وجّه الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية -في كلمته الختامية لمجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل- تحية اعتزاز وإكبار لشهداء دولة الإمارات من جنودها البواسل الذين سطروا بدمائهم أسمى معاني وقيم الولاء والانتماء، ورسموا صورة مشرقة وفعلية وحقيقية للمواطنة الإيجابية والريادة والشجاعة والإقدام، عبر تطلعهم لمستقبل أكثر نورًا وقوة وأمان.
وقال سموّه، في ختام أعمال مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل: إن المعادلة الإماراتية للريادة والتميز ترتكز على مكونات عدة، أهمها: رؤية القيادة الاستثنائية، وبصيرتها الثاقبة، والمواطنة الإيجابية لشعب الإمارات، والعقيدة التكاملية، حيث تمتزج جميعها في بوتقة واحدة قوامها العمل والطموح والمشاركة الفاعلة، تعزيزًا لمسيرة “الإمارات.. الرقم واحد”.
وفي المحور الأول لحديثه، وتحت عنوان “المعادلة الإماراتية”، عرض سموه فيلمًا قصيرًا تناول صور عدد من القادة الملهمين، مشيرًا سموه إلى أن الإنجازات العظيمة التي تحققها الدول تبدأ بطموح وحلم قادة مستنيرين، لافتًا إلى أن القادة الاستثنائيين على مر التاريخ حققوا الإنجازات العظمى من خلال طموح تجاوز مصلحتهم إلى مصلحة الناس المحيطين بهم وبمشاركة الجميع.
واستعرض سموه، في المحور الثاني “الحكومة والقيادات في تطبيق المعادلة”، أمثلة لقادة عالميين لديهم أحلام كبيرة وطموحات تتجاوز المستحيلات مع عرض لفيديوهات مصاحبة لقصص نجاحاتهم، متناولًا سموه القائد اليوناني الشاب الإسكندر المقدوني كمثال واضح على الإنسان الذي صنع تاريخًا جديدًا للعالم ولم يخسر في حياته معركة واحدة، مبتكرًا أساليب قتالية قاهرًا بعزيمته البر والبحر.
وتناول سموه مثال مهندس الفضاء الألماني براون الذي بدأ طموحه برسم الصواريخ وهو على مقاعد الدراسة، حتى عرف لاحقًا بأنه ” أبو تكنولوجيا الصواريخ الفضائية “.
وارتكز سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان على مقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حين قال “الأرض طواعية للرجال الذين يملكون الأمل”، منوهًا إلى أن الشيخ زايد -طيب الله ثراه- طالما واجه التحديات والمصاعب التي تقف في مسيرة الطموحات والإنجازات، معتبرًا أن هذه الروح الإيجابية من القائد المؤسس تعد خارطة طريق لنا ونموذجًا للعمل للمضي قدما في تحقيق أحلامنا على الرغم من الصعوبات والتحديات التي من الممكن أن تعترض دومًا مسيرة أي بناء.
وعرض سموه فيديو وصورًا من استقبال المغفور له الشيخ زايد لأعضاء رحلة المكوك أبولو في أبوظبي، معتبرًا سموه هذا اللقاء بأنه مثال على رؤية الأب القائد المؤسس وحكمته ورؤيته الاستشرافية للمستقبل، حيث كان يحلم بتأسيس دولة جذورها راسخة في الأرض وتعلو إنجازاتها لتصل إلى الفضاء وهو ما تحقق اليوم بقيادة الوطن والمبادرات الريادية من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وفي المحور الثالث المتمثل في “الشباب وتطبيق المعادلة”، أشار سموه إلى عبارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي يتلوها على مسامعنا دومًا حين يخاطب أبناء الإمارات بـ ” عيال زايد ” والتي تؤكد بأننا في الإمارات أسرة متوحدة، وأن القيادة الإماراتية الحكيمة تعتبر الجميع أعضاء بالأسرة الواحدة في البيت المتوحد الكبير، الأهل والإخوة والأخوات، حيث روح الأسرة الواحدة التي تفرح لنجاحات أبنائها، وتعينهم على أي تحد يواجهونه.
