رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

رغم محاولات إثنائها.. بريطانيا تكثف جهودها للخروج بسرعة من الاتحاد الأوروبي

شارك

الإمارات –  مظفر إسماعيل:

 

 يبدو أن بريطانيا عازمة على الإسراع في الخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث تواصل الجهات المعنية جهودها المكثفة بغية الانتهاء من المراحل الأخيرة من اتفاق “بريكست”.

 

وتبذل بريطانيا منذ أشهر جهودًا كبيرة من أجل التوصل لاتفاق ينظم خروجها من الاتحاد الأوروبي، على أمل أن يتمكن قادته من المصادقة على هذا الاتفاق خلال قمة أوروبية في نوفمبر الجاري.

 

ورغم وجود بعض المسائل العالقة، وأبرزها الإعفاءات الجمركية وكيفية إبقاء الحدود مفتوحة بين إيرلندا الشمالية التابعة للمملكة المتحدة، وجمهورية إيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي، إلا أن الاجتماعات بين المسؤولين والمفاوضين في بريطانيا تشهد تكثيفًا بغية الحل السريع، والانتقال إلى مرحلة التوقيع وإنهاء المفاوضات الصعبة.

 

رئيسة الوزراء البريطانية “تيريزا ماي”، أكدت أن المفاوضين يواصلون العمل من دون توقف من أجل التوصل لاتفاق مع الاتحاد الأوروبي حول “بريكست”، مشددة على أن الاتفاق “لن يكون بأي ثمن”.

 

وأضافت أن مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي أصبحت في مراحلها الأخيرة، مشيدة بالجهد الكبير الذي يبذله المعنيون من أجل تحقيق تقدم في المسائل التي لا تزال عالقة.

 

ونوهت “ماي” إلى أنها لن تساوم على ما صوت من أجله الشعب في الاستفتاء، مشددة على أن “الغالبية الساحقة من الشعب البريطاني تريدنا أن نمضي قدما في تنفيذ بريكست وأنا مصممة على أن أحقق لهم ذلك”.

 

وأردفت: “بريكست يجب أن يسمح لبريطانيا بعقد اتفاقات تجارية مستقلة، وحماية الوظائف وأمن بريطانيا ووحدة المملكة المتحدة المؤلفة من أربعة أقاليم، هي إنكلترا واسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية”.

 

بدوره، يؤكد “ميشال بارنييه”، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي المكلف بملف خروج بريطانيا من التكتل الإقليمي “بريكسيت”، أنه لم يتم إلى حد الآن التوصل لاتفاق بين بروكسل ولندن بشأن الخروج من الاتحاد.

 

وقال لوزراء الخارجية الأوروبيين، أمس الاثنين، في اجتماع بروكسيل، إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق حول “بريكسيت” بالرغم من المفاوضات المكثفة بهذا الشأن، لافتًا إلى أن بعض القضايا الرئيسية لا تزال قيد المناقشة وعلى وجه الخصوص الحل المرتبط بتجنب مشكلة الحدود الصعبة بين ايرلندا وايرلندا الشمالية.

 

وكان وزراء خارجية البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، دعوا إلى ضرورة مواصلة العمل على كل المستويات بشأن الاستعدادات لكل سيناريو محتمل بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد، المقرر أن يتم بحلول مارس المقبل.

 

وأوضح السيد “جيرنوت بلوميل” وزير الخارجية النمساوي، الذي تتولى بلاده الرئاسة الحالية للاتحاد الأوروبي في تصريحات صحفية، أنه “في هذه المراحل النهائية من المفاوضات أظهر الوزراء مرة أخرى أننا مصممون على الحفاظ على وحدة الاتحاد الأوروبي”.

 

أما رئيس الوزراء الإسباني “بيدرو سانشيز”، فقال أمس، إن “خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون أمرًا مؤلمًا بشكل متبادل لبريطانيا والاتحاد الأوروبي”، وحث الحكومة البريطانية على إجراء تصويت آخر لإتاحة الانضمام مجددًا للاتحاد مستقبلًا.

 

من جهته، حذر عمدة لندن “صادق خان”، الاثنين، من أن الاقتصاد والخدمات العامة في العاصمة البريطانية سوف تعاني كثيرًا، إذا ما تم فرض حد أدنى للرواتب عند 30 ألف جنيه استرليني سنويًا على العمال الأجانب بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

 

وقال إن “قطاعات الإنشاءات والفنادق والمطاعم سوف تعاني نقصًا مخيفًا في العمالة، فيما ستشهد مستويات العمالة المتردية بالأساس في قطاعي التمريض والرعاية الاجتماعية مزيدًا من التردي”.

 

ومن المتوقع بنهاية العام الجاري أن تقرر الحكومة البريطانية ما إذا كانت ستتبنى توصيات اللجنة الاستشارية المعنية بسياسات الهجرة، حول تغيير سياسة المملكة المتحدة بشأن الهجرة بعد انقضاء الفترة الانتقالية لـ”بريكست” عام 2021.

 

وترغب اللجنة في الاحتفاظ بقاعدة الـ 30 ألف جنيه استرليني لمنع العمالة الرخيصة من تنزيل الأجور في المملكة المتحدة، ويعتقد مستر “خان” أن ذلك من شأنه حرمان العاصمة من عمالة ضرورية، إن يتجاهل حقيقة اعتماد لندن على مواطنين من الاتحاد الأوروبي.

مقالات ذات صلة