الإمارات نيوز – نورهان فهيم
أقل ما يقال عن طقوس الزفاف الإماراتي القديمة أنها مثالًا لتجسيد المحبة والصلات القوية، وكذلك العراقة والحفاظ على الهوية الإماراتية والتمسك بها، والعرس الإماراتي يعد نموذجًا للاحتفالات المتواصلة والتي ترفع شعار “حان وقت السعادة للجميع”، ومن خلال قراءة سطور هذا التقرير يمكنك الشعور بمدى تعاون وتكاتف الأهل والأقارب والجيران لإتمام مراسم الزفاف على خير فهناك صلة قوية تجمعهم ببعض والكل يسعى للمشاركة في المراسم بمحبة.
وفي أوقاتنا هذه هناك من يحاول الحفاظ على الطقوس القديمة للزفاف الإماراتي وهناك من يحاول إدخال بعض التغييرات لمواكبة العصر، ورغم هذا لا أحد يستطيع أن ينكر مدى التميز الذي يحظى به العرس الإماراتي القديم، والذي يمر بعدة مراحل يعرضها لكم موقع “الإمارات نيوز” كالأتي:
اختيار الزوجة والخطبة
كان هناك سن محدد للزواج في المجتمع الإماراتي، حيث يتزوجون في سن مبكرة؛ وقد يتزوج الفتى وهو في السادسة عشرة من عمره، أما الفتاة فقد تتزوج في سن الثانية عشرة، ويحرص الناس على مصاهرة الأهل والأقارب، ويختار الأهل الزوج أو الزوجة دون أن يعرف بعضهما الآخر، وعندما تكون العروس من خارج دائرة الأقارب يتم اختيارها بشكل أكثر دقة.
وعندما يحدث قبول بين الطرفين، يتم الاتفاق على شروط الزواج، مثل الصداق والمهر، ثم يتم تحديد موعد عقد القران “الملجة”ويوم الزفاف. وتترك مدة شهرين لأهل العروس حتي يتمكنوا من تجهيزها، ويتكفل أهل العروس بالخطبة ومستلزماتها من ناحية الضيافة والطعام.
مهر العروس
يهتم المجتمع الإماراتي بالمهر، وهو يكون على شكل مبلغ كبير من المال يدفعه العريس إلى والد العروس، أو في بعض القبائل يقضي بتقديم عددًا من رؤوس الأغنام أو الجمال، أو إهداء الحلي والذهب.
الزهبة والمندوس
وهي تجهيز العروس بالذهب، الثياب، العطور، الشيل، وغيرها، وعادةً ما يتم وضع الزهبة في غرفة العروس، وسط صندوق يطلق عليه اسم “المندوس”، والعريس الإماراتي مطالب أيضًا بتقديم زهبة لأهل العروس، وتشتمل على أغنام، وسكر، وشاي، ومواد غذائية كالأرز والطحين. وهناك يوم محدد في الإمارات لتقديم الذهبة إلى بيت العروس وهو يوم الأربعاء عصرًا، ويتم تقديمها في موكب وسط أجواء احتفالية.
ذهب العروس
وفيه تضع العروس مجموعة كبيرة من الحلي والذهب على رأسها وأذنيها ولها عدم مسميات مثل “الكواش، الطاسة، الشغاب، الشفاق” بينما يحلّى الصدر بالمرية والمرتعشة وأم مفروقة، وتزين اليدين بحلي حب الهيل وأبو شوك والمرامي، وكذلك يتم وضع المشغولات الذهبية على الخصر والأصابع.
استعدادات العروس وتجهيزها
قبل موعد الزفاف، يقوم أهل العروس بتجهيزها وإظهارها في أجمل مظهر، وبمجرد الخطبة تبدأ العروس بالجلوس في البيت ولا تخرج منه وتخبأ من أعين الناس لمدة أربعين يومًا. وتقوم الماشطة بتجهيز العروس ومساعدتها على نظافة شعرها وبشرتها والجسم ككل، وترتدي العروس ثوب مصنوع بخلطة مكونة من الياسمين والهيل والصرة، وتقوم بدهن جسمها بخلطة من الأعشاب ووجها يدهن بالورس، وهو نبات عشبي يعطي البشرة نعومة ويبدأ الأهل في تجهيزات الحناء.
