رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

كرة الإمارات 2022.. خيبات وتقلبات

شارك

أفردت صحيفة (البيان) الإماراتية مساحة واسعة لمراجعة عام من كرة القدم الإماراتية، معرجة على مسار الكرة الإماراتية منتخبات وأندية حلال عام 2022.
وقالت صحيفة البيان: بنهاية عام 2022 فإن كرة الإمارات تودع عام الإنجازات والإخفاقات، لأن النتائج في المنافسات الخارجية لم تتناسب مع اسم الدولة وطموحها في بلوغ القمة، ولم ينجح (الأبيض) في الوصول إلى كأس العالم، وعلى الصعيد المحلي حقق العين، ثنائية الدوري وكأس رابطة المحترفين، مع إنجازات فردية، أبرزها نجاح علي مبخوت مهاجم الجزيرة في التتويج بلقب (الهداف التاريخي)، إضافة إلى عودة الجماهير من جديد إلى المدرجات، التي شهدت حضوراً حاشداً في الموسم الحالي، فيما تألقت الصافرة الإماراتية في كأس العالم (قطر 2022)، وتم تنظيم مونديال الأندية بنجاح مبهر في أبوظبي، كما حافظ شباب الأهلي على استمراره في دوري أبطال آسيا.
وما بين الإخفاقات والنجاحات انطوت صفحة العام، لتبدأ معها كتابة صفحة جديدة يأمل عشاق المستديرة في الإمارات أن تكون زاخرة بالإنجازات ومعانقة البطولات، وأن تأتي على قدر الاهتمام الذي تحظى به كرة القدم والرياضة بشكل عام.
إنجازات
على الصعيد المحلي، فإن الاحتفالات بالإنجازات كانت حاضرة في عدد من الأندية، التي تُوجت بالبطولات المحلية، وأضافت رصيداً جديداً من الألقاب إلى نجاحاتها السابقة، وكان الجزيرة أول ناد يصعد لمنصات التتويج في 2022، بعد تتويجه بلقب كأس السوبر في الأسبوع الأول من كانون الثاني الماضي عقب فوزه على شباب الأهلي بركلات الترجيح.
ومن الإنجازات المحلية المهمة فوز العين بلقب الدوري الإماراتي عن موسم 2021 – 2022 للمرة 14 في تاريخه، ونجاحه في إعادة الدرع إلى خزانته بعد 4 سنوات من الغياب، محققاً اللقب عن جدارة في موسم استثنائي، أحرز فيه أيضاً بطولة كأس رابطة المحترفين للمرة الثانية في تاريخه، بالفوز على شباب الأهلي بركلات الترجيح، ليهدر الأخير (شباب الأهلي) لقبين في الموسم الماضي والحالي بخسارته في نهائيين، خلال فترة وجيزة.
أيضاً عانق الشارقة الألقاب بتتويجه بلقب أغلى البطولات كأس رئيس الدولة في تشرين الأول الماضي، عقب فوزه على الوحدة في مباراة ختام البطولة، التي جرت باستاد هزاع بن زايد، بهدف الباكو كاسير، ليعوض بلقب البطولة الغالية عدم نجاحه في استرداد لقب بطولة الدوري.
هبوط وصعود
وشهد العام المنصرم أيضاً هبوط الإمارات والعروبة إلى دوري الدرجة الأولى، بعد موسم واحد من المشاركة في دوري المحترفين لم يتمكن خلاله الفريقان من الصمود والبقاء في المنافسة، وبالمقابل عاد دبا الفجيرة من جديد إلى دوري الأضواء والشهرة، الذي سبق أن حضر فيه خلال مواسم سابقة، ورافقه البطائح، الذي يعتبر صاحب أكبر إنجاز على مستوى أندية الدولة في عام 2022، والذي شهد صعوده للدوري بعد 3 سنوات فقط من مشاركته في دوري الدرجة الأولى، محققاً نجاحاً لافتاً في تجربة كروية متفردة، زاد عليها بإثبات وجوده بين كبار الدوري وصموده وانتصاراته على أفضل الفرق، الشيء الذي جعل منه أبرز وأكبر مفاجآت العام.
