يُحيي أشخاص طقوس ديانة فودو، حيث لوّنوا وجوههم بالأبيض في مقبرة في عاصمة هايتي، التي يخفّف من وهجها انتشار المسيحية واحتفالات هالوين.
وتنبعث رائحة القهوة والكحول، على مدخل المقبرة التي يسكبها أتباع فودو على قبور أحبائهم، وبين الصلوات والتقديمات يدخل المتنكرون بحالة من النشوة، وهم أكثر ما يجذب المهتمين بالتعرف على طقوس الفودو من سكان هايتي ومن الأجانب.
ويقول الكاهن إيرول جوزويه “إنهم يأتون من عالم بارد هو عالم الموت، يشربون الكثير من الكحول ويرقصون ساخرين في وضح النهار من أولئك الذين يخفون ما يفعلونه في الليل“، لكن هذه الطقوس لا تروق رجال الدين المسيحيين الإنجيليين في هايتي لذا يتوزّعون على مقربة من هذه الاحتفالات، داعين الناس إلى عدم المشاركة في “عبادة الشيطان” والالتزام “بالطريق القويم“.
واختلطت بعض عناصر التراث المسيحي مع التقاليد المحلية، على مرّ السنوات وهو ما لا يروق كثيرًا بعض السكان المحليين، وكذلك تلقي الثقافة الأميركية المجاورة ظلالها على عيد الموتى في ديانة الفودو، وصارت هذه المناسبة تختلط فيها الموروثات المحلية مع مظاهر احتفالات هالوين الآتية من وراء البحر
وتحكي إدين سيليستين إحدى سكان الجزيرة، أنها فوجئت حين طلبت منها ابنتها ذات السنوات الأربع لباس ساحرات لعيد الموتى، وقالت لها “ليس لدينا عيد هالوين هنا، لدينا فقط عيد الموتى، لكنها لم تقبل لأن مدرّستها أخبرتها عن هالوين، أريدها أن تتعرف على الثقافات الأخرى من دون شك، لكن ألا يكون ذلك على حساب احترام ثقافتنا نحن“.