أكد المدير العام لمركز دبي للأمن الإلكتروني، سعادة يوسف حمد الشيباني، أن إمارة دبي عقدت العزم على تحويل التحديات إلى فرص مثمرة خلال سعيها الدؤوب للتغلب على تهديدات الأمن الإلكتروني التي تواجه مسيرتها الحثيثة نحو تحقيق النمو المستدام.
وكان قد تفضل سعادته بافتتاح مؤتمر هاك إن ذي بوكس (HITB) للأمن الإلكتروني الذي يمتد على مدار يومين، وخلال كلمته الافتتاحية أوضح أن استراتيجية دبي للأمن الإلكتروني التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، تهدف إلى تعزيز مكانة دبي كمدينة عالمية رائدة في الابتكار والسلامة والأمن بالتعاون مع الشركاء المعنيين.
وأضاف “كلما زادت صعوبة تحديات الأمن الإلكتروني، ازداد عزمنا على جعل إمارة دبي الحيّز الأكثر أمانًا في العالم الرقمي. ومن ثم فإن تشجيع الابتكار والبحث العلمي في مجال الأمن الإلكتروني يعد أحد أهم محاور إستراتيجية دبي للأمن الإلكتروني التي ستخلق بدورها المزيد من الفرص الوظيفية والاستثمارية الجديدة. ويقوم المركز بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين بتحويل تلك التحديات إلى فرص للدعوة لمزيد من التعاون والتآزر مع القطاع الخاص لنضمن معًا أن تظل دبي دائمًا منارة للتميّز للعالم أجمع، وأن تتمتع بمجتمع واعٍ بمخاطر الأمن الإلكتروني ويعيش أفرادها في ظل فضاء إلكتروني يتّسم بالحريّة والعدل والأمن وقادر على معالجة المخاطر التي يواجهها مع الحفاظ على مرونته ونموه في الوقت ذاته.”
وتُنظم شركة هاك إن ذا بوكس (HITB)، مؤتمر (HITB2018DXB)، بالتعاون مع مركز دبي للأمن الإلكتروني، الدرع الحامي للثروة الرقمية في دبي، والشريك المحلي مجموعة دارك ماتر التي تتخذ مقرها في الإمارات العربية المتحدة، والتي تعد المزوّد الأوّل والأوحد للحلول المتكاملة ضمن مجالات الأمن والدفاع الإلكتروني والتحوّل الرقمي في المنطقة. وقد تحدث خلال افتتاح المؤتمر عدد من أبرز الشخصيات الرائدة في قطاع الأمن الإلكتروني العالمي، بما في ذلك السيدة كاتي موسوريس، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة لوتا سيكيوريتي (Luta Security)، وهي أحد أهم الخبراء العالميين المتمرسين في مجال أمن المعلومات، حيث قدمت خبراتها وخدماتها للحكومة الأمريكية والبرلمان الأوروبي.
كذلك سيلقي إحدى الكلمات الرئيسية غدًا السيد ميكو هيبونن، مدير الأبحاث لدى مجموعة “إف-سيكيور” الفنلندية، والذي يعد أحد أبرز الشخصيات العالمية المرموقة في مجال أمن الحاسوب، كما أنه مدرج ضمن قائمة أفضل 100 مفكر عالمي وفقًا لمجلة فورين بوليسي (Foreign Policy).
ومن جانبه قال نائب رئيس أول تطوير الأعمال والمبيعات والتسويق في مجموعة دارك ماتر السيد رابح دبوسي: “تأتي عودة مؤتمر (HITB) إلى الشرق الأوسط في وقتها المناسب تمامًا، إذ تشهد المنطقة حاليًا طفرة غير مسبوقة في إنشاء البني التحتية الرقمية وتبني الحلول المتطورة. ومع نهوض المدن الذكية واستخدام إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي في العديد من الجهات الحكومية والمؤسسات ازداد الطلب على خدمات الأمن الإلكتروني وأصبح من الضروري زيادة الوعي العام في هذا الصدد. ومن هنا تشاركت مجموعة دارك ماتر مع المؤتمر في سعيه نحو تمكين محترفي الأمن الإلكتروني والباحثين المحليين بهدف تحقيق هدفنا المشترك في ترسيخ أسس الحصانة الإلكترونية في المنطقة بأكملها. وفي سبيل مكافحة الجرائم الإلكترونية، فإنه من المهم للغاية إعداد الجيل القادم من المواهب المميزة في المجالات الرقمية، فضلًا عن تزويده بالتدريب والمهارات التقنية المناسبة.
ومما لا شك فيه أن استضافة مثل هذه المؤتمرات سيجعل من الإمارات العربية المتحدة بؤرة لخبراء الأمن الإلكتروني في المنطقة، وهو ما يساعدنا على استقطاب الأفراد الأكثر مهارة وطموحًا في هذا المجال.”
وتشمل أبرز فعاليات المؤتمر مجموعة من العروض الحية للقرصنة، بما في ذلك منطقة لاختراق برمجيات السيارات، حيث سيعرض الخبراء قدرتهم على التحكم عن بعد في السيارات الحديثة أمام المشاركين. هذا إلى جانب مسابقة (HITB) الشهيرة “التقط العَلَم” التي ستشهد تنافس أكثر من 20 فريقًا دوليًا في انطلاق سلسلة مسابقات (HITB) للعام 2019.
وبالإضافة إلى تحدي “التقط العَلَم” على الصعيد الاحترافي، يستضيف المؤتمر أيضًا مستوى تعليمي من المسابقة نفسها لطلاب الجامعات والمدارس الثانوية بهدف تحفيز المواهب الإماراتية الفتيّة. وعلى هامش مؤتمر (HITB)، تنظم مجموعة دارك ماتر برنامج أعمال بعنوان “ما وراء الفضاء الإلكتروني”، والذي يوفر لكبار المسؤولين التنفيذيين فرصة معرفة المزيد عن استقصاء التهديدات الإلكترونية، والتحوّل الرقمي، والتحوّل الإلكتروني.
