تناولت صحف الإمارات المحلية الصادرة، صباح الأربعاء، في افتتاحياتها، منتدى الأمم المتحدة للبيانات 2018 الذي تستضيفه مدينة دبي، بمشاركة أكثر 120 دولة ، و2500 خبير ومختص في مجال البيانات، لبحث ومناقشة طرق استخدام ثورة المعلومات وتسخيرها لأغراض التنمية المستدامة، لتحقيق التغيير نحو مستقبل أفضل للمجتمعات الإنسانية.
كما سلطت الصحف المحلية الضوء على مشاركة الدولة في منتدى مبادرة “مستقبل الاستثمار” أو ما يعرف بـ “منتدى دافوس الصحراء” الذي انطلق، الثلاثاء، في العاصمة السعودية الرياض بوفد يترأسه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، ويضم ما يزيد على 150 من الوزراء والرؤساء التنفيذيين والمستثمرين ورجال الأعمال والفعاليات الاقتصادية الإماراتية ما يؤكد العلاقات الاستراتيجية التي تربط دولة الإمارات بشقيقتها السعودية.
وتناولت الصحف الوضع الكارثي للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي من سوء المعاملة والتعذيب الممنهج لهم، داعية إلى ضرورة العمل لإيجاد حل سياسي يتعامل مع أسباب الصراع برمته وهو الاحتلال المتواصل منذ سبعة عقود وإيجاد موقف دولي قوي لتحقيق استقرار المنطقة والعالم .
وتحت عنوان “بالمعرفة نصنع المستقبل” قالت صحيفة “البيان”: “إن ما شهدته دولة الإمارات العربية المتحدة من تنمية وتطور وإنجازات عملاقة لم يأت نتاج قرارات فردية ارتجالية ولا أعمال ومشاريع عشوائية، بل جاء نتيجة تخطيط علمي دقيق وخطط استراتيجية تعتمد على العلم والمعرفة ومرتبطة بالواقع ببيانات ومعلومات محددة وواقعية، والاستمرار في هذا الطريق من أجل بناء المستقبل لن يحيد عن هذا الأسلوب في العمل بل سيتمسك به ويطوره، وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” خلال تفقده المعرض المصاحب للدورة الثانية من منتدى الأمم المتحدة للبيانات 2018.
وأشارت إلى أن سموه قال: “إن صناعة المستقبل ليست مجرد قرارات ارتجالية بل خطط استراتيجية تقوم على المعرفة وأهداف واضحة تستند على معطيات تحليلية مبنية على إحصاءات وبيانات واقعية دقيقة”، مضيفة أنها الإمارات دولة العلم والمعرفة هذه الدولة الفتية التي انطلقت منذ تأسيسها نحو البناء والتنمية ونحو المستقبل بخطى ثابتة وحققت نجاحات وإنجازات وضعتها في مصاف الدول المتقدمة، ولم يكن لها أن تحقق ما حققته إلا بالعلم والمعرفة والبيانات والإحصاءات التي تحدد مدى احتياجات الإنسان الإماراتي وقدراته وطموحاته، وبناء على هذه البيانات والإحصاءات تتخذ القيادة قراراتها وتضع خططها واستراتيجياتها لبناء مستقبل الوطن والمواطن.
وأكدت “البيان” في ختام افتتاحيتها أن الإمارات تعد من المساهمين الفاعلين على مستوى العالم في إطلاق المبادرات لمساعدة المجتمعات الإنسانية على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، لافتة إلى أن استضافتها لهذا الحدث العالمي الأبرز في مجال البيانات هو اعتراف بمكانتها العالمية المرموقة ودورها المحوري لتحقيق الأهداف الإنمائية العالمية.
من ناحية أخرى وتحت عنوان “الاستثمار في المستقبل ” قالت صحيفة “الاتحاد” إن الحضور العالمي الكبير للقادة والمستثمرين والمبتكرين في منتدى “مبادرة مستقبل الاستثمار” في السعودية وضخامة حجم الصفقات التي تسعى شركات دولية كبرى لإبرامها هناك، يعكس الثقل الكبير للمملكة في المجتمع الدولي وثقة العالم في قيادتها ورؤيتها الحكيمة للحاضر والمستقبل.
