رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

الألمان على أبواب المغطس الإيطالي

شارك

الإمارات نيوز – علاء محمد

 

كل المؤشرات تقود إلى أن عناصر المنتخب الألماني الحالي قد وصلوا إلى المرحلة الأخيرة من مسيرتهم الدولية، وإلى أن “المانشافت” لن يظهر بمستوى عالٍ بعد اليوم، ما لم يقم بضخّ دماء جديدة في الكتيبة الوطنية التي أعطت أكثر من إشارة إلى قرب الزوال.

 

ويشبه وضع المنتخب الألماني، بطل العالم 2014، بكثير من الصور، وضع نظيره الإسباني عندما وصل إلى مونديال 2014 مستهلكًا كل طاقات لاعبيه في ظرف ست سنوات تم فيها إنجاز كل تاريخ إسبانيا مع الذهب (بطولة يورو مرتين ولقب مونديال 2010) لينهار في المونديال البرازيلي على نحو أشدّ من الذل بذاته.

 

فالحال مع المانشافت يظهر التقارب مع الحالة الإسبانية، لجهة وجود لاعبين كثر شاركوا في أكثر من 100 مباراة دولية، فضلًا عن قرابة 100 مباراة لمعظمهم في دوري الأبطال مع بايرن ميونخ، ما يقدم خلاصة تفيد بأن المجهود البدني قد نفد عن آخره دوليًا ولم يعد بإمكان 90% من أولئك اللاعبين التواجد بأعلى من البطولات المحلية.

 

وللألمان أكثر من خبر هذا الداء في حقبة التسعينات التي استمر فيها المدرب بيرتي فوغتس آنذاك بالاعتماد على تشكيلة معظم عناصرها شاركوا في مونديال المكسيك 1986 فجاء بهم إلى مونديال أميركا 1994 فلاقى الويلات والخروج المبكر أمام بلغاريا في ربع النهائي، ومن ثم أصر على التشكيلة نفسها تقريبا فواجه خروجًا مذلًا أمام كرواتيا.. ما من سبب أوحد له سوى الارتفاع الهائل في معدل أعمار اللاعبين.

 

آنذاك، وحين بدأت ألمانيا في ترتيب الأوراق من جديد، اصطدمت بعامل الوقت المتكالب عليها وفرض عليها التواجد في كأس القارات 1999 فتعرضت للمهانة أمام البرازيل وأميركا، ومن ثم دخلت يورو 2000 بتشكيلة من شبان غير متمرسين يقودهم عجوز كان يمضي عامه الـ 20 في تشكيلة المنتخب (لوثر ماتيوس) فكان الخروج الأشد مرارة.

 

آنذاك كتب نقاد ألمان عن ضرورة إيجاد خليط بين قلة من المخضرمين وكثرة من الشبان: لا كثرة المخضرمين تخدم الحالة، ولا تشكيل منتخب كامل من الشباب يفي بالغرض.

 

كان تنفيذ ذلك صعبًا للغاية، والسبب الوقت والوقت فقط، فالبطولات على الأبواب والنتائج مطلوبة على الفور.. فكان التوجه والقرار بتغيير العرق والدم والأصل والنسب بالكامل.

 

آنذاك، وقتلًا لعامل الوقت المعرقل، لجأ الألمان للتجنيس، وللإتيان باللاعب الجاهز ولو كان من أصول أفريقية أو شرق أوروبية، وبرمجوا ذلك ضمن منهاج استغرق ترتيبه 15 عامًا حتى أفرز لهم لقبًا موندياليًا جديدًا في 2014 دون أن يلغي المشكلة الأساس (غياب الدماء الجديدة) فجاءت الفواتير باهظة الثمن في يورو 2016 وبلغت الأمور حدود العار في مونديال 2018، وما زال القطار الأعوج مستمرًا في دوري الأمم الأوروبية المقامة حاليًا.

 

لا مفر للألمان من القيام بثورة جديدة تشبه ثورة ما بعد العام 2000، وإلا فإن مسلسل الانهيار سيستمر وقد يبلغ قريبا ما بلغته إيطاليا مؤخرًا حين غابت عن كأس العالم 2018.

 

فهل تنطلق الثورة؟

مقالات ذات صلة