كشفت دراسة ألمانية عن خطأ الاعتقاد بأن المجهود البدني – خاصة أثناء العلاقة الحميمة – يؤدي إلى الإصابة بنوبات قلبية.
وحلل الباحثون بيانات ما يقرب من (500) مريض مصابين بنوبات قلبية، مع الأخذ في الاعتبار عدد المرات التي يمارسون فيها العلاقة الحميمة خلال الأسبوع، وإن كانوا يعانون اضطرابات في القلب، كما حللوا الرابط بين ممارسة الجنس والمرة الأولى التي أصيب فيها الفرد بنوبة قلبية، ثم قاموا بمراقبة الرابط بين النشاط الجنسي ومشكلات القلب.
ولاحظ الباحثون أن (0.7%) فقط من المشتركين مارسوا الجنس قبل الإصابة بالنوبة القلبية بساعة، وفي المقابل نحو (80%) من المشتركين لم يمارسوا الجنس على الأقل (24) ساعة قبل النوبة القلبية، ولم يظهر أي رابط بين اضطرابات القلب وممارسة الجنس بعد النوبة، ويعني ذلك: أن الجنس بريء من جلب أمراض القلب، لكن السؤال: هل تؤثر أمراض القلب على العلاقة الحميمة؟
ما حقيقة تأثير أمراض القلب على الصحة الجنسية ؟
في الواقع؛ إن الإصابة بأمراض القلب تؤثر على شرايين الجسم، بما فيها الشرايين التي تغذي الأعضاء الجنسية، وفي حال حدوث تصلب في شرايين القلب تتأثر الشرايين الأخرى في الجسم، وبما أن العملية الجنسية تعتمد في الأساس على تدفق الدم في العضو التناسلي، ففي حالة حدوث ضيق في هذه الشرايين يقل الدم المتدفق لهذه الأعضاء، فيؤثر ذلك على القدرة الجنسية.
كما أن الأمراض التي تصيب القلب، دائمًا ما يصاحبها أمراض أخرى تؤثر على القدرة الجنسية كالضغط والسكر.
وهناك علاقة وثيقة بين الإصابة بأمراض الشريان التاجي وضعف الانتصاب، وتقدر نسبة الرجال الذين يعانون من ضعف الانتصاب بين مرضى الشريان التاجي بنحو (٥٢٪)، وفي معظم الأحيان يحدث ضعف الانتصاب قبل ظهور أعراض قصور الشريان التاجي؛ نظرًا لصغر الشرايين المغذية للقضيب بالمقارنة بالشرايين التاجية المغذية لعضلة القلب.
وأثبتت الدراسات الطبية أن الرجال المصابين بضعف الانتصاب معرضون بنسبة كبيرة للإصابة بالذبحات الصدرية خلال ثلاثة أعوام، وللجلطات القلبية والسكتات الدماغية خلال خمس سنوات من إصابتهم بضعف الانتصاب.
بماذا ينصح الأطباء ؟
أثبتت الأبحاث أن نسبة حدوث جلطات القلب أثناء المعاشرة الزوجية لمرضى القلب الذين لا يمارسون الرياضة تبلغ ثلاثة أضعاف نسبة حدوثها في الأصحاء، بينما تعادل هذه النسبة مثيلتها في الأصحاء في مرضى القلب الذين يمارسون الرياضة ثلاث مرات أسبوعيًا.
وقد أثبتت الأبحاث أيضًا أن إنقاص الوزن والامتناع عن التدخين من أهم أسباب الوقاية من حدوث الجلطات المصاحبة للنشاط الجنسي لمرضى القلب.
