تنوعت اهتمامات صحف الإمارات، الصادرة صباح الثلاثاء، مابين الاستعدادات للاحتفال باليوم الوطني الـ 47 والذي يأتي هذا العام تزامنًا مع الذكرى المئوية لمولد الشيخ زايد “طيب الله ثراه”، وقرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” بالإفراج عن عدد من المسجونين، كما دعت الصحف إلى ضرورة التعديل في خطط المواجهة الأمنية بما يتلاءم وطبيعة الإرهاب، على أن يكون الخطاب الديني الإيجابي أحد السبل لقطع الطريق على الإرهاب.
وتحت عنوان “إمارات الإنجازات” كتبت صحيفة “البيان”: “تستعد دولة الإمارات العربية المتحدة للاحتفاء بالذكرى الـ47 لليوم الوطني، والتي تحظى هذا العام بأهمية خاصة لارتباطها مع “عام زايد”، وكذلك لحجم الإنجازات الكبيرة الذي حققته الدولة خلال العام 2018 ويواكب اليوم الوطني الاحتفال بالذكرى المئوية لمولد مؤسس دولة الاتحاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان”.
وأضافت الصحيفة: “ويأتي اليوم الوطني هذا العام بعد كم من الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات بتوجيهات من قيادتها الرشيدة وبسواعد أبنائها حيث شكلت الإمارات خلال عام 2018 نموذجا استثنائيا في جوانب التنمية كافة من خلال ما حققته من إنجازات علمية واقتصادية واجتماعية استطاعت خلالها السير نحو غد أفضل لشعبها وللأمتين العربية والإسلامية”.
وأشارت إلى أن الإمارات دخلت خلال عام 2018 عصر التصنيع الفضائي الكامل بعد نجاحها بإطلاق “خليفة سات” الذي أشرف على صناعته وتطويره مهندسون إماراتيون بنسبة 100 في المئة وفي مطلع سبتمبر الماضي أعلنت الإمارات للعالم اختيار أول رائدي فضاء إماراتيين للتوجه إلى محطة الفضاء الدولية وحافظت على نسقها التصاعدي في تقارير التنافسية العالمية لهذا العام وأكدت صدارتها على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
وأكملت “البيان” بالإشارة إلى أن دولة الإمارات “احتلت المركز الأول بينما احتلت المركز الــ17 على المستوى العالمي وحصلت على المركز الأول عالميًا في مؤشرات كفاءة الإنفاق الحكومي وتصدرت الدولة التصنيف العالمي بصفتها أكبر دولة مانحة للمساعدات الإنسانية للشعب اليمني الشقيق. وأضافت: “إنه هذا والعديد من الإنجازات الأخرى التي أعطت الاحتفاء باليوم الوطني هذا العام مذاقا خاصا وحفاوة متميزة.
من ناحية أخرى وتحت عنوان “المقاصد العليا” قالت صحيفة “الاتحاد”: “لأنها دولة التسامح والمحبة التي تريد الخير للناس وتكرس موارد ضخمة للتخفيف من معاناتهم تحرص قيادة الإمارات الحكيمة دائما على منح فرصة جديدة للمخطئين ممن صدرت بحقهم أحكام قضائية تقودهم للمنشآت العقابية والإصلاحية”.
وأضافت: “أنه في كل مناسبة جليلة تشهدها الدولة يتفضل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” ويصدر أوامر سامية بالإفراج عن أعداد من المسجونين حتى يستأنفوا مسيرتهم في الحياة بصورة أفضل”.. مشيرة إلى أن قرار الإفراج عن الشاب البريطاني ماثيو هيدجز ضمن المفرج عنهم بمناسبة اليوم الوطني الـ47 يمثل استجابة إنسانية كريمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لالتماس العفو الذي تقدمت به أسرته وهو ما يتفق مع المبادئ الإنسانية النبيلة التي تتبناها الإمارات في سياساتها لتحقيق المقاصد العليا للوطن عبر تطبيق القانون بما يتفق مع تقاليدنا وقيمنا التي يمثل العفو أحد أهم عناصرها.