وأشارت إلى أن السعودية قد أطلقت استراتيجية اقتصادية جديدة لتحفيز الاستثمار بمشاركة القطاع الخاص لإحداث نقلة نوعية في نهضتها الحضارية، انطلاقًا من إيمانها المطلق بدورها المحوري قوة روحية واقتصادية وسياسية أساسية تعمل بأقصى درجات المسؤولية، من أجل أمن واستقرار الشرق الأوسط والعالم سياسيًا واقتصاديًا.
وأوضحت أن ذلك يتجلى بوضوح في ما هو مطروح في المنتدى من أفكار تؤكد سعي المملكة بحكمة للجمع بين قيادات العالم السياسية والاقتصادية والمالية في منظومة واحدة، من أجل وضع مبادرات تعبر بالعالم إلى مستقبل أفضل الأمر الذي يدفع مسيرة التنمية في مختلف الدول كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” .
وقالت “الاتحاد” في ختام افتتاحيتها إن حضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أعمال المنتدى على رأس وفد إماراتي كبير يضم أكثر من 150 من الوزراء ورجال الأعمال، يعكس عمق الشراكة المتينة بين الإمارات والسعودية ووحدة الرؤى والاستراتيجيات، خاصة فيما يتعلق بالتركيز على الاستثمار في المستقبل، ودور التنمية الاقتصادية في مواجهة التحديات بالاستفادة من التكنولوجيا الحديثة وتطوير الإمكانات البشرية.
وحول نفس الموضوع وتحت عنوان “الإمارات والسعودية يد واحدة” قالت صحيفة “الخليج” إن الحضور الإماراتي الكبير في أعمال منتدى النسخة الثانية من مبادرة “مستقبل الاستثمار” أو ما يعرف بـ “منتدى دافوس الصحراء” الذي انطلق يوم أمس في العاصمة السعودية الرياض، أعاد التأكيد على العلاقات الاستراتيجية التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة بشقيقتها السعودية، خاصة أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” كان على رأس وفد الدولة إلى فعاليات المنتدى الذي ضم ما يزيد على 150 من الوزراء والرؤساء التنفيذيين والمستثمرين ورجال الأعمال والفعاليات الاقتصادية الإماراتية، وهذا الأمر له أبعاده الكبيرة التي لا تتعلق بالجانب الاقتصادي فحسب بل وأيضا بالجوانب السياسية والاجتماعية.
وأضافت كان البلدان ولا يزالان في خندق واحد في مواجهة التحديات التي واجهت وتواجه منطقة الخليج بشكل خاص والمنطقة العربية بشكل عام وشكلا ثنائيا منسجما تمكن من الانتصار للمبادئ والقيم التي تتبناها الدولتان وجاء حضور سموه فعاليات المنتدى ليجسد المكانة الرفيعة للعلاقات الثنائية المتميزة بينهما والرغبة في تعزيز أواصرها ودفعها نحو الأفضل حيث أشاد سموه بفكرة “مبادرة مستقبل الاستثمار” وأهدافها التي قال إنها تعكس مساعي المملكة في تهيئة المناخ الملائم لإيجاد رؤية عالمية مشتركة لمستقبل الاستثمار ودور القطاع الخاص في دفع مسيرة التنمية في مختلف دول العالم.
وتابعت أن الأمر لا يتوقف عند المشاركة والحضور الإماراتي لفعاليات المؤتمر، بل تعدى ذلك إلى تأكيد المؤكد في صلب العلاقات الإماراتية السعودية، فالبلدان يدركان حجم المؤامرات التي تحاك ضد منطقة الخليج العربي بهدف إحداث مزيد من الإرباك في مجتمعات دولها، لن يكون المستفيد منها سوى أعداء الاستقرار في الداخل والخارج، لكن اليقظة التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومعهما بقية دول الخليج الشقيقة كفيلة بإحباط هذه المخططات وإفشالها مهما كبر حجمها ومهما تكالب عليها الأعداء اليوم أو في المستقبل.
وذكرت أنه في الظروف التي تمر بها المنطقة اليوم يمكن الإشارة إلى أن العلاقات التي تجمع البلدين ليست طارئة، بل تمتد لجذور ضاربة في عمق التاريخ ولها امتداداتها الإنسانية والتاريخية وقد اختبر الزمن هذه العلاقات في كثير من المحطات فكانت مثالا للصلابة والقوة، وهو ما عبرت عنه المواقف التي اتحد البلدان لمواجهتها فضلًا عن تجاوزها والتقليل من أضرارها.
