ركّزت صحف الإمارات، الصادرة صباح الإثنين، في افتتاحياتها على انعقاد القمة الخليجية الـ 39 لقادة وزعماء دول مجلس التعاون في الرياض، مؤكّدةً على دور المجلس في تحقيق التعاون بين دول الخليج العربي، وحماية الأمن الإقليمي من مخططات إيران النووية، وتدخلاتها العدائية في شؤون المنطقة والتي تُهدد دول الخليج.
وتحت عنوان “التعاون حتمية تاريخية” كتبت صحيفة “الاتحاد”: “إن “التعاون” كان في البدء، يوم وضع القادة أساسه المتين في أبوظبي / 25 مايو 1981 / ، خطوة ضرورية للوقوف في وجه مخاطر إيران الخمينية التي كانت تهدد أمن واستقرار دول المجلس.. الآن صار وجود “التعاون” حتميا لحماية الأمن الإقليمي العربي من طموحات إيران النووية، وتدخلاتها العدائية التي أصبحت تهدد المنطقة برمتها، وليس فقط دول الخليج”.
وأضافت “لقد صمد مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعزيمة قادته في وجه تحديات عاتية عصفت بالمنطقة طوال نحو أربعة عقود، واستطاع أن يرسخ قواعده أمام مخاطر جديدة تشمل دولا وجماعات مارقة وتيارات متطرفة وتنظيمات إرهابية، تغذيها للأسف قوى كثيرة في المنطقة وخارجها”. مشيرةً إلى أنه بفضل هذا الصمود، تحققت إنجازات خليجية كثيرة وكبيرة، يلمسها المواطن الخليجي في قطاعات شتى، على الرغم من كل الصعوبات.
وقالت “الاتحاد” في ختام افتتاحيتها: “إن العالم يمر الآن بمرحلة تحاول فيها الكيانات الكبرى التماسك في وجه التحديات الاقتصادية والإقليمية والدولية الجديدة ” الاتحاد الأوروبي مثالا”؛ لأن التهديدات صارت أكثر حدة وخطورة. والعالم العربي وشعوبه التي تتطلع إلى مستقبل أفضل، في أمس الحاجة إلى كتلة صلبة، تضمن للمنطقة كلها أمنها واستقرارها.. لافتة إلى أنه ليس أفضل من دول الخليج العربية الرئيسة، باعتدالها وتسامحها للقيام بهذه المهمة فهي بما تمتلكه من إمكانات اقتصادية هائلة وموارد طبيعية وبشرية استثنائية وقوى ناعمة جبارة وحركة ثقافية نشطة وتطور تقني وعلمي كبير، صارت تمثل القلب النابض للعالم العربي”.
من جهتها وتحت عنوان “وحدة الهدف والمصير” قالت صحيفة “البيان”: “إن قمة مجلس التعاون الخليجي تواجه في دورتها الـ39 العديد من القضايا الحيوية، التي تهم دول الخليج والمنطقة العربية والعالم أجمع، هذا المجلس الذي تأسس للتعاون بين دول الخليج العربي والتنسيق بينها في مختلف القضايا، يلتقي قادته ليدعموا ويعززوا مسيرة المجلس الذي تأسس بروح الأخوة ووحدة الهدف والمصير، والذي بني على روح الإيمان بوحدة الهدف والمصير، وعمق الروابط الدينية والثقافية، والتمازج الأسري بين مواطنيه، وسواء حضرت قطر أم لم “تحضر، وأيا كان مستوى تمثيلها.
وأشارت إلى أن هناك إجماعًا على أن الأزمة هي أزمة قطر وحدها، وليست أزمة مجلس التعاون الخليجي، وأن قطر هي الخاسرة بسياساتها التي تتناقض تمامًا مع روح التعاون والأخوة بين دول المجلس، وتخدم مصالح أعدائهم، وعلى رأسها إيران، التي تشكل عقبة كبيرة أمام أمن واستقرار المنطقة بتدخلاتها السافرة والعدوانية وطموحاتها للنفوذ والهيمنة.
وذكرت الصحيفة “أن أمام قمة مجلس التعاون في الرياض ما هو أهم بكثير من أزمة قطر، فهناك قضايا سبل تعزيز الترابط والتكامل الخليجي، في شتى جوانبها السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، والقضايا المتعلقة بالحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها، إضافة إلى ترسيخ علاقات الشراكة الاستراتيجية مع الدول والتكتلات العالمية، وتعزيز مكانة مجلس التعاون على الساحتين الإقليمية والدولية، وقضايا الشباب الخليجي وتطلعاته، وضرورة إتاحة الفرص له للمشاركة في مسيرة البناء والتنمية”.
واختتمت صحيفة “البيان” افتتاحيتها بالتأكيد على أن قمة الرياض هي دليل على استمرار مسيرة مجلس التعاون الخليجي، والذي تأسس من أجل تحقيق “التعاون”، مشدّدة على أنه “لا مكان فيه لمن يرفض التعاون والإيمان بأهدافه”.