عودة الجمهور
تعتبر عودة الجماهير إلى المدرجات من أبرز وأهم نجاحات كرة الإمارات في 2022، فقد شهد الموسم الحالي حضوراً جماهيرياً حطم كل أرقام سنوات الاحتراف السابقة، وانعكس بطريقة إيجابية على مستوى المباريات نسبة للتأثير الكبير، الذي يلعبه الجمهور في دعم اللاعبين معنوياً وتحفيزهم على تقديم أفضل المستويات، وبعد أن كانت المدرجات تعاني من غياب الجمهور خاصة في فترة جائحة كورونا بسبب الإجراءات الاحترازية، فإنها أصحبت تزدحم بآلاف الجماهير، وفي بعض المواجهات الكبيرة بين فرق المقدمة فإن تذاكر المباريات ظلت تنفد قبل المباريات بعد أيام.
5 أجانب
شهد عام 2022 قراراً مهماً بزيادة عدد اللاعبين الأجانب إلى 5 في دوري المحترفين، بدلاً عن 4 لاعبين، وسمح اتحاد الكرة للأندية بإضافة الأجنبي الخامس، الذي يرى الكثيرون أن تجربته حققت إضافة قوية للدوري، وأسهمت في رفع مستوى الفرق، وأنها كانت أحد أهم أسباب زيادة الحضور الجماهيري، أيضاً تم تعديل كشوفات الأندية، ليتم السماح بقيد 30 لاعباً بدلاً عن 36 لاعباً في خطوة استهدفت محاربة تكديس اللاعبين، ومن القرارات الإدارية أيضاً تعاقد اتحاد الكرة في شباط الماضي مع الأرجنتيني رودلفو أروابارينا لقيادة تدريب المنتخب الأول خلفاً للهولندي فان مارفيك.
وشمل التعديل أيضاً أندية دوري الدرجة الأولى، التي تم السماح لها بالتعاقد مع 8 أجانب في مختلف الفئات، من بينهم حارس مرمى في فئة المقيم، وارتفع عدد أندية الهواة إلى 17 نادياً في حدث مهم أسهم في رفع درجات التنافس في الدوري وزيادة عدد المباريات التي توفر فرص احتكاك أكثر لجميع اللاعبين.
176
ومن أبرز الأحداث، على المستوى الفردي، تتويج علي مبخوت مهاجم الجزيرة بلقب الهداف التاريخي للكرة الإماراتية في شباط الماضي، الذي شهد انفراده باللقب وانتزاعه من أسطورة الوصل فهد خميس، الذي ظل محتفظاً باللقب لمدة قاربت 25 عاماً برصيد 175 هدفاً، ولكن مبخوت تخطى رقمه بمواصلة هز الشباك، ويقترب مهاجم الجزيرة حالياً من بلوغ 200 هدف لتأمين لقبه التاريخي.
مشاركة الأندية
وعلى مستوى مشاركة الأندية في البطولة الآسيوية لازم الإخفاق 3 من 4 أندية غادرت المنافسة مبكراً على الرغم من الطموحات الكبيرة، التي صاحبت مشاركة الرباعي في البطولة، والدعم الذي وجدته من أجل التقدم وتحقيق إنجاز آسيوي جديد.
وحافظ شباب الأهلي على وجود كرة الإمارات في البطولة الآسيوية، وبلغ مرحلة دور الستة عشر من المجموعة الثالثة، التي حل فيها ثانياً برصيد 10 نقاط، لتبقى الآمال عليه كبيرة في مواصلة مشوار البطولة، التي تستأنف في كانون الثاني، وفي المقابل خسر بني ياس، في مباراة الملحق المؤهل إلى مجموعات دوري أبطال آسيا أمام ناساف الأوزبكي، فيما غادر الجزيرة والشارقة من مرحلة المجموعات.
