يحب الرضيع الاستماع للأم وهي تتحدث أو تغني أو تقرأ بصوت مرتفع، لأنه تدرّب على طريقة تمييز صوتها وهو لايزال جنينًا داخل الرحم. وتحث توصيات رعاية الطفل على البدء مبكرًا في القراءة للصغير على الرغم من عدم قدرته على الفهم في البداية. والسبب أن إيقاعات وأصوات الحروف والكلمات تساعده على تطوير حاسة السمع، وبناء أسس لفهم اللغة لاحقًا.
إذا لاحظت استمتاع الطفل بقصة معينة احرص على تكرار قراءتها، وتكرار الحديث عن الصور ومحتوياتها، وامنحه الوقت ليؤشر أو يسحب أو يلمس ماذا في الصفحة.
وتشير الدراسات إلى أن الاستمرار في القراءة للطفل منذ عُمر مبكر تساعده على إدراك أن الكتب مسلية! بل إنها توفر للصغير لحظات قليلة من السلام والانسجام الممتع تجمعه مع الأم أو الأب. إن الجلوس معًا لقراءة قصةً ما سيكون إضافة رائعة لتهدئة طفلك خلال روتين النوم.
ماذا أقرا؟
في المقام الأول، تتركز القراءة لطفلك حول السماح له بسماع وفهم إيقاع اللغة. وعلى الرغم من أنه سوف يبدأ يتعلم على نبرة صوتك، إلا أنه لا يملك أدنى فكرة عن المعنى، لذلك لا تتردد في القراءة من المجلة أو الرواية المفضلة لديك.
ومع تحسن حاسة البصر لطفلك خلال أشهره الأولى، سيكون غالبًا مفتونًا بالصور ذات الألوان البراقة والمتداخلة. إنه أفضل وقت لتعريفه بالكتب ذات الصفحات الكارتونية الصلبة والكتب المصورة، والتي تكون متينة بما فيه الكفاية عندما يبدأ باستكشافها بيديه الصغيرتين وفمه.
ويساعد التكرار طفلك على بناء مهاراته اللغوية، لذا ابحث عن القصص التي تستخدم نفس المصطلحات مرارًا وتكرارًا، أو يمكنك تكرار قراءة القصص المفضلة لطفلك أكثر من مرة. ومن أجل شد نتباهه، قوم بتغيير نبرة صوتك، أو استخدم نبرات صوت مختلفة لكل شخصية.
لقد أظهرت الأبحاث أن القراءة التفاعلية هي وسيلة رائعة للمساعدة في بناء مفردات الطفل وإدراكه. وعلى الرغم من عدم إمكانية رد طفلك بعد، حاولي أن تطرحي عليه بعض الأسئلة حول ما كنتِ تقرأ. مثلًا إذا كانت صور القصة تتضمن حيوانًا أو طائرًا قم بالإشارة إليه، واسأل طفلك: هل يحب هذا الحيوان؟ وكرّر اسمه ليعرفه الطفل.