قدمت مجموعة “بانوراما” عرضاً ساحراً ضمن مشاركتها في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج الموسيقية حملت الجماهير معها إلى تطاوين ومدنين الى قراها وجبالها موسيقى تكتب اهازيج الحياة وعلى ركح مسرح الجهات قدموا القليل من جو العرس التقليدي وأغانيه وإيقاعاته.
صوت لامرأة تهتز له عروش القلب صوت نقي صاف صفاء رمال الصحراء تتغنى بأغنية دينية وهي فاتحة الاعراس عادة ثم صوت للإيقاعات التقليدية التي تصاحب الاصوات النسائية.
إسم العرض “اصوات وإيقاعات” وهو رحلة تغوص في النصوص الشفوية القديمة رحلة بحث في نصوص لم تغنّ من قبل لتقديمها الى المتفرج بحث في خامات الصوت والايقاعات الاصلية وتقديمها دون اضافات دون بهرجة و تقديم الايقاع كما ولد اول مرة في اطار تعريف الاخر بتراث الجنوب الشرقي واهازيج الفرح هناك وقامو بنقل جزءا من العرس فالفنانات لبسن اجمل الحلي والحولي الاحمر اللون الذي تلبسه المرأة في العرس غنوا ورفعوا صوت الحياة عاليا تناسق عجيب بين اصوات الفنانات و الايقاعات لا وجود للنشاز ولا الارتجال وكأنهم يقدمون عرض بـ “صفر أخطاء”.
الرحلة الصوتية كانت الى الجنوب جولة في صحرائها لقاء مع شيوخها “النصوص نتحصل عليها من كبار السن عادة الشيوخ ذاكرة المكان ومنهم ننهل نصوصنا” على حد تعبير زياد منيفي صاحب العرض بالأغنية التي تشبه الهدهدة صاحبوا الجمهور في جولة في الصحراء في بهاء رمالها وقساوة صخورها و عشق اهلها للغناء للحياة للفن ولكل اهازيج الإبداع.
“أصوات وايقاعات” جزء من عرض كبير لبنة من حلم اكبر للتعريف بالموروث الغنائي للجنوب الشرقي لقاء ممتع مع اغاني العرس من لحظة تزيين العروس الى خروجها و«الجحفة» وكل تفاصيل العرس نقلوها بالاغنية، هدهدات تشبه هدهدات الجدات وهنّ يحكين ذكرى حادثة ما. في اصوات وايقاعات يكون اللقاء تلقائيا وبسيطا لقاء ميزته الموسيقى وعنوانه سعي المجموعة لاقناع المتفرج بصدقهم وتلقائيتهم في التعامل مع موسيقاهم وفخرهم باغاني الجدات وحكاياهم، فخر كان واضح المعالم في لباس الفرقة الموسيقية و الفنانات اللواتي لبسن الحولي التقليدي بكل تفاصيله، من لباسهم كتبوا تمسكهم بهويتهم بقراهم بقصورهم وجبلهم وصحرائهم.