الإمارات نيوز – لؤى وحيد
تعكس مدينة العين التراث الثقافي الأصيل وتسعى دائمًا إلى نشر الوعي الفكري والثقافي وتنمية الحس الوطني وإحياء تراث وتاريخ الأجداد، وبالفعل تحولت كل هذه الأهداف إلى واقع تمثل في بناء قرية تراثية جمعت بين التراث والماضي لتلقي الضوء على الذكريات والعادات والتقاليد على يد الشاعر خلفان بن نعمان الكعبي، مؤسس قرية العين التراثية، الذي أكد أن الفكرة جاءت ترجمة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله.
وتمتد قرية التراث على مساحة 66 ألف متر مربع في نادي العين للهواة، وهو بمثابة وجهة ثقافية وتراثية وسياحية وترفيهية، تحاكي في معمارها ونمط بنائها مختلف البيئات الإماراتية الصحراوية والبحرية والجبلية والزراعية والمدنية، ولكل واحدة من هذه البيئات مميزاتها التراثية الخاصة التي تلقي القرية بظلالها عليها.
حياة مختلفة داخل القرية:
تضمّ القرية مقهىً قديمًا وسوقًا شعبيةً ومسرحين لمشاهدة العروض الفنية والثقافية والشعرية، إضافة إلى استراحات عائلية وفردية في أماكن متفرقة تبعث الراحة والاستمتاع بالأجواء الأصيلة، إضافة إلى كهف مكوّن من طابقين يطل على القرية الصحراوية ويضم مقهى للشاي والكرك وجلسات رائعة تقع في القسم العلوي من الكهف، كما توجد منطقة تراثية للأطفال تحتوي على مجموعة من الألعاب الممتعة والشيقة .
ويشتمل السوق الشعبي في القرية على عدد من الدكاكين التي تحوي الصناعات الحرفية واليدوية والتقليدية التي تسافر في عمق التراث الإماراتي مستحضرة حقبًا متفرقة من الماضي المجيد. ويضم متحف القرية الأدوات والمستلزمات التي عاش عليها الإنسان الإماراتي في القدم بما تشمله من أدوات زراعية، وأسلحة، وأدوات صيد اللؤلؤ، ودلال القهوة العربية، والأزياء الفلكلورية، والحلي، ومجموعة من المسكوكات الإسلامية الفضية والبرونزية والورقية، بالإضافة إلى صور قديمة تستعرض محطات من الحياة الإماراتية القديمة، كما تضم القرية مسرحين للعروض أحدهما مفتوح والآخر مغلق.
وتحتوي أيضًا على معرض للسيارات الكلاسيكية القديمة التي يعود تاريخ تصنيعها إلى عشرينات القرن الماضي، وهي متنوعة التصاميم، اعتمد عليها بعض أهالي المنطقة كوسيلة نقل عصرية .
ويقّدم ركن الطعام في القرية الأكلات الشعبية التي يشتهر بها المطبخ الإماراتي، والتي توارثتها لأجيال، فضلاً عن الأكلات البحرية، كما تضم القرية العديد من المجالس التراثية مثل مجلس القلعة المخصص للضيوف والوفود، ومجلس البيئة الصحراوية، وهو عبارة عن بيت مصمم ومجهز بديكور وأثاث تراثي يعكس الطابع الإماراتي في المجالس الشعبية .
بيوت من طين وسعف النخيل:
والفرجان التي تتواجد في القرية، تم تصميمها بطابعها التقليدي والتراثي، وتحتوي على بيوت من طين وسعف النخيل ويتوسطها المسجد والممرات لتدل على الطابع التقليدي الذي يعود إلى الأربعينيات من القرن العشرين، ويبين أسلوب العمارة والبناء الذي صممه أجدادنا وعاشوا فيه لفترات طويلة.
وتحتضن القرية مجموعة من الأراضي الزراعية والأفلاج الجميلة والتي تتميز بانسيابية الماء فيها من الأحواض لري المزروعات عن طريق المنيور، وهذه الطريقة التقليدية التي كان يعتمدها أسلافنا في اعتمادهم على خيرات الأرض لتأمين حاجتهم الغذائية.
وتمثل البيئة الصحراوية بالقرية طبيعة الحياة فيها وتضم التلال الرملية وبيوت الشعر والخيام المنتشرة في أنحائها، إضافة إلى وجود البئر والجبيب وهو “حوض صغير لسقاية المواشي”.
المهن اليدوية:
تمنح القرية فرصة مشاهدة النساء الحرفيات عن قرب وهن يقمن بممارسة المهن اليدوية كنسج الألبسة وصناعة البخور والعود وصناعة البهارات ومنتجات التمور والإكسسوار. وخلال التجول بين دكاكين السوق الشعبي فإنك تطوف على كل ما كان قديمًا يشكل الصناعات الحرفية واليدوية والتقليدية، ففي كل دكان تقف على أدق التفاصيل وترى المنتج يخرج من بين يدي صانعه سلعة جلدية أو خشبية أو نحاسية أو زجاجية أو فخارية، كما ترى كذلك دكاكين العطارة والحبوب بالإضافة إلى المشاغل اليدوية.