وقالت “الخليج ” في ختام افتتاحيتها: “إنه اليوم وفي الوقت الذي تتعرض فيه المملكة العربية السعودية لمؤامرات تهدف إلى الإضرار بأمنها واستقرارها فإن الإمارات لن تجدها إلا في صفها وبجوارها. تتقاسم معها الهموم والحلول وقد جاءت الزيارة التي يقوم بها نائب رئيس الدولة إلى الرياض والمشاركة في فعاليات منتدى مبادرة “مستقبل الاستثمار” لتؤكد ذلك ولتمنح هذه العلاقة بعدا أخويا وإنسانيا جبلت الإمارات على اتخاذه مع كل أشقائها وأصدقائها وتعطي مصداقية لمواقف قادة الإمارات في الوقوف مع أشقائهم في السراء والضراء”.
من جانب آخر وتحت عنوان ” أسرى فلسطين ” أكدت صحيفة “الوطن” أن الحديث عن الوضع الكارثي للأسرى الفلسطينيين في غياهب سجون الاحتلال الإسرائيلي، واجبًا أخلاقيًا وإنسانيًا، لكن المهم أيضا ماذا فعل المجتمع الدولي رغم كل نداءات الإستغاثة لضرورة تحمل مسؤولياته في وضع حد لما يجري، خاصة أن كل ما تشهده الأراضي المحتلة كما الكثير مما يتم الإعلان عنه معروف مسبقًا وموثق بالصوت والصورة، سواء عبر وسائل الإعلام أو الناشطين الفلسطينيين لكن ماذا عن الذين لا يصل للعالم منهم اليوم إلا ما ينقله محاموهم فقط أو أهلهم وذووهم الذين يقومون بزيارتهم ولا يمكن أن يعرفوا كل ما يجري.
وقالت إنه منذ العام 1948 أكثر من مليون فلسطيني ومن مختلف الأعمار بما فيهم الأطفال والنساء والكهول عايشوا هذه التجربة المريرة، وقدر لمن بقي حيًا أن يروي فصولًا لا تنتهي من المعاناة والتنكيل والقمع داخل الزنازين، أضيف إليها قوانين عنصرية مقيتة غاية في الوحشية من قبيل قانون التوقيف الإداري الذي يجيز اعتقال أي شخص ولو لمجرد الاشتباه بنية رمي حجر لمدة غير محدودة وتمديدها دون أي محاكمات، فضلًا عن تشريعات تستهدف التضييق عليهم وحرمانهم من الزيارات والإذلال الذي يتعرضون له، والكثير مما يجري يبين كيف يعمل الاحتلال على ترهيب من هم في الخارج عبر التلويح بجعل مصيرهم مماثلًا لمعاناة الأسرى علما أن جميع الفلسطينيين سواء في السجون أو الأراضي المحتلة هم عمليًا أسرى.
وأشارت إلى أن سوء المعاملة والتعذيب الممنهج للأسرى، هو جريمة ضد الإنسانية في معظم القوانين والدساتير والتشريعات حول العالم وبالأخص الأممي منها، وبالتالي فإن هذه الجرائم تستوجب وقفة رادعة عبر المحاكمات لأنها الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تشكل جانبًا من الردع الواجب لوقف المعاناة الكارثية للأسرى في سجون الاحتلال.
وأضافت أنه في الوقت ذاته فإن وجود الاحتلال الذي يقوم على فرض أمر واقع بالقوة معناه استمرار جميع الجرائم والانتهاكات، وبالتالي هذا يقود إلى ضرورة العمل لإيجاد حل سياسي يتعامل مع أسباب الصراع برمته، وهو الاحتلال المتواصل منذ سبعة عقود ولابد من العمل على إيجاد موقف دولي قوي إن كان يريد الاستقرار للمنطقة والعالم، إذ ليس من المعقول أن يكون رد الفعل الدولي الوحيد تنديد وشجب وجمود ودعوات مجردة من أي فاعلية.
واختتمت “الوطن” افتتاحيتها بالتأكيد على أن كل تجاوزات الاحتلال لم تؤثر سلبًا على روح الثبات لدى الشعب الفلسطيني، بل زادته تمسكًا بأرضه ووطنه وحقوقه وقيام دولته المستقلة، لأن بقاء الاحتلال الإسرائيلي يعني استمرار كل الأزمات والضغوطات التي يعاني آثارها عبر أجيال متعاقبة منذ عام 1948، ولابد أن يتحرك المجتمع الدولي ويتحمل مسؤولياته الواجبة لنصرة قضية يعترف العالم أجمع بعدالتها.