أظهرت دراسة حديثة، أجرتها مجموعة أبحاث العلوم العضلية الهيكلية في جامعة ليدز بيكيت، أن الأطفال الذين يقضون المزيد من الوقت حفاة القدمين لديهم بنية قدم صحية مما يجعلها أقوى وأكثر مقاومة للإصابة عن غيرهم.
وبحسب استطلاع حديث للرأي، فإن ارتداء الحذاء بين الأولاد الصغار ليس أمرًا عالميًا، حيث يقضي الأطفال والمراهقون الألمان معظم يومهم في الأحذية، في حين يسير نحو 90% من نظرائهم في جنوب أفريقيا حفاة القدمين.
وجمع الباحثون خلال الدراسة، عادات 714 فتى في مدرسة ثانوية تقع في جزء ثري من أوكلاند بنيوزيلندا، ليتبين لهم أن 45% من الطلاب قضوا معظم وقتهم حفاة القدمين، وكانوا على استعداد للسير مسافة من 100 إلى 3000 متر بدون أحذية.
وتبين للباحثون وجود اختلافات في هيكل القدم بين أولئك الذين لم يرتدوا الأحذية أبدًا، وأولئك الذين يرتدون الأحذية عادة، فالأشخاص الذين لا يرتدون الأحذية لديهم أقدام أوسع من الحافة الخارجية للقدم والأصابع.
ولفت الباحثون، إلى أنهم لا يعرفون تأثير الأحذية على تطوير المهارات الحركية، ولكن المنطق يشير إلى أن نمو الشخص حافي القدمين أفضل له.
وأضاف الباحثون، أن كعب القدم حساس للغاية، مما يعني أنه عندما يركض الإنسان حافي القدمين فإنه يميل إلى تجنب الهبوط على كعبه، وبدلا من ذلك يضغط على نصف القدم الأمامي، مما يجعل قدمه أكثر قوة.
وتابع الباحثون أن من يرتادون الأحذية يكون كعب أقدامهم مغطى، مما يقلل من أحساس الكعب عند ملامسته للأرض، كما تبين لهم أنهم أكثر عرضة للشعور بالألم من أولئك الذين لا يرتادون الأحذية.
واقترح الباحثون على الأطفال أن يقضوا أكبر قدر ممكن من الوقت وهم حفاة القدمين، لأنهم حتى وإن أصيبوا فسيكون لديهم خبرة تجنبهم الأشياء التي أصابتهم مستقبلا.
وأوضح الباحثون أن القبول الاجتماعي هو عائق أمام سير الأشخاص حفاة القدمين في الكثير من البلدان، ولذلك فإن البالغين الذين لم يكبروا حفاة القدمين في الغالب لا يملكون نفس هيكل القدم وقوة الساق التي يملكها الأشخاص الذين نشأوا حفاة القدمين، وبالتالي لا يمكنهم القيام بالأنشطة التي يقومون بها كالركض والقفز بنفس السرعة.
ولفتت الدراسة إلى أن زيادة توافر الأحذية التي تحاكي بنية القدم، والتي لديها قدر ضئيل من التغطية، قد يساعد الناس على التحول إلى حفاة القدمين.
