ركزت صحف الإمارات، الصادرة صباح السبت، على مبدأ “التسامح” الذي بات منهجًا وسمة للدولة قيادةً وشعبًا، مع تسليط الضوء على العيد القومي الـ 48 لأشقائنا العمانيين، ودعوة الرئيس الفرنسي ماكرون لإنشاء جيش أوروبي موحد.
وكتبت صحيفة “البيان” تحت عنوان “تسامحنا نهج حياة”: “تحرص دولة الإمارات على تكريس قيم التسامح على أرضها وفي تعاملاتها مع الآخرين، وتحرص القيادة الرشيدة في الدولة على ترسيخ مكانة الإمارات عاصمة للتسامح والتعايش الإيجابي، وتأكيد إسهامها في تحقيق تقارب حقيقي بين الثقافات لكي تبقى دولتنا دائما صاحبة الإسهام الأكثر تأثيرا في إقامة وتفعيل حوار عالمي يعين على إقرار أسس التفاهم بين الشعوب على اختلاف أفكارهم وتنوع ثقافاتهم”.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” ، في افتتاح أعمال “القمة العالمية للتسامح”، حيث قال سموه: “تربينا في مدرسة زايد على قيم نبيلة عديدة من أهمها التسامح.. والإمارات ستظل النموذج والقدوة في الانفتاح الواعي على الآخر وتقبل أفكاره وتفهم متطلباته.. فالتسامح لا نعليه شعارا ولكننا نعيشه كنهج حياة” .
وأضافت: “من فضل الله على دولة الإمارات، أن من عليها بقيادة حكيمة بدءا بالمؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” الذي أقر قيم التسامح والتعايش والمساواة والعدل بين الناس، وهي القيم ذاتها التي واصلت القيادة الرشيدة السير على نهجها”.
واختتمت صحيفة “البيان” افتتاحيتها بالقول : “ها هي معالم وثمار التسامح تتأكد وتزدهر في كافة ربوع الدولة بفضل رؤية قيادتها الحكيمة وقيم شعبها الحريص على تحقيق كل ما يرتبط بالتسامح والسلام، من تقدم اجتماعي واقتصادي، وها هو شعب الإمارات ملتف حول قيادته ومتلاحم مع كافة مؤسسات المجتمع لمكافحة التعصب والتطرف والتمسك بالقيم والمبادئ الإنسانية التي يشترك فيها البشر جميعا”.
من جانبها وتحت عنوان “الإمارات وعمان .. روابط تاريخية” قالت صحيفة “الاتحاد” إن العلاقات العمانية الإماراتية، تتسم بالعمق والقوة، وتستند إلى وشائج قربى، وصلة دم، ونسب، وجوار، وروابط تاريخية متينة، ودعائم وثيقة تراكمت عبر القرون، لتثمر تجربة نادرة وناجحة للتضامن بين الشعبين الشقيقين، وفق رؤى واضحة للقيادة في البلدين، بأن التعاون أقصر الطرق لمستقبل أفضل”.
ولفتت الصحيفة إلى أن احتفال الإمارات بالعيد الوطني الـ 48 للسلطنة الذي يصادف الثامن عشر من شهر نوفمبر، احتفاء بعلاقات متميزة ووثيقة بين البلدين الشقيقين منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” وتواصلت وفق أسس راسخة وأرضية صلبة، بدعم غير محدود من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وأخيه صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد، بحكمتهما ورؤيتهما العميقة، حتى أصبحت نموذجا يقتدى في الصلات الأخوية والمصير المشترك.
واختتمت صحيفة “الاتحاد” افتتاحيتها بالقول: “هنيئا لسلطنة عمان عيدها الوطني الـ 48، وفخورون بما حققته من إنجازات، تشهد بحكمة قيادتها وكفاءة أبنائها، في ظل تعاون راسخ، والتقاء وجهات النظر بين البلدين، حول كل ما يعزز الاستقرار في المنطقة “.