وقال سموه ” إننا تعلمنا من أهلنا أن (المجالس مدارس) باختلاف أشكالها، فيما يأتي مجلس الشيخ محمد بن زايد لأجيال المستقبل استمرارًا لحلقات الحوار المجتمعي الريادي المحافظة على الإرث والعراقة الإماراتية والهوية المتميزة لشعب الإمارات، وصولًا إلى منصة حوارية تعزز مسيرة البناء والتطوير وتعمل على استدامة رفاهية العيش وجودة الحياة الإماراتية المتمازجة بالسعادة والأمان والرفاه.
وتابع سموه، إن مجتمع الإمارات تميز بتعاقب أجيال اقتضتها مراحل التأسيس فبدأ بجيل ما قبل النفط والذي أسماه سموه “جيل المقاتلين” الذين واجهوا تحديات كبيرة ونقص في كل الموارد المائية والتعليمية والصحية، لكنهم تميزوا بصلابتهم في البناء، وحب القيادة والوطن، والأخلاق المستمدة من القيم والموروث الإماراتي الأصيل، حيث الأخلاق دستور الحياة والإيمان الذي جعلهم يواجهون ضنك الحياة والتحديات بابتسامة وأمل، مؤكدًا سموه أن هذا الجيل هو الذي أسس لنا دولة الإمارات العربية المتحدة الحديثة.
وأضاف سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، أن الجيل الثاني هو جيل الطفرة النفطية، والذي أسماه “جيل المقاتلين الرواد”، الذين عملوا على بناء ممكنات ساعدت في إكمال المسيرة وتحلوا بصفات التفكير النقدي، وحب التطوير والواقعية ، والتفاني في العمل، والأهم من ذلك حفاظهم على القيم والصفات التي ورثوها من ” جيل المقاتلين ” مما عزز وصول الدولة إلى سلم الريادة العالمية.
وقال سموه، مخاطبًا الحضور من الطلبة بشكل خاص ثم تأتون أنتم، جيل الألفية مواليد ما بعد 1984 والجيل الذي يليه مواليد ما بعد الـ 2004، والذي أسماه سموه “مقاتلين المستقبل” والذين من أجلهم عملت الأجيال السابقة، وتعمل حكومة الإمارات اليوم.
ثم عرض سموه لنماذج مشرقة من أبناء وبنات الإمارات عبر فيديوهات سطر أصحابها ملاحم من النجاحات المحلية والإقليمية والعالمية، داعيًا سموه النشء وأجيال المستقبل للمضي قدما والحفاظ على صدارة الإمارات على مؤشرات التنافسية العالمية والوصول إلى تحقيق المعادلة الإماراتية على أكمل وجهها والتي ترسخت معالمها بفضل إنجازات وتضافر جهود الجميع في ظل القيادة الإماراتية الحكيمة.
ثم ترك سموه المجال لفريق عمل “خليفة سات” المتواجد في اليابان للحديث عن منجز إماراتي ريادي وتوجيه نصائح للنشء والشباب من جمهور المجلس.
وفي المحور الرابع، أشار سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان إلى أهمية نهج قيادة الإمارات الحكيمة، بوصفه حقلًا ثريًا للتعلم لا ينضب معينه، ويلهم الأجيال باستخلاص الإرشادات المهمة والمسالك القويمة ويمكن الشباب من القدرة على أن يكونوا مقاتلين وروادًا وصناعًا للمستقبل.
وسرد سموه مقولات خالدة ترسخ معالم طريق التطوير والنمو والازدهار ومعرفة أسس بناء الأوطان وكيفية المحافظة عليها.
كما أورد مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة “سلوك كل واحد منكم يكون بحجم حبه لبلاده، من كان سلوكه إيجابيا يقال عنه الإماراتي، ومن كان سلوكه غير ذلك يقال عنه الإماراتي أيضًا”.
ونوه إلى أن هذه الكلمات تحمل في جميعها تذكرة وعبرًا ودروسًا لأجيال المستقبل للتصرف بحنكة ولباقة ومسؤولية كي يعمل كل فرد فينا على أن يكون خير سفير.
واختتم سموه موجهًا حديثه لشباب المستقبل: “إن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه- امتطى الإبل بعد أن مكنه والده المغفور له الشيخ سلطان، ومكن الوالد المؤسس الشيخ زايد أبناءه من التحليق بالطائرات، ومكن أبناؤه أبناءهم من الصعود للفضاء، متفائلون بما ستمكنون أنتم أولادكم من فعله”.