رئيس التحرير: حسام حسين لبش
مدير التحرير: علي عجمي

إعلان الرياض يشدّد على ضرورة مواجهة تحديات المنطقة

شارك

أعلنت القمة الخليجية الـ39، في بيانها الختامي، مساء الأحد، تولي دولة الإمارات العربية المتحدة رئاسة الدورة الأربعين لمجلس الخليج العربي، لافتًا إلى أن قادة دول مجلس التعاون يؤكدون الحرص على وحدة الصف والهدف.

 

وشدد البيان الختامي “إعلان الرياض” على أهمية التمسك بمجلس التعاون الخليجي لمواجهة تحديات المنطقة، وأهمية استكمال البرامج والمشاريع تحقيقًا لرؤية الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.  وأشار الإعلان، الذي تلاه الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني، إلى أنه بعد مرور نحو 37 عامًا على تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تثبت المخاطر التي تهدد أمن واستقرار المنطقة أهمية التمسك بمسيرة المجلس وتعزيز العمل الجماعي.

 

وأكد قادة زعماء دول مجلس التعاون الخليجي، بحسب البيان، حرصهم على الحفاظ على قوة وتماسك ومنعة مجلس التعاون، ووحدة الصف بين أعضائه، لما يربط بينها من علاقات خاصة وسمات مشتركة أساسها العقيدة الإسلامية والثقافة العربية، والتاريخ العريق والمصير المشترك، ووحدة الهدف الذي يجمعها وتربط بين أبنائها.

 

ولفت البيان إلى أن مجلس التعاون حقق إنجازات مهمة خلال مسيرته، ما أسهم في جعل هذه المنطقة واحة للاستقرار والأمن والرخاء الاقتصادي والسلم الاجتماعي، كما تم تحقيق الكثير من الإنجازات نحو تحقيق المواطنة الخليجية الكاملة. واستدرك: “إلا أن التحديات المستجدة التي نواجهها اليوم تستوجب تحقيق المزيد لتعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك، واستكمال خطوات وبرامج ومشروعات التكامل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والأمني والعسكري”.

 

وقال إن جميع دول مجلس التعاون الخليجي قدمت خلال العقود الماضية رؤى طموحة لمسيرة المجلس، أطلقت من خلالها مشاريع تكاملية هامة في جميع المجالات، تهدف إلى استثمار ثروات دول المجلس البشرية والاقتصادية لما فيه مصلحة المواطن في دول مجلس التعاون.  ولفت “إعلان الرياض” إلى أن دول المجلس وضعت رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والأسس اللازمة لاستكمال منظومة التكامل بين دول المجلس في جميع المجالات.

 

وأكد البيان أن قادة دول مجلس التعاون وجهوا بوضع خارطة طريق تشمل تفعيل الإجراءات اللازمة لتحقيق رؤية القادة بتحقيق التكامل بين دول المجلس، ووضع الأسس لتأطير وتنظيم علاقات الدول الأعضاء مع المجتمع الدولي.

 

وفي المجال الاقتصادي، وجّه القادة بالالتزام الدقيق بالبرامج الزمنية التي تم إقرارها لاستكمال خطوات التكامل الاقتصادي بين دول المجلس، والتطبيق الشامل لبنود الاتفاقية الاقتصادية، وإزالة جميع العقبات والصعوبات التي تواجه تنفيذ قرارات العمل المشترك.

 

وفي هذا الصدد، طالب البيان الختامي بتذليل العقبات في طريق استكمال متطلبات السوق الخليجية المشتركة والاتحاد الجمركي، وإصدار الأنظمة التشريعية اللازمة لذلك، بهدف تحقيق الوحدة الاقتصادية بين دول المجلس بحلول عام 2025.  وفي مجال الدفاع المشترك لدول مجلس التعاون، فشدد على ضرورة تعيين قائد القيادة العسكرية الموحدة لمجلس التعاون، كخطوة مهمة لاستكمال المنظومة الدفاعية المشتركة.

 

كما وجه الزعماء بسرعة إنجاز جميع الإجراءات الخاصة بتفعيل القيادة العسكرية الموحدة ومباشرتها لمهامها، وإنشاء الأكاديمية الخليجية للدراسات الاستراتيجية والأمنية، بهدف تأسيس القيادة العسكرية الموحدة على أسس استراتيجية متينة، وتأهيل القيادات العسكرية الخليجية لأداء تلك المهام.

 

وفي المجال الأمني، أكد القادة أهمية الدور المحوري لمجلس التعاون في صيانة الأمن والاستقرار في المنطقة، ومكافحة التنظيمات الإرهابية، من خلال التكامل الأمني لدول المجلس، والتصدي للفكر المتطرف من خلال تأكيد قيم الاعتدال والتسامح والتعددية وحقوق الإنسان، والالتزام بسيادة القانون وإرساء قواعد العدل.  كما أكد أهمية العمل مع شركاء مجلس التعاون في المجتمع الدولي للقضاء على ظاهرة الإرهاب وتجفيف منابعه، ومواجهة ما تقوم به بعض الميلشيات والجماعات الإرهابية من أعمال لتقويض مقدرات وثروات دول المنطقة.

 

وأكد القادة الأهمية القصوى لبلورة سياسة خارجية موحدة وفاعلة لمجلس التعاون، تستند إلى النظام الأساسي للمجلس وتعمل على حفظ مصالحه ومكتسباته وتجنّبه الصراعات الإقليمية والدولية. وأعلن البيان الختامي دعم قادة مجلس التعاون الخليجي للقضية الفلسطينية ووحدة الصف الفلسطيني، وحرصهم على مد يد العون للأشقاء في اليمن والدول العربية كافة، بما يحقق لتلك الدول الأمن والاستقرار والرخاء الاقتصادي.

 

وشدد القادة على الدور المهم المنوط بالمواطن في دول المجلس، وبقطاع الأعمال، والمرأة والأسرة الخليجية، والمنظمات الأهلية، للحفاظ على مكتسبات مسيرة المجلس.

مقالات ذات صلة