رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

مارسيل خليفة: مهرجان قرطاج أسّس لحالة مهمّة جدّا في المنطقة العربيّة

شارك

ريم حمزة
” الثقافة بخير مادام هناك شعراء وكتاب وفنانون ومثقفون في مختلف الاختصاصات والمواقع، منتجين ومبدعين ومدركين الحافة التي يقفون عليها، باذلين ما بوسعهم لحفظ الروح من التآكل والذاكرة من الانقراض، حريصين على أصالة القيم الإنسانية الخالدة بالحقّ والجمال… ” بهده العبارات المقتطفة من نصّ اختار له عنوان ” حيث لا تكذب الأغنيات “، استهل الفنان الكبير مارسيل كلمته في الندوة الصحفيّة التي نظمتها وزارة الشؤون الثقافيّة صباح الأربعاء 18 جويلية، بمدينة الثقافة والتي تحدّث خلالها عن جولته بين المهرجانات التونسية التي ستنطلق يوم الخميس 19 جويلية، بمهرجان الحمامات الدولي وستشمل عددا من المهرجانات داخل الجمهورية إضافة إلى موعده الكبير على ركح المسرح الروماني بقرطاج يوم الخميس 26 جويلية 2018.
كان النص عبارة عن اعتراف حبّ من فنان حرك أحاسيس كل العرب، أبكاهم وأضحكهم، سافر بهم إلى عوالم الفن الراقي والأصيل، فنان ثائر مدافع عن قيم الحب والجمال والحريّة باستمرار.
وقد شهدت الندوة الصحفيّة حضورا إعلاميّا كبيرا وكان في الموعد كذلك سفير لبنان بتونس ووزير الشؤون الثقافيّة الدكتور محمد زين العابدين الذي رحّب بدعوة مارسيل خليفة بكل حب وصدق واعتراف بالجميل ولبّى هذه الدعوة تقديرا وتكريما لفنان منتصر للقضايا العادلة اعتبر أن الفن لغة وخطابا والتزاما ووقوفا على بعض المواقف المهمّة على حدّ تعبيره.
وأضاف الوزير قائلا: ” يشرّفنا مارسيل بمشاركته ليس فقط  بمهرجان قرطاج بل  بعدد كبير من المهرجانات خاصّة الداخليّة منها وذلك قناعة منه أنّ الفعل الثقافي لا يمكن أن يكون إلا فعلا تأسيسيا للحق الثقافي.
ومن جهته كشف الفنان الكبير مارسيل خليفة تفاصيل عرضه الذي سيجوب به العديد من المهرجانات التونسيّة مشيرا إلى أنّه عمل مبني على ” تريو ” يجمعه بابنه رامي خليفة على البيانو و “امريك “على الإيقاع مؤكّدا أنه متجدد و يهمه أن يكون الشباب معه ويرافقه في تجاربه..
وفي نفس السياق قال:  “يتضمن العرض مقطوعات قديمة مثل “جواز سفر” في لغة موسيقية جديدة ومقطوعات أخرى جديدة بعضها من تأليفي والبعض الآخر من تأليف رامي خليفة مثل “صرخة” التي سأهديها إلى شهداء تونس، “آخر الليل” التي أعطي فيها للشعر حضورا بالصوت وليس بالقصيدة المغناة، و”روكليام” وهي موسيقى جنائزية  مهداة للعواصم العربيّة التي تعرّضت للحروب والوحشية والتي تستطيع اليوم أن تنهض من هذا الركام.. كما يتضمن العمل مقطوعات أخرى كتبتها للأطفال منذ زمن ولم أقدمها في تونس من قبل مثل “كانت الحلواية”، “بوليس الإشارة” وسنقدمها بلكنة جديدة. ولي تحية حميمة مني لتونس أتركها للمهرجانات.. العرض متنوع وشامل وهو موجّه لكلّ العائلة العائلة، للجد والجدّة والأبناء والأحفاد…”
كما عاد بنا مارسيل  خلال هذه الندوة إلى بداياته ودراسته للموسيقى كاشفا كيف دفعته السياسة إلى الانزواء في منزله ليلحن قصائد “محمود درويش”، وأكد أن هناك تشابك بين أعماله الشعبية والأعمال “الكبيرة ” التي تتضمّن القصائد موضّحا أن نجاح الأولى جعلت الجمهور يقبل على الثانية .
وصرّح أنّه لم يكن يسعى إلى الجماهيريّة بل كان يقدّم على المسرح ما يريده وصادف أّنّ ما يريده هو نفسه ما يريده الجمهور، وقال “أنا لا أصطاد التصفيق وكثيرا ما أطلب من الجمهور الصمت المطبق”
وخلال الندوة تحدّث مارسيل خليفة كذلك عن مهرجان قرطاج، فقال: ” مهرجان قرطاج أسس لحالة مهمة جدا في المنطقة العربيّة، وكان امتحانا عسيرا لأي فنان ، فأنا عندما شاركت به لأول مرة سنة 1981، كنت فنان جديدا لكن كان في رصيدي مجموعة من الأعمال، أما اليوم أصبح الصعود على ركح  قرطاج أسهل، لكنّني مع إعطاء الفرص للغير لأنّ كل الناس تستحق أن تكون موجودة في كل مكان وفي كل مسرح …”.
وعن الفنّ وحقوق الإنسان، أكّد مارسيل أنّ الفن أو القصيدة أو الأغنية ليست قادرة لوحدها على الدفاع عن حقوق الإنسان مشيرا إلى أنّ كل الطرقات اليوم بالعالم ممتلئة باللجوء الفلسطيني والسوري واليمني والليبي والعراقي، ونحن نحاول إشعال شمعة صغيرة وسط الظلام الدامس حسب قوله.

 

مقالات ذات صلة