندية اليوم الأحد، عملية إنقاذ خطيرة لإخراج 12 تلميذا تتراوح أعمارهم بين 11 و 16 عاما، ومدربهم لكرة القدم، البالغ من العمر 25 عاما، من داخل كهف، حوصروا بداخله بعد تدريب يوم الثالث والعشرين من يونيو الماضي.
اختفى الأطفال يوم 23 يونيو الماضي، وذلك بعدما دخلوا مجمع كهوف تام لوانج، الواقع في إحدى الغابات القريبة من الحدود التايلاندية مع ميانمار، من أجل استكشافه، لتحاصرهم المياه داخل شبكة الكهوف التي تصل إلى 10 كيلومترات داخل الجبل.
بدأت رحلة البحث عن الفريق في اليوم التالي لاختفائهم، وذلك بعدما عثر حارس الحديقة الوطنية على دراجاتهم قرب الكهف، لتبدأ البحرية التايلاندية محاولة إنقاذهم إلا أن ارتفاع منسوب المياه وانخفاض الأكسجين داخل الكهف حال دون لك.
فقد أهالي الأطفال وزملائهم الأمل في عودتهم يوم 26 يونيو الماضي، ولذا لجأوا إلى تقديم قرابين تضرعا للأرواح التي يؤمن التايلانديون أنها تحمي الكهف والغابة، ممثلة في حلوى وفاكهة ومشروبات محلاة بالسكر.
ظلت فرق الإنقا التايلاندية تعمل حتى يوم 28 يونيو إلى أن اضطرت السلطات إيقافها بسبب ارتفاع منسوب المياه وخطورة الوضع، وتزامن ذلك مع إرسال خبراء بريطانيون وأمريكيون للمساعدة ومحاولة اختراق الكهف، ونجحوا بالفعل من الوصول إلى نفق عمودي يؤدي إلى داخل الكهف.
ونجحت جهود فرق الإنقاذ في العثور على الأطفال ومدربهم يوم الثالث من يوليو، وهم يجلسون على صخرة مرتفعة تتوسط بركة من المياه، وتبعد 4 كيلومترات عن فتحة الكهف، حيث كان باديا عليهم الضعف، وبدأوا في إرسال المساعدات الغذائية والطبية لهم.
وحذرت الأرصاد الجوية يوم الخامس من يوليو من هطول أمطار من يوم 7 وحتى 12 يوليو في المنطقة التي يقع فيها الكهف، كما توفي غواص سابق في البحرية التايلاندية دخل الكهف أثناء وضعه اسطوانات الأكسجين على طريق خروج محتمل، حيث فقد وعيه وتوفى على بعد 1.5 كيلومتر من مدخل الكهف.
وقررت السلطات في تايلاند إرسال غواصين محترفين لانتشال الأطفال واحدا تلو الآخر، وقررتأن يكون اليوم هو ساعة الصفر لإنقاذ الأطفال، وذلك بعدما قام طبيبا أستراليا في فريق الإنقاذ مساء أمس بتفقد الحالة الصحية للأطفال، والتأكد من قوتهم الجسدية والمعنوية فضلا عن الحصول على موافقتهم هم وعائلاتهم بالبدء في عملية الإنقاذ.
كما شجع منسوب المياه داخل الكهف، والذي هو في أدنى مستوياته الآن وخاصة بعد شفط ملايين اللترات إلى الخارج. السلطات على البدء في عملية الإنقاذ أيضا، وذلك في ظل مخاوف من هطول الأمطار الموسمية، والتي قد تؤدي إلى امتلاء ممرات المرور الضيقة بالمياه.
يشارك في عملية الإنقاذ 13 غواصا أجنبيا، إضافة إلى خمسة من أفراد القوات الخاصة التابعة للبحرية التايلاندية، حيث يحاولن إخراج الصبية عبر ممرات ضيقة مغمورة بالمياه، تسببت في وفاة أحد أعضاء فريق الإنقاذ قبل أيام.
وبحسب ما قاله مسؤول الصحة في فريق الإنقاذ تاساثيب بونوتونج، ونشرته رويترز، فإنهم بدأوا عمليات الإنقاذ في الساعة العاشرة من صباح اليوم، ونجحوا في إخراج طفلين تم نقلهما إلى المستشفى الميداني قرب الكهف، وهو يقومون بمحاولات إخراج باقي الأطفال والذي يجلسون على صخرة مرتفعة عن المياه طوال الأسبوعين الماضيين.
مرت ساعات وأكد رئيس عملية الإنقاذ، نارونجساك أوسوتاناكورن، إن عدد الأطفال الذين تم إنقاذهم حتى الىن وصل إلى 4 أطفال تم نقلهم إلى المستشفى للتأكد من حالتهم الصحية، وأنهم سيبدأن خطوة الإنقاذ التالية خلال 10 ساعات.
وكتب الأطفال رسالة إلى أسرهم خلال الأيام الماضية ، طمأنوهم خلالها على صحتهم، وناشد أحدهم معلمه قائلا: “لا تعطينا واجبات مدرسية كثيرة”، بينما طالب آخر إحضار اللحم المشوي له عقب إنقاذه، بينما اعتذر معلمهم لأهالي الأطفال ووعدهم بالاعتناء بهم.