تنظر محكمة فرنسية قضية غريبة من نوعها لامرأة أخفت ابنتها لسنتين تقريبا في صندوق سيارتها.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن أوراق القضية أوضحت أن الأم أرادت إخفاء طفلتها عن الناس أجمعين بمن فيهم زوجها وأطفالها الآخرين.
وتعود القضية -التي عقدت أولى جلسات النظر فيها أمس الإثنين- إلى عام 2013 حينما اكتشف رجل وجود الطفل -وهو مسؤول ورشة سيارات في مدينة تيراسون الوقعة جنوب غرب فرنسا- داخل صندوق سيارة، والذي وصف الواقعة أمام هيئة المحكمة أمس بأنها “مشهد مروع”.
وقال أمام المحكمة أنه رأى طفلة لم تبلغ سنتها الثانية محاطة بالبراز، ولا تستطيع أن تجلّس، ا كما أنها كانت “بيضاء مثل الجص مع عينين مقلوبتين”.
وأوضح أنه اكتشفها داخل سرير محمول في صندوق سيارة إحدى الزبائن، مضيفًا أن والدة الطفلة لم تبدُ قلقة لهذا الوضع حتى أنها بدت “مرتاحة” كما لو كان اكتشاف الطفلة “خلاصا” لها بحسب مسؤول ورشة السيارات.
من جانبهم، أدلى عناصر الإطفاء الذين هرعوا إلى مقر الواقعة بأقوالهم أمام المحكمة، حيث أكدوا أنه بعد 15 إلى 30 دقيقة، كانت الطفلة لتواجه خطرا كبيرا بسبب نقص الأكسجين.
وأمرت المحكمة بوضع الوالدة وزوجها الذي يعمل معماريا، قيد التوقيف الاحتياطي قبل إخضاعهما للاستجواب، ثم أخلت في نهاية الجلسة سبيل الزوج بعد عدم ثبوت ضلوعه في القضية، والذي أكد أنه لم يعلم البتة بحالة الحمل ولا بوجود طفلة في السيارة، ولم يتوافر للمحكمة أي عنصر يثبت علمه بالموضوع وفق خلاصات التحقيق.
وقال المدعي العام في منطقة بريف حينها إن قضية “سيرينا” وهو الاسم الذي أعطته الوالدة للطفلة، “تتخطى حدود الخيال”، وكان للزوجين ثلاثة أطفال تراوح أعمارهم بين 6 سنوات و12 وكانوا جميعا مسجلين في المدارس ويعيشون حياة اجتماعية طبيعية.
وفي نهاية الجلسة اتهمت المحكمة الوالدة البالغة حاليا 50 عاما بمارسة العنف يعقبها إلحاق تشوه أو أذى دائم في حق قاصر دون سن الخامسة عشرة والحرمان من الأدوية والأطعمة بما يهدد صحة طفل وإخفاء طفل بما يهدد وضعه الاجتماعي.
وتواجه هذه المرأة التي لم تتعرض يوما للتوقيف الاحتياطي، احتمال السجن 20 عاما.