وأكدت ” الاتحاد” في ختام افتتاحيتها.. أنها سياسة عامة للدولة منذ عهد الآباء المؤسسين تنظر للأمور في إطار سياقاتها العريضة بما يدعم منظومة علاقاتنا الخارجية وبالبناء على نقاط الاتفاق من دون السماح للأخطاء التي قد يرتكبها أفراد أو الخلافات في وجهات النظر بشأن بعض النقاط أو التقييمات بعرقلة تطور تلك الروابط التي تستهدف بالأساس مصالح الشعوب ورفاهيتها حاضرا ومستقبلا.
من جهة أخرى وتحت عنوان “حكومة بناء المستقبل” قالت صحيفة “الوطن”: “إن اليوم تنطلق الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ومشاركة أولياء العهود والمجالس التنفيذية وأبرز 500 مسؤول حكومي لتثبت الحكومة الأنشط والأكثر مرونة في العالم وتكيفًا مع المتغيرات عزمها على مواصلة مسيرتها في السباق مع الزمن لتحقيق جميع الأهداف الوطنية الكبرى سواء “رؤية 2021 ” أو “مئوية الإمارات” عبر إجراء مراجعة لمسيرة العمل والإنجازات المحققة ودعم المسيرة بالاستراتيجيات اللازمة وعشرات المبادرات التي تخدم الهدف من العمل الحكومي الإماراتي القائم على روح الفريق التي أرساها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” وهي “روح الاتحاد” كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حيث لا وجود إلا للعمل الهادف لرفعة الوطن ورفد مسيرته التنموية.
وأضافت: “أن الاجتماعات تأتي لمواكبة تطلعات شعب الإمارات وطموحه غير المحدود وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بقوله: “علمنا زايد أن لا سقف للأحلام والطموحات.. وآمال شعب الإمارات تكبر يوما بعد يوم.. وكل فرد منا يحمل مسؤولية تحقيق تلك التطلعات ” وأضاف سموه أن :” مستقبل الإمارات مسؤولية في أعناقنا جميعا.. والمرحلة المقبلة تتطلب منا أن نضاعف الجهد كي نحول الفرص إلى إنجاز يفخر به أبناؤنا والأجيال القادمة”.
وتابعت قيادتنا تؤكد في جميع المناسبات ثقتها التامة بأبناء الوطن وقدرتهم على تحقيق ما يتم العمل عليه وهم قادرون بتوجيه القيادة ورعايتها ودعمها ونبل الأهداف التي يتم العمل عليها من كسب الرهانات وتحقيق الإنجازات مهما عظمت التحديات فالوطن بهمة أبنائه بات يعشق كل تحد مهما كان حيث أن كوادره البشرية وصلت لدرجة من الاحترافية والعزيمة تستطيع فيها أن تحول أي تحد إلى فرصة تتم الاستفادة منها لأن النظرة كما علمتنا قيادتنا الرشيدة للتحديات أنها ليست معوقات بقدر ما هي مرحلة طبيعية تأتي مع كل تطور وتقدم.
وأكدت “الوطن” في ختام افتتاحيتها.. أن سقف الطموح الوطني كبير جدًا ولا حدود له والإنجازات المشرفة التي تم تحقيقها والنجاح في أعقد العلوم خير شاهد على قوة وزخم المسيرة لصناعة الغد والإرادة الوطنية والإخلاص لرفعة الإمارات خير شاهد على روح الاتحاد ومسيرته.. النجاح بات مؤكدًا ومسيرة عقود من النقلات السريعة التي تؤكدها مؤشرات التنافسية الخاصة بالإمارات على المستوى العالمي تعطي الفكرة عن الثقة التي يتمتع بها أبناء الوطن في ظل رعاية القيادة واهتمامها ومتابعتها الدائمة. المستقبل لنا ونحن صناعه ومفاتيحه بعقول أبناء الوطن ومن حقنا أن نفخر ونباهي العالم بقوة وزخم مسيرتنا.
