خاص الإمارات نيوز – لؤى وحيد
تخطف أنظارك بجدائلها الذهبية المنسدلة على شوارعها وجبالها، فعندما تسير في شوارعها تشعر بأنك داخل زمان يُحكى فيه قصة مدينة عريقة قديمة متجددة وأرض على مر العصور تعتبر مصدرًا للخير والمحبة وكرم الضيافة العربية، استطاعت أن تجد لنفسها مكانًا في التاريخ، لتصبح “الواحة الغنّاء” التي نفاخر بها العالم، ونعتز بتراثها، وأماكنها التي سجّل بعضها ضمن لائحة التراث العالمي، أنها مدينة العين في إمارة أبو ظبي.
مكانتها:
أصبحت العين واحة غنّاء تطل على العالم بثوبها الأخضر، ضمن النجاح النادر الذي حققته ثورة الإمارات بفضل جهود المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتعتبر المدينة وقراها السبع هيلي، قطارة، الجيمي، المعترض، المويجعي، الجاهلي، ومسعودي، واحة لأحلام كل من يقطع الطريق متجها إليها من أي مكان في دولة الإمارات.
وكانت مدينة العين منذ 40 عامًا عبارة عن مزارع متفرقة، ومنازلها مبنية من الطين تفصل بينها كثبان رملية عامرة بأشجار النخيل والقلاع القديمة، التي كان يعسكر فيها الجنود، وكانوا يعيدون بناءها كلما سقط المطر. لقد كانت مدينة صغيرة نسبيًا، يسكنها عدد قليل من الناس، من قبائل “بني ياس، والظواهر، والمناصير، وبني كتب، والكويتات، والنيادات، وبني كعب، والعوامر، والدروع وغيرهم”.
ولكن بفضل جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أصبحت المدينة واحة خضراء، حيث استفادت من الثورة الخضراء التي قادها، بحكمة وحيوية وإخلاص، لتحويل الصحراء الجرداء إلى أرض تتمتع بكل هذا الجمال الذي نراه اليوم، حيث تتزين فيها المباني والحدائق والبساتين والشوارع والمتاحف، وكافة عناصر الجذب السياحي.
ونالت المركز الثاني كأجمل مكان في العالم، في إحدى المسابقات الدولية، من حيث التنظيم، والهدوء، والتطور، والبساطة، والنجاح في تحقيق مساحة خضراء نادرة، بحجم تكوينها الجغرافي.
معالمها السياحية:
تضم المدينة متحف العين الذي لا يخلو من متعة الكنوز، وافتتح رسميًا في عام 1971، وتشرف عليه إدارة الآثار والسياحة، حيث يعد اليوم، بمقتنياته النادرة من المكتشفات الأثرية والتاريخية، واحدًا من أهم المتاحف التي تزخر بها الإمارات، ولا تقتصر كنوز المتحف على آثار مدينة العين وضواحيها، بل تتعداها إلى العديد من آثار الإمارات، التي تعود في تاريخها لأكثر من 5000 عام، وتعكس تاريخ وحضارة المنطقة، في حقب زمنية متباينة.
ويضم المتحف مجموعة من القطع التراثية التي تمثل الحياة الاجتماعية في الدولة، قبل عصر النفط، بالإضافة إلى القاعات التي تضم الأقسام الاجتماعية والتراثية المختلفة، فإن أكثر ما يجذب الزائر هو مشاهدة آثار جزيرة أم النار، وهي أول موقع أثري يكتشف في الدولة عام 1958، وتمثل الوجه الساحلي لحضارة العصر البرونزي، ومنها أدوات صيد، ومجموعة من الأسلحة البرونزية، والقلائد، وغير مما عثر علية داخل مدافن أم النار الجماعية، إلى جانب ما يحتفظ به المتحف من أكبر المستوطنات السكنية لمدينة جلفار.
وأصبحت مدينة العين واحدة من أكثر مناطق الجذب للزائرين من مختلف دول العالم، بمواقعها السياحية المتنوعة، وأماكنها الأثرية التي تضاف إلى ثراء المدينة الثقافي، وتنوع أنماط الحياة فيها، فقد غدت حدائقها الغناء الواسعة وواحاتها الخضراء التي تزيد عن 70 حديقة قبلة للباحثين عن أشكال الترفيه والمتعة البصرية المختلفة.
ولعل من أهم هذه الحدائق، هي حديقة الخليج التي وصفها البعض بأنها “غرناطة عصرية”، نظرًا لما تتمتع به من أزهار متنوعة، ومرافق وأحواض وأشجار وبساتين صغيرة، وبرك صناعية. وفي المدينة أيضًا العديد من الحدائق، منها “حديقة السليمي، وحديقة الحيوانات، وهي الأكبر في المدينة من حيث المساحة، والبالغة 400 هكتار، وتستقبل كل يوم آلاف الزوار الذين يقصدونها من داخل الدولة وخارجها، للتعرف على مقتنياتها من الحيوانات النادرة، مثل المها العربي، والفهد، إلى جانب مجموعات كبيرة من الزرافات والغزلان والأسود والطيور النادرة.