الإمارات نيوز – لؤى وحيد
يعتبر قصر المويجعي من أهم الأماكن السياحية في مدينة العين، فهو خير مثال للحفاظ على القيم الإماراتية، وشُيد على يد الشيخ خليفة، النجل الأكبر للشيخ زايد بن خليفة (زايد الأول)، الذي كان قائدًا متميزًا برؤيته الثاقبة وإرادته الفذة، وعمل على توحيد القبائل في العين، وأشرف على إنشاء الأفلاج وتشييد القلاع والحصون. وجاء من بعده ابنه الشيخ محمد بن خليفة الذي سار على نهج أبيه في العلاقات الاجتماعية وكرم الضيافة، فاتخذ من قصر المويجعي مجلسًا يلتقي فيه أهل المنطقة.
علاقة القصر بالشيخ زايد:
أصبح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في منتصف القرن العشرين، ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية، وفي تلك الفترة نفسها تزوج الشيخ زايد من الشيخة حصة، كريمة الشيخ محمد بن خليفة، وبات قصر المويجعي مقر ديوانه ومحل إقامة عائلته، وعقب ذلك بسنتين، شهد القصر ولادة نجله البكر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وخلال فترة توليه منصب ممثل الحاكم في مدينة العين، قام الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بإدخال العديد من الإضافات إلى القصر. وتماشيًا مع الأهمية السياسية المتنامية للقصر، تم إنشاء الديوان، حيث تعقد المجالس واللقاءات العامة، ومن الإضافات والتحسينات الأخرى التي شهدها القصر؛ بناء المسجد، المطابخ، وتوسعة الغرف.
وبعد مرور السنين وصولًا إلى الوقت الحالي، تحول قصر المويجعي إلى متحف بمعايير عالمية رفيعة، يسرد لحظات فارقة في مسيرة دولة الإمارات، من خلال “المعرض الدائم” الذي يضم مجموعة صور فوتوغرافية نادرة، تؤرخ نشأة وحياة وسمات القيادة الرشيدة التي يتمتع بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، ولحظة تقلُّده آنذاك منصب ولي عهد أبوظبي، والكثير من إنجازاته الوطنية المهمة، وكذلك التسلسل الزمني لأسرة آل نهيان.
وتروي مقتنيات المتحف حكاية قصر المويجعي في مدينة العين، بدءًا من أول آثار للحياة في واحة المويجعي وحتى اليوم، ما يسلّط الضوء على محورين رئيسين، هما القيادة والقيم الإماراتية التقليدية التي حافظ عليها المجتمع المحلي وقادته على مر العصور.
رحلة في قصر المويجعي:
تبدأ الرحلة من بداية بوابة الدخول، فعند الاقتراب من قصر المويجعي يجب أن ندقق في الجزء الخارجي للقلعة والمنطقة المحيطة. ثم ننتقل إلى البرج الجنوبي الشرقي الذي تم بناؤه أساسًا لأغراض دفاعية، فيما البرج الشمالي الشرقي كان مخصصًا للسكن، ويستطيع الزائر اكتشاف غرف البرجين اللذين تم ترميمهما، بحيث أصبحا بنفس الحالة التي كانا عليها في الأيام الأولى لقصر المويجعي.
ويمكنك الشعور بأصالة القصر، في فناء قصر المويجعي؛ وأيضًا اكتشاف ملامح العمارة التقليدية وأعمال الحفظ والترميم الدقيقة التي حافظت على القصر وعملت على إعادة إحيائه. ويوجد إلى جانب القصر مسجد شيده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وفق النمط المعماري الإسلامي الذي بني على أساسه القصر، بالإضافة إلى المئذنة، ليضفي طابعًا متميزًا على القصر ومحيطه.
جمال “الأخضر”:
وتربط علاقة قوية بين قصر المويجعي والمساحات الخضراء الخارجية، إذ صُممت نافورة المياه الحديثة من وحي العلاقة التي جمعت القصر بجبل حفيت وبقنوات الأفلاج التي تروي أشجار النخيل في واحة المويجعي، وجاء التصميم المميز لأشجار النخيل المحيطة بالقصر محاكيًا لواحة المويجعي المجاورة.