ريم حمزة
أجواء احتفاليّة مميّزة، طغت على سهرة المطربة يسرى محنوش التي أحيتها صحبة فرقتها الموسيقيّة بقيادة المايسترو عبد الباسط بلقايد، ليلة 13 أوت،على المسرح الروماني بقرطاج، ضمن فعاليات الدورة 54 لمهرجان قرطاج الدولي.
حضر العرض الذي يتزامن مع الاحتفال بذكرى عيد المرأة التونسيّة ، جمهور غفير غصّت به مدارج المسرح قبل ساعات من انطلاق الحفل، كما كان في الموعد وزير الشؤون الثقافيّة التونسي الدكتور محمّد زين العابدين ووزير أملاك الدولة والشؤون العقاريّة التونسي مبروك كرشيد ووزيرة شؤون المرأة والأسرة والطفولة التونسيّة نزيهة العبيدي وعدد من أعضاء نواب الشعب.
انطلقت السهرة بعرض مقطع فيديو لخّص مسيرة يسرى محنوش بدء بطفولتها وظهورها المبكّر في العديد من وسائل الإعلام، مرورا بمشاركتها في برنامج ” سوبر ستار ” وبرنامج ” ذي فويس ” الذي تحصّلت خلاله على لقب ” سيّدة الطرب العربي ” من قبل أستاذها الفنان كاظم الساهر “، كما تضمّن الفيديو أراء بعض الفنانين في موهبة يسرى من بينها شهادة الفنان الراحل وديع الصافي.
أطلّت بعد ذلك يسرى على المسرح، فبدت كعروس في ليلتها القرطاجنيّة جاءت لتزفّ الفرح وتحتفل بعيد المرأة، فأصبح العيد عيدين.
اختارت ” سيدّة الطرب ” أن تبدأ الحفل بأغنية وطنيّة جديدة بعنوان ” يا وطني ” من كلمات الشاعر الحبيب محنوش ومن ألحانها، والتي أهدتها لنساء تونس في عيدهنّ وكذلك لرجال تونس الذي يساندون باستمرار المرأة التونسيّة على حدّ تعبيرها.
وقدّمت ” محنوش ” خلال القسم الأوّل من الحفل الذي خصّصته للطرب، باقة من أجمل الأغاني الطربيّة العربيّة، فغنّت لكوكب الشرق أم كلثوم ” فات المعاد “، و “هل رأى الحب سكارى “، و ” في يوم وليلة ” و ” لو سألوك ” لوردة، و ” أما براوة ” لنجاة الصغيرة و ” ابتدا المشوار ” للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، فأطربت الجمهور.
وخرجت يسرى في سهرتها على مسرح قرطاج، عن المألوف فغنّت بالفرنسيّة ” la vie en rose ” لإديت بياف و بالانقليزيّة ” my heart will go on ” لسيلين ديون.
ومن أغانيها الخاصّة، قدّمت ” بفكّر فيك “، و” اسكت بس “، و” خديجة “، و ” على بابا “، و” احيت يا قلبي “، كما قدّمت آخر انتاجاتها ” يا روحي يا دادا ” من ألحانها وكلمات الشاعر كريم العراقي وتوزيع العراقي فاضل الفالح قائد الفرقة الموسيقيّة للفنان كاظم الساهر.
لم تستطع يسرى محنوش اختفاء سعادتها بالجمهور الكبير، وانتشت بالحب الكبير الذي استقبلها به، فأعطاها كلّ ذلك شحنة وطاقة قويّة على المسرح و بدت مختلفة عن حفلاتها السابقة حيث “سلطنت و تسلطنت” ورقصت وقفزت وتحدّثت مع الجمهور بكل عفويّة ودعته إلى الرقص في كثير من الأحيان.
القسم الثاني من السهرة خصّصته ” سيدة الطرب ” للنوبة، حيث غنّت ” يا بلحسن يا شاذلي “، ” يا فارس بغداد “، ” بابا بحري” ، ” ركب ع الحمراء “، ” نغارة “، فأشعلت المدراج رقصا، واختتمت الحفل بأغنية ” ميحانة ” التي تفاعل معها الجمهور كثيرا.
سهرة يسرى محنوش ليلة 13 أوت، كانت من أنجح سهرات الدورة 54 لمهرجان قرطاج خاصّة على مستوى الإقبال الجماهيري، و كان الحفل بمثابة العرس الكبير الذي طغت فيه كل مظاهر الاحتفالات ليس بالمرأة التونسيّة فقط وإنّما بتونس الأبيّة..