رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

صورة على فيسبوك تعيد طفلا لعائلته بعد غياب 21 عاما

شارك

 

اختطف وعمره عامان فعاد إلى أسرته بعد 21 عاما، وقد أصبح شابا جامعيا يافعا، قد تظن للوهلة الأولى أنك تقرأ سيناريو فيلم أو مسلسل تليفزيوني، ولكن هذا ما حدث بالفعل مع الشاب التركي قورسال.

سافر قورسال الذي كان يبلغ من العمر عامين ونصف ويعيش في مدينة إزمير، إلى مدينة إسكندرون، برفقة والدته وأخته ذات العشرة أشهر، عام 1997، لزيارة جدته المريضة.

وبقى قورسال في منزله جدته المريضة سالما عدة أيام، حتى جاء اليوم المشؤوم الذي ذهب فيه مع والدته وشقيقته الصغيرة لشراء متطلبات المنزل، وبمجرد العودة وجد عدد من الأطفال يلعبون بجرو صغير أمام المنزل، وسمحت له باللعب معهم حتى تدخل شقيقته إلى الداخل.

مرت دقائق معدودة وعادت الأم لاصطحاب الطفل إلى الداخل، ولكن المفاجأة أنها عثرت على جميع الأطفال مكانهم باستثنائه هو، الأم التي أصابتها صدمة كبيرة ودفعها إلى البحث في كافة الشوارع المجاورة، ولكن دون جدوى.

أبلغت الأم رجال الشرطة بواقعة اختفاء طفلها، ولكن رجال الشرطة رفضوا تسجيل محضر بالواقعة سوى بعد مرور 24 ساعة على اختفائه، فما كان من الأم سوى أن خرجت برفقة الجيران لبحث عنه، إلى أن بدأت الجهات الأمنية مساعدتهم في البحث بعد مرور يوم على اختفائه.

ولم تعثر العائلة على أي أثر للطفل وكأنه فص ملح وذاب، كما يقال في الأمثال العربية، فلم تيأس الأسرة وقررت البحث عنه في المناطق الأخرى بالدولة، فسافر والده إل معظم مناطق تركيا للبحث عنه، كما سجل في جمعية  YAKADالمتخصصة في البحث عن أقارب المفقودين.

وبعدها قامت الأسرة بطباعة صور الطفل المفقود على الحافلات وعلب الكبريت والولاعات، وحتى على دفاتر التقويم، وإعلانات الصحف والمجلات، إلا أن كل تلك الجهود باءت بالفشل، وبالرغم من ذلك إلا أنهم لم يكلوا البحث عنه طيلة 21 عاما.

“لم أترك شيئا لم أفعله يساعدني في الوصول إلى ابني، بحثت عنه طوال 21 عاما، أعطيت كل ما أملك في سبيل إيجاده دون أن أيأس”، هذا ما قاله والد الطفل لصحيفة حرييت التركية.

ولم تكن عائلة الطفل تدرك أن طفلهما يعيش في أنطاكيا، بعدما خطفه شخص وباعه إلى زوجين ليس لديهما أطفال، وأخبرهما أن والداه توفيا حتى يقوما بشرائه منه.

واهتمت الأسرة بقورسال واعتبرته طفل لها، وظل لا يعلم شيئا عن أمر شرائهم له حتى بلغ 15 عاما، فأنهى دراسته الجامعية وتوظف، وبدأ في البحث عن عائلته الحقيقية.

وفوجئ “قورسال” بأصدقائه ذات يوم يخبرونه بأنه هناك إعلان على شبكات التواصل الاجتماعي عن فقدان طفل عام 1997، وأن صورة الطفل الموجودة بالإعلان تشبهه، فأسرع للتواصل مع جمعية YAKAD، وأخبرها أن والديه متوفين ولكنه يرغب في معرفة عما إذا كان له إخوة أو أقارب، فوجد العاملون بها يعطونه اسم والدته ووالده الحقيقيين.

ثم أدرك “قورسال” أن أسرته لم تتوفى كما أخبرته العائلة التي ربته، فبدأ يبحث عن والده على الإنترنت حتى تمكن من الوصول إلى حسابه، ليتواصل معه في يوم 17 يوليو من عام 2018.

وقال والد قورسال عن الأمر “استقبلت يوم 17 يوليو رسالة على الإنترنت، ولكن بسبب سفري خارج البلاد للعمل وانشغالي لم أفتحها إلا متأخرا، كان مكتوبا بها “سيد إبراهيم هناك موضوع طارئ ومهم يجب أن أتكلم به معك”.

وأضاف “تساءلت كثيرا عن الموضوع الذي يريد صاحب الرسالة التحدث فيه معي، ولم أجد في حياتي أهم من إيجاد ابني المفقود، وحينها وجدت صاحب الرسالة يرسل لي صور لطفلي الصغير وكتب عليها هل هذا أنا؟ وهل أنت أبي؟”.

 وتابع انقلبت حياتي رأسا على عقب باستقبالي تلك الرسالة، وبدأ ابني البحث عن تذكرة تعيده إلي ولكنه كان عليه الانتظار يومين، كانا من أصعب أيام حياتي وحياته.

وأردف “لم أكن أدري كيف أتصرف، فلم أستطع النوم ولو ساعة واحدة طيلة اليومان، فكل الحزن الذي شعرت به طيلة 21 عاما تجمع في هذين اليومين، ولم أكن افكر سوى في أني سأحتضن ابني وأقبله وأشم رائحته”.

عاد الابن بعد يومين إلى أسرته التي استقبلته بالمزامير والطبول، ووصفت والدته سعادتها بعودته قائلا: “لم نترك مكانا لم نبحث فيه، ولم نيأس حتى آخر لحظة، ولكن الحمد لله، سعادتي كبيرة جدا ولا توصف، لقد استطاع هو بنفسه إيجادنا”.

 

مقالات ذات صلة