رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

على مسرح قرطاج: مارسيل خليفة يغنّي باللهجة التونسيّة و يهدي صرخة ‏لشهداء تونس ‏

شارك

ريم حمزة

‏” لا أملك من لغة الأنبياء هذا المساء سوى مفردة يتيمة: حب.. لكم مني كل الحب “.. بهذه ‏العبارات حيّا فنان الحب والمقاومة والحريّة مارسيل خليفة جمهوره الذي كان في الموعد ‏في سهرة الخميس 26 جويلية، بمسرح قرطاج، بأعداد كبيرة.. جمهور جاء ليصافح قامة ‏فنيّة تحظى بحبّ كبير في تونس والعالم العربي.‏
كان العرض عبارة عن ” تريو ” موسيقي جمع  مارسيل بابنه رامي خليفة عازف البيانو و ‏‏” ايموريك ” عازف الباتري، واستهل برنامج السهرة برائعة محمود درويش ” يا حادي ‏العيس ” التي أهداها إلى أمهات الشهداء ثمّ انتقل إلى قصيدة مؤثرة جدا بعنوان “صرخة” ‏أهداها إلى شهداء تونس،حيث ألقى كلمات القصيدة بمرافقة موسيقية.‏
أعادنا أيضا مارسيل خلال سهرته القرطاجنيّة إلى طفولتنا البعيدة حيث ردّد أغاني الأطفال ‏التي كتبها منذ زمن، مثل “كانت الحلواية” و طلب من الحضور ترديدها، بالإضافة إلى ‏أغنية ” بوليس الإشارة” التي قدمها بتوزيع جديد. ‏
تحوّل الجمهور في سهرة الفن الراقي إلى كورال، فكان مطيعا يردّد كلمات الأغاني حينا ‏ويصمت حينا مستجيبا لرغبات مارسيل.‏
سافر بنا هذا الفنان الثائر إلى عوالم الفن الراقي والأصيل، فكان متجدّدا منفتحا، ثمّ تجاوز ‏كل الحدود ليعلنها قصيدة حب جريئة “أترك أرضك و لباسك”، قصيدة مست جمهور ‏قرطاج بعمق فصفّق لها بحرارة.‏
تتالت أغاني مارسيل خلال هذا الحفل حيث ردّد “جواز السفر” ليفسح بعدها المجال لرامي ‏و ” ايموريك ” ليعزفا “روكيام” وهي إبداع موسيقي فيه نداء لإعادة إحياء المدن المدمرة، ‏ثمّ عاد مارسيل ليغنّي “منتصب القامة أمشي” حيث تعالت أصوات الجمهور مردّدة معه ‏هذه المقطوعة.‏
و لم يفوّت “خليفة” الفرصة  ليغنّي ” أحن إلى خبز أمّي” وسط تفاعل كبير من الجمهور، ‏ثم فاجأ الحاضرين بغنائه باللهجة التونسيّة لقصيدة من كلمات الشاعر آدم فتحي بعنوان ‏‏”تونس الحرّة” والتي كانت عبارة عن بيان حب من فنان كبير وثائر و يدافع باستمرار عن ‏قيم الجمال والحب والعدالة و السلام.‏
ختم مارسيل سهرته بقرطاج بأغنيته الشهيرة ” يا بحريّة ” وطلب من الجمهور أن يردّد ‏كلماتها، ثمّ حياّ كلّ الحاضرين  صحبة ابنه رامي و”ايموريك” وغادر الركح وسط تصفيق ‏كبير من الجمهور الذي رفض أن يغادر مدارج قرطاج مردّدا أغنية “إنّي اخترتك يا ‏وطني”…‏
سهرة مارسيل بمسرح قرطاج كانت استثنائيّة، تشبّع فيها الجمهور بالفن الراقي الأصيل ‏والقابل دوما للتجديد والانفتاح على أنماط موسيقيّة مختلفة.‏

 

 

مقالات ذات صلة