الإمارات نيوز – نورهان فهيم
لايزال التراث الإماراتي قادرًا على إبهارك وجذب وجدانك، فهو مثل البحر لا تعرف له نهاية، فمن خلال البحث المتواصل بدافع المحبة والحنين إلى هذا التراث، خطف ذهننا فن إماراتي قديم وأصيل ولكنه مستمر حتى يومنا هذا محافظًا على مكانته وقيمته، وهو فن “المالد” أو كما يطلق عليه البعض “المولد”، وأقل ما يقال عن هذا الفن الروحاني الجميل أنه صوت ينطلق من الأرض مخاطبًا السماء بأسمى التواشيح والأناشيد الدينية.
فن ديني
يعد فن “المالد” أو “المولد”، أحد أشكال الأغاني الدينية وهو جزءًا أصيلًا من التراث الإماراتي، فقد انتشر في المجتمع الإماراتي قديمًا وخاصة في إمارة دبي، واستمرت حفلاته حتى أواخر الثمانينات من القرن الماضي، وما زال يحظى باهتمام كبير بين الناس، حيث يحافظون على إحيائه وترديد أناشيده في المولد النبوي والأفراح الشعبية وأيام رمضان المبارك والمناسبات الدينية. والمالد هو طقس من طقوس الصوفية لأنه يعتمد على ذكر الله والمدائح النبوية.
فرقة المالد
تتكون فرقة “المالد” من صفين متقابلين من الفنانين المشاركين، أحدهما يحمل الطبول في وضعية الجلوس، مع التلويح بها في الهواء، والنقر عليها بطريقة موحدة، لتصدر نغمات إيقاعية مدروسة ومتفقًا عليها، وفي الصف الآخر منشدون يرددون القصائد الدينية، التي تحكي سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام. والمشاركون في “المالد” يتمايلون بأكتافهم يمينًا وشمالًا بأشكال منتظمة، وفي اندماج شديد ينشدون السيرة النبوية والأبيات الشعرية.
أركان المالد
هناك أركان أساسية لفن “المالد” تتمثل في مايلي:
1- النص: وهو القصيدة أو الأنشودة ويتنوع في المفردات شعرًا مقفى أو نثًرا منظومًا.
2- المنشد: وعادة ما يكون من رجال العلم الذين اشتهروا بين الناس بثقافتهم واطلاعهم، وممن تتوفر لديهم القدرة على استيعاب وفهم السيرة النبوية وحفظها بطلاقة، والتمتع بالصوت الجميل وبلاغة الإلقاء، وإطراب المستمعين.
3- الرديدة : الذين يقومون بترديد لازمة النشيد والتواشيح ومعهم المنشد الرئيسي.
وعادة ما تحتوي حفلة “المالد” الواحدة على أكثر من فقرة أوتشمل خمسة فصول، ويلقى بها عدد من القصائد والتواشيح، وتستغرق هذه الحفلات نحو ساعتين.
ويمثل فن “المالد”، دولة الإمارات العربية المتحدة، في العديد من المهرجانات الدينية والثقافية سواء العربية أو الدولية، كما أنه يحظى باهتمام شديد من وزارة الثقافة الإماراتية، وكذلك يلاقي إقبالًا شديدًا من المحبين والمتابعين له، وهذا الفن ينتشر في معظم الدول الخليجية مثل سلطنة عُمان.