تبخر الحلم
شهد العام نهاية حلم مونديال قطر 2022، الذي لم ينجح منتخبنا في بلوغه، بعد أن حمل آمال وأحلام وتطلعات الجماهير بالوجود في أول بطولة كأس عالم تقام بالشرق الأوسط، لتصبح ثاني مشاركة بعد مونديال 1990، الذي يعتبر مصدر فخر الكرة الإماراتية والإنجاز الأكبر في تاريخها.
وكان (الأبيض) على بعد خطوتين من تحقيق الحلم، وإعادة الأمجاد السابقة بعد أن أتيحت له الفرصة بالتأهل عن طريق المحلق الآسيوي، لكنه خسر أمام أستراليا، وفقد فرصة الوصول إلى المونديال، ما جعل الحلم يتأجل حتى المونديال المقبل 2026 في انتظار تحوله إلى واقع.
ولم تكن نتائج بقية منتخبات الفئات العمرية الأخرى أفضل حالاً من إخفاق (الأبيض)، فقد غادر منتخبنا الأولمبي بطولة كأس آسيا تحت 23 عاماً، التي أقيمت في أوزبكستان من الدور الأول، كما ودع منتخبنا الوطني للناشئين سباق التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا 2023 تحت 20 عاماً المحدد له أوزبكستان، بعد أن احتل المركز الثالث في المجموعة الآسيوية العاشرة، وهو الإخفاق ذاته، الذي لازم منتخبنا تحت 17 عاماً، الذي لم ينجح في بلوغ نهائيات النسخة المقبلة من كأس آسيا، بعد أن احتل المركز الثالث في المجموعة الثانية بالتصفيات التي جرت بإندونيسيا، وسبق ذلك مغادرة المنتخب ذاته بطولة كأس العرب للناشئين من الدور الأول، ليتعرض إلى إخفاقين في فترة وجيزة.
طاقم التحكيم
وفيما غاب الأبيض عن المونديال لكن الصافرة الإماراتية كانت لها حضور مشرف، بقيادة محمد عبد الله حسن حكم الساحة، ومحمد الحمادي وحسن المهري، الحكمين المساعدين، وشارك ممثلو الإمارات في إدارة مباراتين بالمونديال، مع المعاونة في عدد من المواجهات والوجود حتى نصف النهائي مع نخبة قليلة من حكام العالم، ونال الطاقم الإماراتي ثقة لجنة التحكيم بالاتحاد الدولي، وظهر ذلك في عدم الإبعاد بعد المرحلة الأولى، والمحافظة على الوجود الإماراتي حتى نصف النهائي، الذي كان فيه محمد عبد الله حكماً رابعاً.
8 منتخبات
ومن النجاحات التي تؤكد تميز مكانة الدولة عالمياً والسمعة الطيبة ما عكسه إقامة 8 منتخبات من تلك التي شاركت في المونديال الأخير، بالدولة والاستعداد منها قبل التوجه إلى قطر، حيث أقامت المنتخبات معسكرات قصيرة، وضعت خلالها اللمسات الأخيرة، ومنها المنتخب الأرجنتيني، الذي كانت الإمارات آخر محطاته قبل المشاركة في البطولة والتتويج باللقب، الشيء الذي عكس قدرة وتميز الإمارات على مستوى البني التحتية، التي تساعد في المعسكرات، وتوفر كل متطلبات المنتخبات والأندية.
مونديال الأندية
أيضاً من الأحداث الكروية البارزة في 2022 استضافة أبوظبي بنجاح مبهر بطولة كأس العالم للأندية للمرة الخامسة، والتي شهدت مشاركة الجزيرة، الذي لم يحقق النتائج المرجوة، لكن البطولة حققت نجاحاً كبيراً في التنظيم، ومثلت أول وأكبر حدث رياضي بارز يحقق النجاح في فترة التعافي من جائحة كورونا.

مقالات ذات صلة