من جهتها وفي موضوع آخر كتبت صحيفة “الخليج” تحت عنوان “أوروبا وجيشها” : “يشتد التجاذب بين فرنسا وألمانيا من جهة، والولايات المتحدة من جهة ثانية؛ حول دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لإنشاء جيش أوروبي موحد، ويأخذ هذا التجاذب شكل التهكم والسخرية من جانب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال عن الرئيس الفرنسي «مشكلة إيمانويل أنه يعاني تدني شعبيته بشدة».
وقالت الصحيفة: “إن دعوة الرئيس الفرنسي، التي لقيت على الفور ترحيبًا من جانب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ومن وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا رويلز، بدأت تأخذ أبعادا سياسية؛ يتضح فيها الافتراق بين ضفتي الأطلسي؛ حيث بدا «التحالف التاريخي» بين أوروبا والولايات المتحدة، الذي تكرس بعد الحرب العالمية الثانية، وخلال الحرب الباردة، واستمر بعد تفكك الاتحاد السوفييتي إلى حين وصول دونالد ترامب إلى السلطة، هذا التحالف أخذ يهتز، وأصبح أكثر هشاشة، وأقل قدرة على تلبية الحاجات الأمنية الأوروبية؛ بعدما أخذت الولايات المتحدة ترى في حلف الأطلسي /الناتو/ أداة لابتزاز أوروبا، وتطالبها بثمن مقابل حمايتها، ثم تفرض عليها ضرائب تعدها مجحفة، وتتناقض وروح التحالف والشراكة التاريخية، التي تربط بين الضفتين، وظلت ثابتة مع كل الإدارات الأمريكية المتعاقبة”.
ولفتت إلى أن دعوة ماكرون لقيام جيش أوروبي موحد؛ هي تعبير عن رفض سياسات الاستعلاء الأمريكية، ورفض للإملاءات، التي تسعى إدارة ترامب لفرضها من موقع السيد والتابع، الأمر الذي حمل الرئيس الفرنسي إلى المجاهرة في مخاطبة ترامب بالقول: «لسنا تابعين لكم»، بما يعني ذلك من رفض للحماية الأمريكية المشروطة والمهينة، ووصل الأمر بالرئيس ماكرون إلى وضع الولايات المتحدة على نفس المستوى مع روسيا والصين؛ من حيث الخطر، الذي تمثله على أوروبا.
ونوهت إلى أنه رغم أن المستشارة الألمانية ميركل أكدت من جهتها في خطاب لها أمام البرلمان الأوروبي «بأنها ستعمل، حول رؤية تشكيل جيش أوروبي حقيقي»، وشددت على أن هذا الجيش «لن يكون مناوئا للناتو، وإنما امتداد له»؛ لكن واقع الأمر يقول إن قيام جيش أوروبي موحد سوف يفقد «الناتو» دوره؛ لأن أوروبا ستكون قادرة على حماية نفسها بجيشها، و«الناتو» سيكون في هذه الحالة مجرد ديكور أو حلف ثانوي سوف يتلاشى مع الوقت، متسائلة ، هل ينجح ماكرون وميركل في دعوتهما لتشكيل جيش أوروبي موحد؟ .
واختتمت “الخليج” بالتأكيد على أن دعوة الرئيس الفرنسي تلقى ترحيبًا من جانب أغلب دول أوروبا الغربية، في حين أن دول أوروبا الشرقية الذين يحملون ولاءً للولايات المتحدة قد يرفضون الدعوة لإقامة الجيش الأوروبي؛ لأنها تنظر إلى حلف «الناتو» كملاذ أمني طالما أن أميركا هي من تقوده، وبالتالي تمنع تلك الدول من القبول أو المشاركة فيه، وقد أكّد محللون أوروبيون أن قيام الجيش الأوروبي يعني أن أوروبا “على طريق الخروج من تحت العباءة الأميركية.. فهل تستطيع؟” .