رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

حديقة آثار هيلي.. طريق العودة إلى العصر البرونزي والحفريات

شارك

الإمارات نيوز – لؤى وحيد

 

تجمع بين الجمال الطبيعي المتمثل في النجيل الأخضر الممتد على مد البصر، والزهور المختلفة التي تحيط بها نوافير الماء، وبين العودة إلى العصر البرونزي، فعندما تقف بداخلها ستجد نفسك بين عصرين، بين أماكن أثرية رائعة الجمال، تجبرك على توجيه الكثير من الأسئلة، ومناطق أخرى تخطف أنظارك بجمال ورودها وتداعب أذنك بقطرات المياه.. أنها حديقة آثار هيلي.

 

الحفريات الأثرية:

 

حديقة آثار هيلي تقع على بعد 12 كيلو مترًا شمال مدينة العين، اكتسبت شهرتها بفضل الحفريات الأثرية التي أجريت فيها بداية من أواخر ستينيات القرن العشرين، فقد اكتشف الخبراء بقايا لمستوطنات ومقابر تعود للألفية الثالثة قبل الميلاد، حيث يضم الموقع بقايا منطقة تجمع بشري من العصر البرونزي (2000 – 2500 قبل الميلاد) تم حفرها وترميمها عام 1995.

 

وفي الماضي، كان موقع ”هيلي1 “، الكائن بجانب مدفن هيلي الكبير داخل الحديقة، عبارة عن برج عالٍ يرتفع عدة أمتار فوق سطح الأرض· وقد تم اكتشافه في الستينات من القرن الماضي من قبل علماء آثار من الدنمارك، حيث كان الموقع محاطًا بسور دائري سميك يضم عدة غرف وبئرًا في الوسط· أما اليوم، فلم يبق من هذا المبنى سوى أساسه، لكن هناك مبان أخرى تم العثور عليها في حالة جيدة خارج السور الدائري·

 

وتم اكتشاف آثار مبنى مماثل يُعرف بـ”هيلي 10”، في بدايات التسعينيات من القرن الماضي، بالقرب من المدخل الرئيسي للحديقة، وتبيّن أن المبنى يحتوي بدوره على بئر مركزية، وأنها مشيدّة من الطوب الطيني على غرار موقع ”هيلي1 “، أما السور الدائري الذي يبلغ عرضه ثلاثة أمتار، فيدّل على أن المبنى كان قلعة محصنة، ربما استخدمت لمراقبة طرق القوافل التجارية التي تعبر المنطقة.

 

مقابر مستوطنة هيلي:

 

استخدمت مقابر مستوطنة هيلي للدفن الجماعي على مدى قرون، ويستدل بأدواتهم الجنائزية على طبيعة الحياة في الواحة. وتسمى أكبر مقبرة حجرية في هيلي “مقبرة هيلي الكبرى”، ويبلغ ارتفاعها 2.5 مترًا بينما يبلغ قطرها 8 أمتار، وقد بنيت خلال عصر أم النار (2700-2000 قبل الميلاد).

 

ويحتوي المدفن على أربع غرف داخلية، كل واحدة منها مخصصة لدفن عدد محدد من الموتى، رغم أن الحفريات أظهرت تعرّض الموقع لدمار كبير في الماضي· كما تدّل قبور جماعية أخرى تعود إلى نفس الفترة على دفن المئات من البشر هناك منذ زمن بعيد·

 

ويوجد على المدخلين المؤديين إلى المدفن زخرفة منحوتة، حيث تم حفر المدخل الشمالي في حجر ضخم مزخرف بثلاثة رسوم: الأول في أعلى الفتحة يمثل رجلًا يركب دابة وآخر يمشي خلفه، وفي اليمين نرى شخصين متعانقين، وفي أسفل الفتحة نرى حيوانين متقابلين ”ربما الفهد العربي” يلتهمان غزالًا صغيرًا أو بقرًا وحشيًا· أما الزخرفة الموجودة على المدخل الجنوبي فهي عبارة عن زوج من البقر الوحشي وشخصين واقفين بينهما·

 

الفخاريات والأواني الحجرية:

 

وفي مكان ليس ببعيد عن المدفن الكبير، تم اكتشاف قبر آخر دائري الشكل ومعرّض للنبش والذي تم ترميمه حسب تصميمه الأصلي، وتبين أن الموقع يحتوي على ست غرف يتخللها حائط يقسم المدفن إلى نصفين، حيث تم تقسيم كل نصف بحائطين صغيرين متوازيين ومتعامدين نحو الحائط الرئيسي. وقبل ترميم المبنى، كانت معظم الأحجار الأصلية مفقودة. ويعتبر المدفن موقعًا استثنائيًا لاحتوائه على العديد من القطع الأثرية كالفخاريات والأواني الحجرية والحلي التي تعود إلى نهاية الألفية الثالثة قبل الميلاد·

 

مقالات ذات صلة