الحنة لاتقتصر على العروس فقط
جرت العادة أن تحنى العروس الإمارتية ليلتي الأربعاء والخميس، حيث تقوم المرأة المختصة بوضع الحنة على قدم وأيدي العروس ورسم بعض النقوش على أطراف الكف، بينما تُحنى أطراف الأصابع مع الظفر على شكل كشتبا. كذلك يحنى العريس على طريقة الغمسة، التي تحتم عليه تغميس رجله في الحناء إلى الرسغ، ويداه إلى المرفق.
وقديمًا كانت تحنى العروس وتختبأ في مكان بعيد عن أعين الناس، أما اليوم يتم عمل حفلة وتجلس العروس على كرسي وسط عائلتها وجيرانها، ويقمن بالحناء وبتجهيز العشاء ويسمعن الموسيقى ويلتقطن بعض الصور للذكرى.
خيمة المكسار
يعد المكسار اسم قديم لنوع من أشرعة السفن، كان قماشه يستعمل في صنع خيمة خاصة تجتمع تحتها نساء الحي من أجل تجهيز لوازم العروس من ملابس وبهارات ومستحضرات تجميلية قديمة.
احتفالات الزواج
يحل الزوج ضيفًا على منزل أهل عروسه لمدة 7 أيام، حيث تقام الاحتفالات قبل انتقال العروس إلى بيت الزوجية، كما يتم حضور الأهل والأصدقاء لتقديم الهدايا والمساعدة في إتمام مراسم الزواج.
ولائم العرس
وهي تضم أشهي المأكولات الشهيرة، مثل الهريس المصنوع من البر المغلي مع اللحم، مع تقديم الأكلات الشعبية مثل الريوق والفقاع والحلوى البلدي المصنوع من النشا.
عش الزوجية
كان يجهز للعروس الإماراتية قديمًا غرفة خاصة في بيت أسرة الزوج، وتكون هذه الغرفة مجهزة بصندوق لوضع الثياب، ومرآة، ومبخرة، والعطور. وفي الصيف، يخصص للزوجة عريش يتكون من جريد النخل وسعفه، و يكون مفروشًا بالسجاد ومجهزًا بسرير من الخشب عليه طرح من القطن، ومغطى بمفرش مزخرف.
مراسم الزفاف
تسبق مراسم الزفاف قراءة مولد النبي صل الله عليه وسلم، ثم تأتي الرقصات التي تتسم بها الأعراس الإماراتية أشهرها رقصة العيالة والليوا والمالد والمناهيل.
مساء يوم العرس و”الصباحية”
في مساء يوم العرس والذي يكون يوم الخميس، يتناول الحاضرون طعام العشاء والقهوة، بعد هذا يدخل العريس مع أهله لغرفة العروس، ويباركون له ثم يخرجون وتكون العروس في غرفة أخرى لا يراها أحد إلا المرأة المكلفة بخدمتها، حيث تزفها إلى زوجها هي وإحدى خالات العروس، أو قريباتها وذلك قبل أذان الفجر بنصف ساعة.
وتجلس العروس عند زوجها مدة نصف ساعة، ثم تخرج وكذلك يخرج العريس من الغرفة حتى الثانية عشرة ظهرًا، ويذهب لرؤية أهله. ويعاد تهيئة العروس مرة أخرى حيث تحمم ويلبسنها أزهى وأفخر الملابس وتزين بالذهب وتعطر ثم يدخلنها على زوجها ظهر يوم الجمعة. وفي المساء تخرج العروس من غرفتها، وتجلس فوق فرش خاص، وتتوافد النساء لمشاهدتها، والمباركة لها ويستمر هذا لمدة 7 أيام، وصباح يوم الجمعة يقدم العريس لعروسه هدية الصباحية. وتستمر النساء في الاحتفال بالعروس أربعين يومًا.