من جانب آخر وتحت عنوان “الإرهاب المتحرك”.. دعت صحيفة ” الخليج ” إلى ضرورة التعديل في خطط واستراتيجيات المواجهة الأمنية بما يتلاءم وطبيعة الإرهاب في شكله الجديد وتفعيل الخطاب الديني الإيجابي الذي يقطع الطريق على شرايين الإرهاب ويمنع عنه المزيد من ضخ الدم والصدق في القول بمحاربة الإرهاب وتحويله إلى فعل لأن هناك شكوكا لا تزال تحيط ببعض الدول بأنها لا تزال توفر المدد والدعم للإرهاب بطرق سرية.
وأشارت إلى أن التفجيرات الأخيرة التي أدمت باكستان وأفغانستان ولم تميز بين مدنيين ومساجد وبعثات دبلوماسية وراح ضحيتها العشرات من الأبرياء تعيد طرح التساؤلات حول المدى الذي وصلت إليه الحرب على الإرهاب وهل حققت فعلا النجاح المطلوب في البلدين الجارين اللذين ابتليا بتنظيمات إرهابية مثل “القاعدة وطالبان وداعش” منذ مطلع تسعينات القرن الماضي حتى الآن؟ وهل حققت أهدافها في بلدان أخرى مثل العراق وسوريا وليبيا؟.
وذكرت أن الحقيقة الصادمة تقول إن ما تحقق حتى الآن كان قاصرًا ومبتورًا رغم المليارات التي صرفت والجيوش التي شاركت وتشارك في هذه الحرب ورغم الخسائر الهائلة التي لحقت بالبشر والحجر وما يبذل من جهد إعلامي ومؤتمرات ولقاءات على مستوى سياسي وديني وما اتخذ من قرارات في مختلف الميادين والجهود التي بذلت لتصفية منابع الإرهاب وموارده.
وأوضحت أن الإرهاب بحلته الجديدة لم يعد كيانًا ثابتًا ومحددًا يمكن تطويقه واجتثاثه فهو تحول إلى كيان متحرك مثل الزيت يستطيع أن يأخذ أشكالا شتى وقادر على التخفي والانتقال بسهولة معتمدا على كل وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة التي تستخدمها الجيوش وعلى إمكانات قوى كبرى خفية لديها قدرات لا تتوفر إلا لديها وإلا فكيف تمكن المئات وربما آلاف الإرهابيين من الانتقال من سوريا والعراق خلال العامين الحالي والفائت وعبروا كل الحدود وتوزعوا في ليبيا وسيناء وشمال إفريقيا وباكستان وأفغانستان وبعض دول آسيا الوسطى رغم المسافات الشاسعة والبحار والجبال والمراقبة البرية والفضائية؟.
وأضافت صحيح أن هناك جهودا وتضحيات كثيرة بذلت وصحيح أيضا أن الإرهاب أصيب في مقتل في أكثر من جبهة وخسر الكثير من قوته كما فقد دويلته وعاصمة خلافته الوهمية إلا أنه لم يهزم بل تمكن خلال فترة قصيرة من تجميع قواته ومعاودة نشاطه في أكثر من مدينة عراقية في الموصل والفلوجة وكركوك والأنبار وبغداد وفي شرق الفرات على الحدود السورية – العراقية حيث عاد إلى الهجوم واسترداد مناطق ومواقع كان خسرها خلال مواجهته مع الأكراد حيث يفترض أنه محاصر في رقعة جغرافية محددة وحوله العديد من جيوش دول كبرى وتنظيمات عسكرية متعددة الأشكال.
واختتمت “الخليج” افتتاحيتها بالتأكيد على استمرار وجود بعض الملابسات والتساؤلات التي تحيط بتجدد نشاط الإرهاب في دولتي سوريا والعراق، وإن كان ذلك بصورة محدودة، غير إن الواقع يبيّن أن خطر الإرهاب لا يزال قائمًا وكذلك استرداد أنفاسه مجددًا، على الرغم من انتقال عمله الفعلي إلى جبهات أخرى في أفغانستان وليبيا.