الإمارات نيوز – نورهان فهيم
بمجرد سماع كلمة “قلعة” فإنه يتبادر إلى ذهنك المعارك والحروب التي خاضها الآباء والأجداد للحفاظ على تراب الوطن، فالقلاع والحصون تعتبر وسائل دفاعية تستخدم لحماية الأوطان بجانب قوة الإنسان، وقلعة الفجيرة كانت كذلك أيضًا فهي بمثابة الحصن الحصين للمدينة، وكل حجر فيها يحكي عن غزوات الأعداء، وكان لها دورًا في حماية المنطقة من المهاجمين الاستعماريين، وهي لاتزال شامخة تعكس صورة واضحة عن عمق ماضي الفجيرة وتسلسلها الحضاري.
وتشتهر قلعة الفجيرة بشكلها المعماري الفريد وحالتها الجيدة من حيث البناء إلى جانب موقعها المتميز، فهي تقع في المدخل الرئيسي لإمارة الفجيرة، وفي الشمال الغربي لقرية الفجيرة القديمة وعلى تل صخري صغير يرتفع 20 مترًا تقريبًا، وتبعد القلعة عن ساحل البحر بنحو كيلو مترين، وتعد من أكبر وأهم قلاع المنطقة، وحظيت باهتمام كبير من الشيوخ.
تاريخ بناء القلعة
تم بناء قلعة الفجيرة ما بين 1500 – 1550 ميلادية، ثم أعاد الشيخ محمد بن مطر، رحمه الله، بناءها بين 1650 – 1700 ميلادية، كما قامت إدارة التراث والآثار بترميم القلعة، وعدد من القصور والبيوت والمسجد.
ويختلف تخطيط هذه القلعة تمامًا عن سائر التخطيط الهندسي الذي عرفت به القلاع في دولة الإمارات والفجيرة، وذلك لأنها غير منتظمة الشكل، وليست وفق أبعاد تضاريسية معينة، فهي اتخذت شكلًا يضاهي شكل الربوة التي شيدت عليها.
قلعة من الجحر والحصى
من أبرز المواد التي استخدمت في بناء القلعة، هي الحجر والحصى والطين والتبن وجذوع وسعف النخيل والليف ومادة الصاروج. وكانت القلعة تستخدم لأغراض دفاعية إشارة إلى أن الأهالي دافعوا من داخلها ببسالة عن المنطقة وبمناسبات عديدة، وتصدوا إلى العديد من هجمات البرتغاليين والإنجليز في الماضي، إضافة إلى جانب كونها كانت مركزًا إداريًا مهمًا للمنطقة.
وتتكون قلعة الفجيرة من أدوار متكررة تبدأ بالطابق الأرضي الذي يضم صحنًا وغرفة واحدة ومدخل رئيسي وأدراج تؤدي إلى الطابق الأول، والذي يتكون من مجلس وممر يؤدي إلى الأبراج ثم سطح يحيط به عددًا من الشرف تستخدم لمراقبة محيط القلعة، كما تضم أربعة أبراج رئيسية منها برج واحد يأخذ الشكل المستطيل، بينما الأبراج الثلاثة الأخرى دائرية.
اجتماع استثنائي في قلعة الفجيرة
في نوفمبر عام 2014، قام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بعقد الاجتماع الاستثنائي لمجلس الوزراء في قلعة الفجيرة والتي يزيد عمرها عن 500 عام، وذلك بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة..
